العقيقة في الاسلام .. أحكام و فوائد 

العقيقة شعيرة من شعائر الإسلام ، و سنة عن النبي سيد الأنام صلى الله عليه و سلم ، فنعمة الولد من النعم الكبيرة التي يمن الله بها على عبده المسلم ، و هي نعمة تستوجب الشكر لله ، و الاعتراف بفضله سبحانه و تعالى .

ومن أشكال الشكر لله تعالى على نعمة الولد أن يتبع المسلم سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم في احكام المولود و التي منها العقيقة .

العقيقة احكام و فوائد .
العقيقة احكام و فوائد .

ما هي العقيقة

العقيقة : هي الذبيحة التي تذبح عن المولود في اليوم السابع من مولده ، وقد كانت العقيقة معروفة عند العرب في الجاهلية ، قال الماوردي : ” فأما العقيقة فهي شاة تذبح عند الولادة كانت العرب عليها قبل الإسلام “.

حكم العقيقة

العقيقة سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم للقادر عليها ، فقد روى مالك في موطئه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من ولد له ولد، فأحب أن ينسك عن ولده، فليفعل. وقد روى أصحاب السنن عن سمرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كل غلام مرتهن بعقيقته، تذبح عنه يوم سابعه، ويحلق، ويتصدق بوزن شعره فضة، أو ما يعادلها، ويسمى.

وعن بريدة رضي الله عنه قال : ( كنا في الجاهلية إذا ولد لأحدنا غلام ذبح شاة ولطخ رأسـه بدمهـا ، فلما جاء الله بالإسـلام كنا نذبح شاة ونحلق رأسه ونلطخه بزعفران ) .

وعن سلمان بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مع الغلام عقيقة ، فأهريقوا عنه دماً ، وأميطوا عنه الأذى ) رواه البخاري .

 

العقيقة احكام و فوائد
العقيقة احكام و فوائد

أحكام في العقيقة

  • يسن أن تذبح يوم السابع للولادة، فإن لم يكن، ففي الرابع عشر، وإلا ففي الحادي والعشرين؛ لما أخرجه البيهقي عن بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: العقيقة تذبح لسبع، أو لأربع عشر، أو لإحدى وعشرين.
  • فإذا لم يكن متيسر الحال ، فله أن يذبح لعد ذلك في أي وقت عند تيسر أحواله .
  • إذا بلغ الغلام و لم يعق عنه فله أن يعق عن نفسه بنفسه .
  • ولا يجزئ في العقيقة  إلا ما يجزئ في الأضحية، فلا يجزى فيها عوراء، ولا عرجاء، ولا جرباء، ولا مكسورة، ولا ناقصة، ولا يجز صوفها، ولا يباع جلدها، ولا شيء من لحمها. ويأكل منها، ويتصدق، ويهدي، فسبيلها في جميع الوجوه سبيل الأضحية .
  • لا يشترط أن يرى الوالد دم العقيقة كما يعتقد البعض فليس دليل على ذلك.

العقيقة عن الذكر و الانثى

ويشرع ذبح شاتين عن المولود الذكر ، وشاة واحدة عن الأنثى .

  • عن أم كرز أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العقيقة فقال : ( عن الغلام شاتان ، وعن الأنثى واحدة ، لا يضركم ذكراناً أم إناثاً ) .
  • وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أمرهم عن الغلام شاتان مكافئتان ، وعن الجارية شاة ) .

الحكمة من التفاضل بين الذكر و الأنثى في العقيقة

قد علل العلامة ابن القيم هذا التفاضل بين الذكر والأنثى بقوله :

” وهذه قاعدة الشريعة ، فإن الله سبحانه وتعالى فاضل بين الذكر والأنثى ، وجعل الأنثى على النصف من الذكر في المواريث والديات والشهادات والعتق والعقيقة ، كما رواه الترمذي وصححه من حديث أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أيما امرئ مسلم أعتق مسلماً كان فكاكه من النار ، يجزئ كل عضو منه عضواً منه ، وأيما امرئ مسلم أعتق امرأتين مسلمتين كانتا فكاكه من النار ، يجزئ كل عضو منهما عضواً منه ) رواه الترمذي ( 1547) فجرت المفاضلة في العقيقة هذا المجرى لو لم يكن فيها سنة صريحة ، كيف والسنن الثابتة صريحة بالتفضيل ” . ” تحفة المودود ” .

وقال أيضاً رحمه الله في زاد المعاد :

” إن الله سبحانه وتعالى فضَّل الذكر على الأنثى كما قال : ( وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى ) آل عمران/36 ، ومقتضى هذا التفاضل : ترجيحه عليها في الأحكام ، وقد جاءت الشريعة بهذا التفضيل في جعل الذكر كالأنثيين في الشهادة والميراث والدية ، فكذلك ألحقت العقيقة بهذه الأحكام ” انتهى .  ” زاد المعاد “.

الحكمة من العقيقة

  • في العقيقة إقتداء بإبراهيم – عليه السلام -، فكأن الوالد حينما يرزقه الله تعالى بالولد يقدّم عنه فدية وقرباناً يتقرب به إلى الله – عز وجل – كما فعل إبراهيم – عليه السلام -، قال ابن القيم: “وفيها [أي: في العقيقة] سر بديع موروث عن فداء إسماعيل بالكبش الذي ذُبح عنه وفداه الله به، فصار سنّة في أولاده بعده”  .

و قال ابن القيم أيضاً :

من فوائدها أنها قربان يقرب به عن المولود في أول أوقات خروجه إلى الدنيا، والمولود ينتفع بذلك غاية الانتفاع كما ينتفع بالدعاء له وإحضاره مواضع المناسك والإحرام عنه وغير ذلك .

  • أن في العقيقة احياء سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و بذل المال و التصدق و الاطعام شكراً لنعمة الله على عبده ، ولما سُئل الإمام أحمد – رحمه الله – عن الرجل ليس عنده ما يعق؛ أيقترض ويعق عن المولود أم يؤخر ذلك حتى يتيسر حاله؟ فقال: “…إني لأرجو إنْ استقرض أن يعجّل الله له الخَلَف؛ لأنه أحيا سنّة من سنن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – واتبع ما جاء به .
العقيقة احكام و فوائد .
العقيقة احكام و فوائد .
  • في العقيقة إطعام للأهل و الأصدقاء و المعارف ، مما يستجلب الدعاء للمولود بالبركة و النشأة الصالحة ، كما أن في العقيقة اطعام للفقراء و المساكين و جبر قلوبهم و اشباع بطونهم ، الامر الذي يكون سبباً للبركة و الخير على المولود ومن الدعاء المشروع للمولود ( بورك في الموهوب، وشكرت الواهب، ورُزقت بره، وبلغ أشده) .
  • العقيقة و بذل المال و اكرام القريب و البعيد فيه دفع للعين ، و ابعاد للحسد عن المولود الجديد ، و ادخال السرور على الاهل و المعارف و الفقراء ، فتصفو النفوس و تقل الاحقاد و تمني زوال النعم .
  • أن في العقيقة حماية للمولود من الشيطان ، و صيانة له من مداخله ووساوسه في الصغر و الكبر ، فالمولود الصغير لا حول له و لا قوة ، و لا يستطيع الدفع عن نفسه من أضرار الشيطان ووساوسه ، فجاءت العقيقة لحمايته من كيد الشيطان في صغره .

المصدر
https://islamqa.info/ar/answers/60252/%D9%85%D8%A7-%D9%87%D9%8A-%D8%A7%D8%AD%D9%83%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D9%84%D9%84%D9%85%D9%88%D9%84%D9%88%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%B1https://www.alukah.net/sharia/0/67922/https://fatwa.islamweb.net/ar/fatwa/2287/
زر الذهاب إلى الأعلى