مكبرات صوت أبل “هوم بود” تحت المجهر

يبدو من الوهلة الأولى أن شركة أبل أطلقت سماعتها الشبكية هوم بود بشكل متأخر في الأسواق، فقد سبقتها شركة أمازون بثلاث سنوات وطرحت سماعتها الشبكية إيكو، كما تتوفر سماعة غوغل هوم منذ أكثر من عام في الأسواق، غير أن نجاح الشركة الأمريكية مع إطلاق جهازها اللوحي آي باد قد تكرر مرة أخرى مع السماعة الشبكية، التي هيمنت على أسواق الإلكترونيات. تعتبر مكبرات صوت أبل الجديدة من الخيارات الجذابة لأصحاب الأجهزة الجوالة المزودة بنظام “آي أو إس” بدلاً من سماعة أمازون إيكو وغوغل هوم أو الأنظمة الصوتية من سونوس أو شركات الصوتيات الأخرى، ولا تدعم سماعة أبل الجديدة الأجهزة المحمولة المزودة بنظام تشغيل غوغل أندرويد.

إعداد سهل…لكن الحذر مطلوب
ويتم إعداد مكبرات صوت أبل هوم بود بمنتهى السهولة، حيث يحتاج المستخدم إلى أداة أبل فقط، والتي تعمل مع إصدار “آي أو إس 11.2.5″، مع هاتف آي فون بدءاً من الإصدار 5s والجهاز اللوحي من الجيل الخامس أو مشغل الموسيقى آي بود تاتش من الجيل السادس، وبعد ذلك يتم نقل الإعدادات مثل كلمة مرور شبكة WLAN اللاسلكية أو بيانات خدمة الحوسبة السحابية آي كلاود إلى سماعة هوم بود في ثوان معدودة.

ويتعين على المستخدم توخي الحرص والحذر عند إعداد مكبرات الصوت الشبكية هوم بود، فعند إتاحة الاستفسارات الشخصية Personal Requests أثناء إعداد المضخمات، فقد يتمكن الآخرون من إرسال الرسائل الشخصية عبر تطبيق “آي ماسيج” أو استقرائها عن طريق مكبر صوت “هو بود” بواسطة الأوامر الصوتية، وذلك عندما يكون هاتف آي فون أو الجهاز اللوحي متواجداً بنفس الشبكة اللاسلكية، وإذا لم يرغب المستخدم في ذلك فيمكنه تعطيل هذه الوظيفة.

جودة صوت لا تُضاهى
ومع إجراء أول اختبار للصوت يتضح أنها توفر للمستخدم صوت بجودة ونقاء يختلف عن الموديلات المنافسة الأخرى من سلسلة أمازون إيكو، ويرجع ذلك إلى قيام مهندسو شركة أبل بالاعتماد على نهج مختلف، حيث تشتمل سماعة هوم بود على معالج إيه 8 قوي، على غرار هاتف آي فون 6S، ولا تقتصر مهمة المعالج على تحليل الأوامر الصوتية للمساعد الرقمي Siri فحسب، بل إنه يؤثر على جودة الصوت بفعالية، كما تعمل تقنية أبل Beamforming على مواءمة مكبرات الصوت السبعة، والمركبة بشكل دائري، مع طبيعة الأغنية والمكان.

ويصدح الصوت بشكل رائع من مكبرات الصوت أبل هوم بود سواء تم تشغيل أغنيات البوب أو الهيب هوب أو الروك، علاوة على أنه يمكن الاستمتاع بأغاني الجاز الكلاسيكية، وتصدر النغمات المتوسطة والعالية بشكل واضح، وإذا كان نقاء الصوت هو المعيار الوحيد لتقييم سماعة أبل الشبكية، فإنها تتفوق على جميع الموديلات المنافسة الأخرى، وخاصة المكبرات الجيدة مثل سونوس Play:1، وتعمل مضخمات صوت أبل هوم بود بشكل مريح وآمن، ولا يحتاج المستخدم لتشغيل سماعة أبل الشبكية إلى هاتف آي فون أو آي باد، بل يكفيه الاشتراك في خدمة الموسيقى أبل ميوزيك.

أوامر صوتية
ورغم أن المستخدم يمكنه تشغيل أي محتويات من هاتف آي فون على مكبرات الصوت هوم بود بواسطة تقنية آيربلاي، إلا أنه يمكن استعمال المكبرات الصوتية الشبكية دون هاتف آي فون أو الجهاز اللوحي آي باد أو تلفزيون أبل أو مشغل الموسيقى آي بود تاتش، وتُشغل الموسيقى عن طريق الأوامر الصوتية، ومن خلال الاشتراك في خدمة آي تيونز ماتش يصل المستخدم إلى مكتبة آي تيونز بخدمة الحوسبة السحابية، وبالتالي يتم تشغيل الموسيقى عبر مكبرات الصوت هوم بود.

40 مليون أغنية
ويتيح الاشتراك في خدمة أبل ميوزيك الوصول إلى ما يقرب من 40 مليون أغنية، وهنا يمكن استعمال سماعة أبل الشبكية بشكل أكثر مرونة من أجهزة أمازون أو أنظمة سونوس، مع توفر دعم مباشر لخدمة بث الموسيقى سبوتيفاي، لنقل بث الموسيقى إلى السماعة مباشرة.

وبينما يتمكن أصحاب أجهزة تلفزيون أبل من استعارة الأفلام وشرائها من خدمة أبل آي تيونز، علاوة على إمكانية مشاهدة أفلام من منصات الملتيميديا المختلفة مثل Netflix و Sky و Maxdome وأمازون Prime، فإن مكبرات صوت أبل الشبكية الجديدة لا توفر مثل هذه الإمكانيات.

غير أن الشركة الأمريكية أعلنت بعض التحسينات لمكبراتها الصوتية الشبكية، حيث لا يتمكن المستخدم حالياً من ربط اثنين من مكبرات صوت هوم بود بجهاز استريو واحد، فضلاً عن أنه لا يمكن مزامنة الموسيقى بين عدة مكبرات صوت هوم بود في غرف متعددة، ولذلك فإن الشركات المنافسة الأخرى تتفوق على شركة أبل في هذا المجال، ولذلك تعتزم الشركة الأمريكية إطلاق هذه الوظائف مع طرح تقنية AirPlay 2 والمقرر توفرها خلال النصف الأول من عام 2018 الجاري.

زر الذهاب إلى الأعلى