“علي عبدالله صالح”.. سياسي متلون “رقص على رؤوس الأفاعي” حتى قتلته!

يقول عنه مندوب اليمن الدائم لدى الجامعة العربية عبدالملك منصور: “صالح لا يستقيم على وعد واحد، ولا يقف عند كلمة، يعد ثم يخطط كيف ينكث، دائما ما كان يعد ومن ثم يبحث عن التهرب من الوفاء بوعده”، علي عبدالله صالح خبير التحالفات الذي أودى التلون بحياته، بعد أكثر من 40 عاما قضاها “عفاش” سياسيا يراه اليمنيون “زعيما”، ويرى نفسه رجلا يجيد “الرقص على رؤوس الأفاعي”.

نقطة آخر السطر في حياة الرئيس اليمني السابق ذو الـ75 عاما، وضعتها رصاصة حوثيه في رأسه، بعد تحالف مع جماعة “أنصار الله” ذات الهوى “الإيراني” دام قرابه الـ 4 أعوام، مع أعداء الأمس الذين دقت طبول الحرب بينهم 6 مرات، بعد تمرد جامعة “بدر الدين الحوثي” التي تدعوا إلى إعادة نظام الإمامة الزيدية في اليمن، قبل أن يتحالف معهم بعد استيلائهم على العاصمة اليمنية صنعاء العام 2014، ويفض التحالف بينهم مطلع ديسمبر الجاري الأمر الذي دفع ميلشيات الحوثي إلى اغتياله قرابة القرية التي ولد فيها “سنحان” في الـ 4 من ديسمبر الجاري.

حياة علي صالح المليئة بالحروب والتحالفات، والتي بدأها عسكريا في العام 1960 بعد التحاقه بمدرسة صف ضباط القوات المسلحة، ليبدأ العمل العسكري السياسي فعليا في حياته بعد مشاركته في أحداث ثورة سبتمبر 1963 أثناء مشاركته “حصار السبعين” بعد محاصرته الملكيون في صنعاء لـ 70 يوما، ليتولى بعدها بـ 12 عاما في 1975 قيادة اللواء العسكري في تعز ومعسكر خالد بن الوليد، الأمر الذي أكسبه نفوذا كبيرا في الشمال اليمني.

ثلاثة أعوام فقط فصلت بين قيادة صالح لمعسكر تعز وبين تعيينه رئيسا لليمن الشمالي بعد اغتيال الرئيس اليمني الأسبق أحمد الغشمي العام 1978، ليبدأ صالح مشوراه الرئاسي الأربعيني، إلا أن انقلابا فاشلا من “الضباط الناصريون” العام 1979 على صالح، أدى إلى تمكين صالح من أقربائه في المفاصل العسكرية اليمنية والوظائف المدنية الهامة في الدولة.

ولم يكن صالح رئيسا يمنيا عاديا بعد اتفاقه ورئيس اليمن الجنوبي سالم البيض على الوحدة اليمنية، ليصبح لكل من حزبي المؤتمر الشعبي العام والاشتراكي نصيب متوازن من السلطة، إلا أن اختلافات بين الحزبين دفعت صالح إلى إعلان حرب شاملة انتهت بانتصاره ليصبح رئيسا لجمهورية اليمن بعد إعلان إعادة الوحدة العام 1994، قبل أن يرحل عن السلطة في العام 2012 بعد اضطرابات في العاصمة صنعاء أدت إلى محاولة اغتياله.

نهاية الراقص على رؤوس الثعابين الرجل الذي عرف كيف يجعل من قبائل اليمن درعا له، بتاريخ غامر وحافل بسلسلة من التحالفات التي كان يهدف منها إلى بقائه على كرسي الرئاسة، قبل أن يكتب النفوذ الإيراني نهاية حياة الرجل العائد إلى عروبته.

زر الذهاب إلى الأعلى