ثواب قراءة سورة الإخلاص مع الأدلة من السنة النبوية

سورة الاخلاص
سورة الاخلاص

ان كل سورة من سور القرآن الكريم لها اسرار ، بل إن كل آية من آيات القرآن الكريم لا بل إن كل كلمة من كلمات القرآن الكريم لها اسرار ومعجزات ودلالات في حد ذاتها ، وكل فترة يكتشف العلماء سر جديد ومعجزة جديدة واعجاز علمي في القرآن الكريم ، ولكن مع ذلك ، هناك سور او آيات  معينة من القرآن الكريم قام النبي بذكر فضلها او ثوابها  فبعض السور اكثر وافضل في الثواب والفضل والأجر من سور اخرى ،  بل هناك أدلة من الحديث والسنة النبوية للنبي (صلى الله عليه وسلم) تفيد بأن سورا معينة او آيات معينة من القرآن الكريم تحظى بفضل  وثواب أكبر من الآخرى . وسورة الإخلاص هي واحدة من السور البارزة في القرآن الكريم التي تحظى بأهمية قصوى لما لها من ثواب كبير وفضل عظيم ، كما أنه ورد العديد من الأحاديث النبوية التي تدل على ذلك  . ويمكن للمرء أن يحقق أكبر قدر من السعادة في الحياة أثناء قراءة سورة إخلاص ، وفوائد تلاوة هذه السورة العظيمة كبيرة  كما سنوضحها في هذا المقال وسنوضح أيضا الدليل على فضلها وثوابها من السنة والأحاديث النبوية الشريفة  .

نص سورة الإخلاص

بسم الله الرحمن الرحيم

( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ . اللَّهُ الصَّمَدُ . لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ . وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) .

ثواب قراءة سورة الاخلاص مع الادلة من السنة النبوية الشريفة :

سورة الاخلاص
سورة الاخلاص

سورة الإخلاص سورة مباركة  نزلت في مكة فهي مكية تتكون من اربع ايات وسميت بالاخلاص لانها تخلص صاحبها من الشرك ولان الله أخلصها لنفسه فكلها صفات لله بوحدانيته وأنه لا شريك له وانه الذي نلجأ له وانه لا مثيل ولا شبيه له .

_ و من فضائل وثواب قراءة سورة الاخلاص انها  تعدل ثلث القرآن .

فمن قرأها ثلاث مرات فكأنما قرأ القرآن كله ، وهذا من فضل الله ومنته أنها سورة قصيرة عدد كلماتها قليلة ولكن ثوابها وفضلها عظيم للغاية ، فهي غنيمة سهلة لكل مسلم محب ومشتاق لكسب الحسنات ويريد ان يفوز بصفقة رابحة مع الله ،  فينبغي للمسلم الواعي الراشد أن يكثر من قراءتها لينال ثواب قراءة سورة الإخلاص المباركة .

الأدلة على ثواب سورة الاخلاص من السنة النبوية بأنها تعدل ثلث القرآن :

في «صحيح مسلم» من طريق قتادة عن سالم ابن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أيعجز أحدكم أن يقرأ كل يوم ثلث القرآن، قالوا: نعم. قال: إن الله جزأ القرآن ثلاثة أجزاء فقل هو الله أحد ثلث القرآن».

وعنْ أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللَّه – صلى الله عليه وسلم -:”احشُدُوا، فإنَي سأقْرَأُ عليكُم ثُلُثَ القُرآنِ “، فحشدَ من حشدَ، ثُمَّ خرجَ نبي اللَّه – صلى الله عليه وسلم – فَقَرَا: (قُل هُوَ اللَّه أَحَدٌ)، ثُمَّ دخلَ فقالَ بعضُنَا لِبعضٍ: قال رسول اللَّه – صلى الله عليه وسلم -:”فإني ساقْرأُ عليكُم ثُلُثَ القرآنِ “، إنِّي لأرى هذا خبرًا جاءَهُ من السماء، ثُمَّ خرجَ نبي اللَّه – صلى الله عليه وسلم – فقال: “إني قُلتُ: سأقَرا عليكُم ثُلُثَ القُراَنِ، ألا إنها تعدلُ ثُلُث القُراَنِ “.

_ و من فضائل وثواب سورة الاخلاص ايضا : أن الدعاء بها مستجاب  باذن الله تعالى .

أي أنه من قرأها أو دعا في دعائه بأسماء الله التي وردت فيها ثم دعا بما يشاء من الخير أجيبت دعوته بإذن الله .

والدليل على ذلك من السنة النبوية الشريفة :

في السنن الأربعةِ عنْ عبدِ اللَّهِ بنِ بريدةَ عنْ أبيهِ أنَّ النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – سَمِعَ رجلاً يصلِّي يَدْعُو يقولُ: اللهُمَّ إني أسألُك بأني أشهَدُ أن لا إله إلا أنتَ الأحَدُ الصّمدُ الذي لمْ يلدْ ولم يُولد، ولم يكن له كفوًا أحدٌ، قالَ: “والذي نفْسي بيدِهِ لقدْ سألَهُ باسمِهِ الأعظمَ، الَّذِي إذا سُئِلَ به أعطى، وإذا دُعِيَ بهِ أجابَ “.

_ ومن فضائل و ثواب سورة الاخلاص أيضا  أنه يُبنى لقارئها بيت في الجنة :

أي إذا قرأ المسلم سورة الإخلاص عشر مرات بنى الله له بيتا في الجنة .

والدليل على ذلك من السنة النبوية الشريفة :

فعَنْ سَهْلِ بنِ مُعَاذِ بن أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ قَرَأَ: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [ الإخلاص ] عَشْرَ مَرَّاتٍ، بنى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ) ، فَقَالَ عُمَرُ بن الْخَطَّابِ: إِذنْ نَسْتَكْثِرَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((اللَّهُ أَكْثَرُ وَأَطْيَبُ))؛ رواه الإمام أحمد، وصححه الألباني في “صحيح الجامع” .

ودليل آخر من السنة النبوية الشريفة :

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ ” قل هو الله أحد ” حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة ) [ سلسلة الأحاديث الصحيحة / 589 ]

ومن فضائل وثواب قراءة سورة الاخلاص ايضا  أنَّ قراءَتَها تمنع عنك  الشر :

سورة الاخلاص
سورة الاخلاص

وكان النبي يرقي بها نفسه مع المعوذتين فمن فعل مثله فقد اخذ بسنته وايضا سيرقي بذلك نفسه ليحمي نفسه من اي شر او مكروه  والسنة الرقية بها في الصباح والمساء مع المعوذتين .

والدليل من السنة النبوية الشريفة :

انه قد ثبت في “صحيح البخاريِّ ” عنْ عائشةَ: “أنَّ النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – كانَ إذَا أوَى إلى فِراشِهِ قرأَ سورة الاخلاص  مع المعوذتينِ ومَسَحَ ما استطاعَ مِنَ جسدِهِ “.

وايضا في مسند الامام أحمد عنْ أبي أمامةَ، عنْ عقبةَ بنِ عامر قالَ: قالَ لي رسولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم -: “ألا أَعلمُكَ خيرَ ثلاثِ سورٍ أنزِلَتْ في التوراةِ والإنجيلِ والزَّبور والقُراَنِ العَظيم؟ ” قلتُ: بَلَى. قالَ: “فَأَقرَأَنِي: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّه أَحَدٌ ﴾ و﴿ قلْ أَعُوذ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴾ و﴿ قل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴾ ” ثُمَّ قالَ لِي: “يا عقْبةُ، لا تنْسَهُن ولا تَبِتْ ليلة حَتَى تَقْرَأهُن”.

ومن فضائل وثواب قراءة سورة الاخلاص  أنَّها صفةُ الرحمنِ جل في علاه :

فالله هو الواحد الاحد الذي لا شريك له وهو الفرد الصمد الذي نلجأ له في كل امورنا واحوالنا وهو الذي لم يكن له ولد ولم يولد فهو الاول الذي ليس قبله شئ ولم يكن له كفوا احد اي لم يكن له مثيل ولا شبيه فمن يقرأها يقر بالتوحيد لله ويتعبد لله بصفاته واسماؤه .

ومن فضائل وثواب قراءة سورة الإخلاص ايضا ان محبتها توجب محبة الله تعالى :

لأنها صفة الرحمن أنه الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد .

الدليل على ذلك من السنة النبوية الشريفة :

ففي صحيح البخاريِ ومسلم من حديثِ عائشةَ ، أنَّ النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – بعثَ رجُلاً على سرية فكان يقرأُ لأصحابهِ في صَلاتِهِم فيَختمُ بـ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)، فلمَّا رجَعوا ذكَّرَوا ذلك للنبيِّ – صلى الله عليه وسلم – فقال: “سلُوهُ: لأيِّ شيء يصنعُ ذلك؟ “، فسألُوهُ، فقال: لأنَّها صِفَةُ الرَّحمنِ، وأنا أُحبُّ أن أَقرأَ بِهَا، فقالَ النبيُّ – صلى الله عليه وسلم -: “أخبروهُ أن اللَّه يُحبُّهُ “.

وقد قال الصحابي الجليل ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه : “مَنْ كانَ يحبُّ القرآنَ فهُوَ يحبُ اللَّهَ ” َ.

وقالَ: عبيدُ اللهِ عنْ ثابتٍ عن أنسٍ قالَ: كانَ رجُلٌ مِنَ الأنصارِ يؤُمُّهم في مسجدِ قُباءَ، وكانَ كلَّما افتتحَ سورةً يقرأُ بِهَا لهمْ في الصلاةِ ممَّا يقرأُ به، افتتح بـ (قلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) حتى يفرغُ مِنْها، ثُمَّ يقرأُ سُورةً أُخرَى مَعَهَا، وكانَ يصنعُ ذلكَ في كلِّ ركعةٍ، وذكرَ الحديثَ، وفيه: فقالَ النبي – صلى الله عليه وسلم – “يا فلانُ، ما حملكَ على لزوم هذهِ السورةِ في كلِّ ركعةٍ؟ ” فقال: إني أُحِبُّها، فقالَ: “حُبُّكَ إياهَا أدخلكَ الجنَّةَ”.

وعلى كل مسلم محب لله ورسوله ان يحرص على قراءة سورة الاخلاص كثيرا بعد ان عرف فضلها وثواب قراءتها .

وفقنا الله لما يحب ويرضى .

زر الذهاب إلى الأعلى