إن الصداع المستمر “Chronic daily headche” هو عبارة عن شعور بألم أو وجع في الرأس لمدة تستمر 15 يوما لدى الشخص، ويوجد أسباب الصداع المستمر التي يمكن أن تظل لمدة ثلاثة أشهر متتالية على الأقل، وعلى الرغم من انتشار الصداع بشكل كبير لدى العديد ولكن الصداع المستمر يصيب 5% فقط، وتنقسم الإصابة بالصداع المستمر إلى نوعين إما الصداع الذي يستمر لأكثر من 4 ساعات أو الصداع الذي يستمر لمدة لا تقل عن 4 ساعات، ويجب الإشارة إلى أن هذا التصنيف يمكنه أن يجعل تشخيص الشخص أمر صعب، يمكن أن يؤدي إلى التشخيص الخاطئ أيضا في كثير من الحالات .

أسباب الصداع المستمر

إن الصداع المستمر أو كما يطلق عليه الصداع المزمن هو ذالك الصداع الذي يستمر لمدة لا تقل عن 15 يوما في الشهر أي نصف الشهر، ويظل هكذا لمدة ثلاثة أشهر متتالية، ومن الجدير بالذكر أنه عند استمرار الصداع لديك عدة أيام دون أن يقل يجب عليك الذهاب إلى الطبيب على الفور، وتختلف أسباب الصداع المستمر من الطفيفة إلى الحقيقية، وأسباب الصداع المستمر هي :

• الشعور بالقلق والتوتر

إن الشعور بالقلق والتوتر يرتبط ارتباط مؤكد بالصداع وهذه العلاقة تم إثباتها علميا بالدراسات، فعندما يصاب الشخص بالقلق والتوتر يحدث تشنج في عضلات الجسم بشكل عام، ونتيجة لحدوث هذه التشنجات تكون أكثر حدة وشدة خاصة في منطقة الرقبة والرأس، وهو أمر يسبب حدوث الصداع .

وفي حالة إذا كان الشخص مصاب بالتوتر المزمن فإن هذا يجعله مصاب بمشكلة الصداع المستمر وسوف يظل يعاني من هذه المشكلة، والحل الأمثل في هذه المشكلة هو محاولة الشخص علاج التوتر والتخلص من القلق الذي يشعر به، وهذا يكون من خلال عدة طرق مثل ممارسة التمارين الرياضية أو التحدث والخروج مع الأصدقاء أو الذهاب إلى المختصين أو أحد الأقارب ومشاركته أسباب القلق والتوتر .

• المعاناة من الجفاف

إن الصداع يحدث بسبب الجفاف، فعند إصابتك بالصداع يجب أن تفكر في العادات اليومية التي تقوم بها وهذا يعني أنك يجب أن تهتم بيومك جيدا ومن الأمور المهمة التي يجب أن تفعلها هو شرب المياه بشكل مستمر، حيث أن شرب المياه خلال اليوم يمنع الإصابة بالجفاف مما يمنع الإصابة بالصداع، ومن أهم أسباب الصداع المستمر هو الإصابة بالجفاف .

ويعتقد العديدون أن العلاقة بين الصداع والجفاف هو انخفاض كثافة الدم عندما تقل كمية المياه في الجسم، وهذا يعني انخفاض ضغط الدم وبالتالي يحدث انخفاض في كمية الأكسجين التي تصل إلى المخ وتصبح أقل، وهذا يشير إلى أهمية شرب المياه بشكل يومي وتناول الكمية الكافية ومراقبة أعراض الجفاف، ومن الأعراض التي يمكن ملاحظتها هي :

1. تغير لون البول إلى اللون الأصفر الغامق .
2. الشعور بالعطش الشديد .
3. جفاف الفم بشكل دائم .

• الإصابة بفقر الدم

إن فقر الدم هو حالة صحية يكون فيها عدد كرات الدم الحمراء قليل جدا، وبالتالي فإن هذا يسبب انخفاض في كمية الأكسجين التي يتم نقلها إلى الأنسجة الخاصة بالجسم، وهناك العديد من الأعراض التي تدل على وجود الأنيميا أو الإصابة بفقر الدم، وتختلف الأعراض وفقا لحدة الإصابة، ولكنها في العموم تشمل ما يلي :

1. التعب والشعور بالضعف العام .
2. ضيق في التنفس .
3. الصداع المستمر .

• الأمراض المزمنة

إن الصداع المستمر يمكن أن يحدث بسبب وجود الأمراض المزمنة، حيث أن الأمراض المزمنة مثل الثعلبة والسكري وأمراض القلب تسبب الصداع عامة، وهنا يجب الاستشارة بالطبيب إذا كنت تعاني من الصداع المستمر لعدة أيام مستمر، حيث يمكن للطبيب أن يساعدك في اكتشاف أسباب الصداع والمسارعة في علاجك .

• المشاكل الهرمونية

إن المشاكل الهرمونية تكون شائعة لدى النساء أكثر من الرجال، ويمكن للمشاكل الهرمونية أن تسبب الإصابة بالصداع المستمر، وبالأخص لأن النساء ينخفض لديهم مستويات الإستروجين قبل فترة الدورة الشهرية، والتي تسبب حدوث أرق وعدم توازن المزاج العام والصداع، كما تعتبر من محفزات الشقيقة، وهناك بعض الأمور التي يمكن أن تسبب تغير في مستوى الهرمونات في الجسم مما يسبب خطر الإصابة بالصداع المستمر وهي :

1. انقطاع الطمث لدي النساء .
2. الحمل .
3. الولادة .

• مشاكل الجيوب الأنفية

إن كنت من الأشخاص التي تعاني من مشاكل في الجيوب الأنفية فأنت حتما تصاب بالصداع المستمر بصورة متكررة، ومن الجدير بالذكر أنه معظم حالات الإصابة بالصداع تكون بسبب الشقيقة والتي تترافق مع أعراض الجيوب الأنفية المزعجة، وفي حالة التهاب الجيوب الأنفية من الممكن أن تظهر بعض الأعراض، وهذه الأعراض تحتاج إلى استشارة طبيب، ومن الأعراض التي تدل على وجود مشاكل هي :

1. ارتفاع في درجة حرارة الجسم .
2. وجود بلغم وكحه .
3. الصداع المستمر .

أسباب الصداع المستمر الأخرى

هناك مجموعة من الأسباب التي تسبب الصداع وهي :

1. تغير الساعة البيولوجية في الجسم .
2. اضطرابات النوم .
3. تناول كمية كبيرة من الكافيين .
4. تناول كمية كبيرة من أدوية الصداع .
5. ورم في الدم .
6. تناول المسكنات بشكل دائم .

عوامل خطر الإصابة بالصداع المستمر

قد تتطور الإصابة بالصداع من شكل عرضي إلى شكل مستمر، كما يوجد العديد من عوامل الخطر التي تسبب الإصابة بالصداع المستمر والتي تزيد من احتمالية هذا، وتكون العوامل غير قابلة للتعديل مثل العوامل الجينية، في حين أن هناك عوامل أخرى قابلة للتعديل، وسنذكر عوامل خطر الإصابة بالصداع المستمر والتي هي :

• الإفراط في تناول الأدوية

إن تناول الأدوية التي تستخدم لعلاج الصداع كالمسكنات مثلا يكون لها تأثير عكسي، ويمكن أن تسبب حدوث صداع مستمر، وهناك العديد من الأدوية التي يمكن أن تسبب هذا مثل المسكنات التي تحتوي على نسبة من الكافيين وكذلك الأفيونات والتربيتانات والأرغوتامين، ويجب السيطرة على هذه الحالة بإيقاف تناول هذه الأدوية بشكل تدريجي، وستلاحظ تحسن في حالتك بعض بضعة أسابيع من التوقف عن تناولها، ويجب الإشارة إلى أنه عند توقف تناول الأدوية بشكل مفاجئ سيحدث أعراض انسحابية شديدة لهذا يجب تركها بشكل تدريجي .

• الكافيين

إن المبالغة في تناول المشروبات التي يوجد بها نسبة من الكافيين يمكنها أن تزيد من عوامل خطورة الإصابة بالصداع المستمر، وتفاقم الحالة الصحية لهذا يجب الانتباه .

• الضغوط العصبية

إن التعرض للضغط والإجهاد اليومي يمكن أن يسبب الإصابة بالصداع المستمر ويمكن أن يسبب مشاكل أخرى أيضا، كما يمكن للضغوط العصبية مثل الاكتئاب والقلق والصداع المزمن أن يسبب الإصابة بالصداع المستمر بشكل كبير .

• السمنة

ترتبط السمنة ارتباط كلي بتكرار الصداع المستمر، لهذا يجب اتباع نظام غذائي صحي لا يحتوي على الدهون، وكذلك ممارسة التمارين الرياضية والتي لها دور في تقليل الوزن وبالتالي السيطرة علي الصداع والسمنة .

• اضطرابات النوم

إن اضطرابات النوم سبب أساسي في الإصابة بالصداع، حيث يعاني العديد من الأشخاص في مشاكل النوم مثل الشخير أو الأرق أو صعوبة النوم عامة، أو انخفاض جودة النوم، أو عدم الراحة أو النوم لساعات غير كافية، وهذه العوامل تزيد من خطر الإصابة بالصداع وتفاقم الحالة الصحية للشخص .

ما هو علاج الصداع المستمر

إن علاج الصداع المستمر يحتاج إلى فترة تتراوح بين أسابيع إلى أشهر، ويعتمد العلاج على العديد من العوامل والإجراءات، ومن الطرق التي يجب اتباعها لعلاج الصداع المستمر هي :

1. التوقف عن التدخين إذا كنت تدخن .
2. تحسين عدد ساعات النوم وأسلوب النوم .
3. التوقف عن تناول المشروبات التي تحتوي على نسب كبيرة من الكافيين كالقهوة .
4. تغيير النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم .
5. العلاج النفسي وممارسة تقنية الاسترخاء .
6. العلاج بالسلوك المعرفي .