الثلاثاء, مارس 19
صابر باتيا
رسم النجاح بأبهى صوره رغم معاكسة القدر إياه ، فمن بيئة هي الفقر بعينه إلى بيئة تحتل العالم بتقنية مبهرة، نعم هو الهندي “صابر باتيا” مؤسس موقع “Hotmail” الشهير .
ولد باتيا في آخر يوم من عام 1968 لعائلة هندوسية ،و درس في مدرسة ثانوية في “بنغالور” ثم انتقل الى الدراسة في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا ، وبعد أن تخرج من المعهد التحق “باتيا” بجامعة “ستانفورد” لمتابعة دراسته ،و قد حصل هناك على درجة الماجستير في الهندسة الكهربائية. ليتخرج “باتيا” كموظف مؤهل للعمل في شركة “آبل” حيث عمل فيها لمدة لا تتعدى العام ، ثم عمل بعدها في شركة متخصصة بتصميم الدوائر الكهربائية؛ ثم ما لبثت الأفكار الذهبية أن تطرق أبواب خياله لتضع أمامه فكرة براقة لتأسيس شركته الخاصه.
كانت فكرة “باتيا” و زميله “جاك سميث” تتمحور حول إقامة صفحات شخصية للمستخدمين على الإنترنت، ولكن حاجتهما للتواصل فيما بينهما قادت فكرتهما إلى شط آخر و ربما شط برمال ذهبية حقا هذه المرة، فقد كانت حاجتهما الملحة للتواصل بسبب أن كلا من الصديقين كان يعمل في شركة مختلفة ، مما يحد من تبادل المعلومات فيما بينهم ،خصوصا ان أنظمة الحماية في كلا الشركتين كانت تحول دون اتصالهما،فأضطر الصديقان لتبادل المعلومات عبر الأقراص المرنة والرسائل العادية والمكالمات الهاتفيه بداية مما شكل عائقا أمامهما و لكن هذا العائق كان سببا في ولادة فكرة لمعت في سماء التقنية كنجم عملاق زينها و أضاء الباهت فيها ، فباتيا وصديقه أوجدا نظاما يعمل على تبادل المعلومات عبر بريد إلكتروني منفصل مستندا استنادا كاملا على لغة Html مما يجعله بمنأى عن رقابة الشركات ، هذه الفكرة كانت نقطة البداية للــ “Hotmail “.
إستطــــاع الصديقان من خلال علاقاتهما الشخصية من جمع 300 ألف دولار من المستثمرين . و قد كانت كافية للانطلاق في مشروعهم ذاك. و كانت إجــابة صابر لكل من يتسائل عن فرصة نجاح مشروعه مستقبلا تتلخص في اربعة نقاط :
( مجاني . فردي . سري . يمكن استخدامه في أي مكان ! )
اما الربح فسيأتي عن طريق شــركات الإعلانات التي ستغريها ضخامة عدد المستخدمين فيه.
وقد كانت بداية الــ “Hotmail ” بسيطة جدا لدرجة أن الشركة لم تكن تحوي في حينها سوى على سيرفرين فقط servers وبضعة أجهزة حاسوب، الا أن بساطة البداية لم تكن دلالة على النهاية أبدا ففي اليوم الذي انطلق فيه”Hotmail ” الذي صادف يوم الاستقلال الأمريكي و ربما يوم الاستقلال لمستخدمي الانترنت و تحريرهم من صعوبات تبادل رسائل البريد الإلكترونى، وتقديم خدمة مجانية لا تحتاج لأجهزة خاصة، فقط السهولة المطلقة بعينها، يوم تاريخي لرسم نهاية رائعة ، فسرعان ما فاح عطر هذا المشروع في أنحاء العالم لتنهال الاشتراكات على الموقع و ليصل عدد المشتركين به الى أكثر من عشرة ملايين مشترك من 230 دولة يشاهدون 40 مليون إعلانا يومياً.
و قد لمع نجم “Hotmail” منذ عامه الأول لمعانا مدهشا فقد وصل عدد المشتركين الى العشرة ملايين وهنا بدأت الغـيرة تداعب أفكار( بيل جيتس) رئيس شركة مايكروسوفت واغنى رجل في العالم وهكذا قررت مايكروسوفت شراء “Hotmail”بمبلغ 400 مليون دولار على شرط ان يتم تعيين “صابر باتيا” كخبير في شركة مايكروسوفت، وقد حصل ذلك فعلا. واليوم وصل مستخدموا “البريد الساخن” الى 90 مليون شخص وينتسب اليه يوميا ما يقارب 3000 مستخدم حول العالم !
أما عن بايتا فلم يتخلى عن عمله كمبرمج بل و من آخر ابتكاراته موقع يدعى (آرزو) ، و أما عن ثروته فحدث و لا حرج فقد لمست أمواله أبراج الثراء و صافحت شهرته أهم شخصيات العالم و من بينهم الرئيس الأمريكي السابق “بيل كلينتون” ، و مع كل هذا و ذاك لم ينس باتيا وطنه الذي ترعرعت موهبته بين أحضانه و ساهم ما إن وصل لثروته تلك بالعديد من المشاريع الخيرية التي دعمت طلاب علم و فقراء في بلده الهند.
و هكذا يقدم “صابر باتيا” صورة تنتقد كل خزعبلات البعض بأن الظروف تقتل الأحلام و تميت فينا الأمل ، فشكرا باتيا على أمل خطته أناملك على شكل خدمة تقنية سيتكلم فيها العالم حتى الفناء.

شاركها.