من رعي الماشية الى “الدعشنة”.. لماذا تحول بدو النيجر للتطرف

عندما حمل دوندو تشيفو السلاح لأول مرة وهو شاب قبل عقد كان هذا لنفس السبب الذي دفع رعاة كثيرين غيره من عرقية الفولاني على طول حدود النيجر ومالي إلى ذلك.. وهو حماية ماشيتهم. لم يكن يحمل أي ضغينة تجاه النيجر ولا الولايات المتحدة بالطبع وإنما كان خلافه مع الطوارق الذين يغيرون على الماشية .ولكن في 4 أكتوبر قاد تشيفو عشرات المتشددين المتحالفين مع تنظيم داعش في هجوم دام ضد قوات من الولايات المتحدة والنيجر مما أسفر عن مقتل 4 جنود من كل من دولة كما أوضح الهجوم مدى خطورة مهمة الغرب في منطقة الساحل الأفريقي.

وأثارت الواقعة دعوات في واشنطن لعقد جلسات لبحث وجود القوات الأمريكية. ومن المقرر أن تختتم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تحقيقا حول الأمر في يناير. وامتقع وجه وزير دفاع النيجر كالا مونتاري الحديث عن تشيفو. وقال من مكتبه في نيامي عاصمة النيجر هذا الشهر “إنه إرهابي ورجل عصابات وشخص يريد إلحاق الضرر بالنيجر. نتعقبه ونتفقد أثره وإذا وطأت قدمه النيجر ثانية فسيجري تحييده“. وقالت مصادر حكومية مطلعة إن تشيفو، مثله في ذلك مثل كثير من المسلحين فيما يعرف باسم تنظيم داعش بالصحراء الكبرى حيث تلتقي حدود مالي والنيجر وبوركينا فاسو، كان من الرعاة الفولاني العاديين الذين لا يهتمون كثيرا بالقتال.

ويمثل تحول تشيفو وأمثاله من رعاة يحرسون أبقارهم إلى مقاتلين متشددين قادرين على شن هجمات معقدة قصة تحظى باهتمام القوى الغربية مع سقوط حربها على التشدد العنيف في غرب أفريقيا في براثن الصراعات العرقية والقبلية. ويقول محللون إن التنظيم المحلي التابع لداعش ما زال صغيرا وعدد أعضائه أقل من 80 مقاتلا ولكن كانت هذه هي طبيعة الحال في بداية الأمر مع الفصائل المرتبطة بتنظيم القاعدة قبل أن تستغل الشكاوى المحلية لتوسيع نفوذها في مالي عام 2012.

وعاش الطوارق والفولاني لقرون كبدو رحل يرعون الماشية ويتاجرون. وتركز أغلب الطوارق في مناطق الكثبان الرملية والواحات في الصحراء فيما عاش أغلب الفولاني في الساحل، وهي مساحة شاسعة من أراض شبه قاحلة تمتد من السنغال إلى السودان. وتمكن بعضهم من جمع ثروة نسبية بزيادة عدد رؤوس قطيعه لكنهم ظلوا منفصلين عن الدول الحديثة التي تأسست حولهم.

زر الذهاب إلى الأعلى