“أخبار الساعة”: قمة الرياض.. الحفاظ على التماسك الخليجي

أكدت نشرة “أخبار الساعة” أن النتائج والمقررات التي انتهت إليها القمة الخليجية التاسعة والثلاثون التي عقدت أمس في قصر الدرعية في العاصمة السعودية “الرياض”، أكدت في مجملها أهمية التمسك بمجلس التعاون لدول الخليج العربية والحفاظ على تماسكه لمواجهة التحديات والمخاطر التي تواجهه على المستويات المختلفة. وتحت عنوان “قمة الرياض.. الحفاظ على التماسك الخليجي”، أشارت إلى أن البيان الختامي الصادر عن القمة أكد على عدة أمور رئيسية: أولها التزام دول المجلس بالعمل على تعزيز العمل الخليجي المشترك، والحفاظ على مكتسبات المجلس وإنجازات مسيرته التكاملية، حيث دعا البيان الختامي إلى مضاعفة الجهود لتحقيق الأهداف السامية التي نص عليها النظام الأساسي لمجلس التعاون، ووجه بسرعة العمل على إنجاز الدراسات والمشاريع المتعلقة ببرنامج عمل هيئة الشؤون الاقتصادية والتنموية لتحقيق الوحدة الاقتصادية بحلول عام 2025، ولاسيما الدراسات المتعلقة باستكمال الوضع النهائي للاتحاد الجمركي، والسوق الخليجية المشتركة، وتسهيل انتقال الشاحنات بين الدول الأعضاء، وذلك في إشارة واضحة إلى التزام دول المجلس بالتعاون والتكامل في المجال الاقتصادي والتنموي.

وأضافت النشرة الصادرة اليوم الإثنين عن “مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية” أن ثاني الأمور الرئيسية التي تضمنتها القمة،  تأكيد مفهوم الأمن الجماعي الخليجي، وهذا ما ظهر واضحاً في تأكيد البيان الختامي على إعلان التضامن التام مع المملكة العربية السعودية، وتأييد الإجراءات التي اتخذتها تجاه التعامل مع ملف قضية مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي، وما قامت به من جهود بهذا الشأن، وحرصها على تلقي كل المعلومات للوصول إلى حقيقة ما حدث.

كما رفض البيان الختامي للقمة الخليجية أي محاولات لتوظيف هذه القضية سياسياً، واستغلالها للمساس بسيادة قرار المملكة العربية السعودية وأمنها واستقرارها الذي يعتبر جزءاً لا يتجزأ من أمن واستقرار مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وذكرت أن ثالث هذه الأمور التمسك بثوابت العمل الخليجي المشترك، وفي مقدمتها دعم حق السيادة لدولة الإمارات على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى، وعلى المياه الإقليمية والإقليم الجوي والجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة للجزر الثلاث باعتبارها جزءا لا يتجزأ من أراضي دولة الإمارات، واعتبار أن أي قرارات أو ممارسات أو أعمال تقوم بها إيران على الجزر الثلاث باطلة ولاغية ولا تغير شيئاً من الحقائق التاريخية والقانونية التي تجمع على حق سيادة الإمارات على جزرها الثلاث، ودعوة إيران إلى الاستجابة لمساعي دولة الإمارات لحل القضية عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.

وتابعت أنه في إطار الثوابت أيضاً جاء تأكيد البيان الختامي للقمة على مواقف دول المجلس الثابتة من القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى، ودعمها للسيادة الدائمة للشعب الفلسطيني على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ يونيو (حزيران) 1967، وتأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وقالت إن “حرص قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على مناقشة القضايا والموضوعات المتصلة بمسيرة العمل الخليجي المشترك، والسبل الكفيلة بدعم هذه المسيرة وتعزيزها على مختلف الصعد، إضافة إلى بحث مجمل المستجدات السياسية والاقتصادية على الساحتين العربية والإقليمية والدولية وانعكاساتها المختلفة، يعكس الحرص الشديد من قبل القادة على تعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك، وتفعيل السبل الكفيلة بمواصلة الجهود الرامية إلى استكمال خطوات التكامل الاقتصادي، وبلورة سياسة خارجية موحدة وفاعلة لمجلس التعاون لما لها من أهمية في حماية أمن الدول الأعضاء وصون استقرارها، وتأمين سلامتها ومصالح مواطنيها، وإيجاد بيئة اقتصادية واجتماعية مستقرة تعزز من رفاه مواطني دول المجلس.

وأضافت أن مجلس التعاون لدول الخليج العربية أثبت منذ إنشائه مقدرة كبيرة على التوحد في مواجهة التحديات الكبرى التي تعرض لها، واستطاع أن يضع السياسات والاستراتيجيات التي تعزز الأمن الجماعي لأعضائه في مواجهة التحديات والمخاطر، سواء تلك المرتبطة بالتطرف والإرهاب، أو تلك النابعة من أطراف خارجية وفي مقدمتها إيران التي لا تلتزم بمبادئ حسن الجوار، وتعمل على زعزعة أسس الأمن والاستقرار في المنطقة، كما كان المجلس حاضراً في تفاعلات المنطقة وأحداثها خلال السنوات الماضية، وعمل على تعزيز أسس الأمن والاستقرار في المنطقة”.

وأكدت “أخبار الساعة” في ختام مقالها الافتتاحي، أن ما حققه مجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال مسيرته من إنجازات ونجاحات في مختلف المجالات، إنما تشكل الدافع الأكبر للحفاظ على تماسكه، وقوته، ووحدة الصف بين أعضائه كي يواصل العمل على تحقيق تطلعات الشعوب الخليجية في التنمية والأمن والاستقرار والرخاء والازدهار.

زر الذهاب إلى الأعلى