بالصور: “مقهى فاروق” بالإسكندرية.. هنا جلس ملك مصر الراحل منذ 80 عاماً

في حي بحري العريق بمدينة الإسكندرية عروس البحر المتوسط، لايفوتك أثناء زيارتك لهذا الحي السكندري أن تجلس على “مقهى فاروق”، ستجد نفسك فجأة ودون أن تشعر أصبحت داخل حقبة الثلاثينيات من القرن الماضي، فصور ملك مصر الراحل فاروق تزين حوائط المقهى، وصوت كوكب الشرق أم كلثوم وهي تشدو برائعتها “لو كنت أسامح وأنسى الأسية” يأخذك من يدك لهذا العالم الذي كانت فيه الإسكندرية عاصمة الجمال والفن، تغار منها مدن أوروبا على الجهة الأخرى من المتوسط. “في كل أرجاء المقهى، ستجد عبق الأصالة والتاريخ، في هذا الجانب جلس الملك فاروق عقب تتويجه ملكاً على مصر مباشرة”، بهذه الكلمات بدأ عم إبراهيم أقدم رواد المقهى حديثه معنا.

يحكي لنا الرجل السبعيني القصة من البداية قائلاً: “المقهى يتجاوز عمره 90 عاماً، حيث أنشأته سيدة يونانية في العام 1928، لم يكن المقهى وقتها يحمل اسم مقهى فاروق، لكنه كان يحمل اسماً يونانياً”.

ويتابع عم إبراهيم: “أما عن سبب تسميته مقهى فاروق، ففي أثناء تتويج الملك فاروق، في صيف عام 1938، أي منذ 80 عاماً، كان الموكب يسير إلى قصر رأس التين من أمام المقهى الذي يجاور القصر أوقفت السيدة صاحبة المقهى موكب الملك وطلبت منه يجلس بالمقهى واستجاب لها الملك فاروق”.

وينظر الرجل السبعيني، إلى صورة للملك فاروق وهو يدخن النارجيلة، مضيفاً، “حكى لي والدي الذي كان من رواد المقهى، أنه بعد رحيل الملك من المقهى أطلقت عليه السيدة اليونانية مقهى فاروق، وعلقت على الحوائط صوراً للملك، وتكررت زيارات الملك وكان له ركن خاص يجلس فيه”.

ويبتسم عم إبراهيم، ويشير بيده على أحد حوائط المقهى، متابعاً: “المقهى كما هو منذ أن كان يأتي إليه الملك فاروق لم يتغير عن زمان، لذلك يشعر من يجلس هنا أنه عاد إلى الزمن الجميل، حيث الهدوء والبساطة بعيداً عن ضجيج وصخب هذه الأيام”.

يدندن الرجل السبعيني، كلمات الأغنية التي تشدو بها أم كلثوم، قائلاً: “أغاني زمن الفن الجميل فقط هي ما تسمعها داخل المقهى، فهذا المكان لا يناسبه إلا عمالقة أمثال الست ثومة وعبد الوهاب ومحمد فوزي وعبد الغني السيد وكارم محمود وعبد المطلب وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش وفايزة أحمد”.

يلوح لنا عم إبراهيم، على أمل اللقاء مرة آخرى، على المقهى الذي جلس بداخله ملك مصر الراحل، بعد تتويجه، منذ 80 عاماً.

زر الذهاب إلى الأعلى