“غبار القردة”.. دواء يسبب حوادث غريبة مردّها الجنون والهلوسة!

حذرت خدمات الطوارئ في غرب ميدلاندز في بريطانيا من “أزمة صحية عامة”، بسبب عقار اصطناعي جديد بعرف باسم “غبار القردة”، يمكن شراؤه بمبلغ لا يتجاوز 3 دولارات.

ويتسبب الدواء في حالة هلوسة وهذيان وجنون الارتياب أو كما يعرف بالبارانويا، وقد أدى إلى قيام مستخدميه بتسلق الأشجار والمباني ومهاجمة أعضاء خدمات الطوارئ الذين يقتربون منهم.

– ماهو غبار القردة؟

يعرف غبار القردة أيضا باسم “MDPV”، ويأتي على شكل مسحوق أبيض اللون، يمكن ابتلاعه أو حقنه أو استنشاقه.

وينتمي الدواء إلى عائلة العقاقير التي تعرف باسم “الكاثينونات”، وفي حين أن الـ MDPV هو من صنع الإنسان، وهو ما يسمى بـ”العقاقير المصممة”، فإن “الكاثينونات” تشمل منشطات طبيعية من قبيل القات، وهو نبات مخدر يحظى بشعبية كبيرة في عدد من المناطق حول العالم.

وقبل عام 2010، كان شراء الكاثينونات ممكنا من “المتاجر الرئيسية”، ولكن إعادة تصنيفها كأدوية من الفئة “ب” من خلال بعض القوانين والتشريعات، أدت إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد هذه الممارسة.

ويشبه هذا العقار كيميائيا تركيبة الأمفيتامينات، وله تأثير مشابه لها، ويمكن صنع الأشكال الاصطناعية من الـ MDPV من خلال إجراء تعديلات متعددة في التركيب الكيميائي للكاثينونات، وهو ما قد يسبب تأثيرات غير متوقعة على من يستهلكها.

وقد اكتسب MDPV سمعة سيئة في أمريكا بعد الإبلاغ عن عدد من الحوادث تتعلق بـ”أكل لحم البشر”.

– ماذا يفعل غبار القردة؟

يساعد العقار في تخفيف الآلام، لكنه يسبب حالة من الهلوسة القوية التي تؤدي إلى جنون الارتياب الشديد. ويشير ضباط الشرطة إلى أن مستهلكي العقار يشعرون في الغالب بأنهم مطاردون وسيتعرضون للضرب، ما يدفعهم إلى تسلق المباني والأشجار للهروب، ما قد يؤدي إلى سقوطهم.

ويمكن لتأثيرات الدواء أن تستمر لعدة أيام وتؤدي بسرعة إلى الإدمان، فضلا عن أعراض أخرى مثل آلام في الصدر وارتفاع في ضغط الدم.

– لماذا يشهد غبار القردة شعبية متزايدة؟

يمكن الحصول على غبار القردة بسعر يقل عن 3 دولارات، ويمكن الشعور بتأثيراته الغريبة حتى بعد تناول كميات صغيرة منه تصل إلى 3 ملغ، ما يعني أن القليل منه يمكن أن يؤدي بمستهلكه إلى الإدمان.

– ما حجم المشكلة التي أثارها غبار القردة؟

قالت شرطة ستافوردشاير، إنها تعاملت مع 950 مكالمة تتعلق بهذا الدواء خلال الأشهر الثلاثة الماضية، بمعدل 10 مكالمات يوميا تقريبا.

وتشير خدمات الطوارئ البريطانية إلى أن هذا الدواء يسبب حالة إدمان كبيرة لا يمكن التنبؤ بحجمها، حيث أن “كل مستهلك يتصرف بطريقة مختلفة، ويعرض سلوكا متقلبا وخطيرا”.

وقالت خدمة ويست ميدلاندز للإسعاف إنها تعاملت مع حالات عدة في جميع أنحاء ستافوردشاير، التي تعتبر مركزا معروفا لاستخدام العقار، حيث تم استدعاء المسعفين إلى 178 حادثة، منذ أبريل الماضي. وتوالت الحوادث بعد ذلك، ما دفع الشرطة إلى إصدار تحذيرات بشأن تناول الدواء والتأثيرات الناجمة عن ذلك.

المصدر: إنديبندنت

زر الذهاب إلى الأعلى