تعريف الحزن

الحزن هو حالة شعورية يمر بها الإنسان ، تجعله يرغب في البكاء أو يشعر بالهم و الضيق ، و لا تكون لديه رغبة في القيام بأى أمر ايجابي ، بل الحزن من أسباب القعود و الشعور بعدم الرغبة في الحياة ، و قد يتطور الحزن الى حالة من الاكتئاب و الاضطرابات النفسية .

الحزن سبب المرض

الحزن و ان كان حالة وجدانية شعورية ، الا أنه يؤثر على صحة الانسان ، و اذا استمر الحزن لفترة طويلة فقد يصيب صاحبه بالأمراض العضوية ، و التي يحار الطبيب في معرفة علتها و طرق علاجها ، و هي في الحقيقة نتيجة من نتائج الحزن .

أسباب الحزن

هناك العديد من الأمور التي يتعرض لها الانسان في الحياة و التي من الممكن أن تسبب له الحزن و الهم و الغم ، و من هذه الأسباب :

  • كثرة تراكم ضغوط العمل و عدم القدرة على القيام بها و أدائها مما يسبب الشعور بالفشل .
  • المشاكل العائلية و عدم الاستقرار النفسي في جو الأسرة .
  • الأمراض العضوية و التي تجعل الانسان طريح الفراش محدود الحركة .
  • الدخول في تجارب عاطفية فاشلة ، و عدم القدرة على الارتباط بالشريك المناسب .
  • التعرض للغدر و الخيانة ، خاصة اذا كانت من الأصدقاء و الأقارب .
  • مفارقة الأهل و الأحباب و السفر للبحث عن فرص أفضل من المال في الحياة .
  • غياب الهدف في الحياة و الشعور بعدم جودة الاستمرار في هذه الدنيا .
تعريف الحزن
تعريف الحزن

علاج الحزن

العلاج الأول للحزن هو التقرب الى الله سبحانه و تعالى ، و الاكثار من الطاعات و القربات ، و الحرص على قراءة ورد ثابت كل يوم من القرآن الكريم و الأذكار النبوية ، فهي شفاء باذن الله من كل سوء و عارض .

والأمر الثاني هو ازالة سبب هذا الحزن فان كان العمل يحملك مالا تطيق فمن الممكن تركه و البحث عن عمل جديد ، و ان كان السبب الخيانة و الغدر فعليك بتكوين صداقات جديدة ، و هكذا فحل الحزن دفع السبب و البعد عنه .

الحزن في الإسلام

كل ما ذكرناه في الأعلى هو الحزن المذموم لانه حزن متعلق بالدنيا ، و بالحياة و متعلق بالناس ، أما الحزن بسبب الآخرة و بسبب الخوف من عقاب الله ن فهو خوف مشروع و مستحب في الاسلام ، و هو حزن لا يسبب الاكتئاب و القعود مثل الحزن على أمر من أمور الدنيا ، بل يجعل المسلم في حالة من السلام الداخلي ، و حالة من الفرح بسبب قربه من ربه.

النهي عن الحزن بسبب الدنيا

و قد ورد النهي عن الحزن بسبب أمور الدنيا لما يسببه من مشاكل و هموم ،روى البخاري في صحيحه من حديث أنس رضي الله عنه قال: كُنْتُ أَخْدمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِذَا نَزَلَ، فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ كَثِيرًا يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ .

قال ابن بطال رحمه الله(وينبغي للمرء أن يرغب إلى ربه في رفع ما نزل ودفع ما لم ينزل، ويستشعر الافتقار إلى ربه في جميع ذلك، وكان صلى الله عليه وسلم يتعوذ من جميع ما ذكر دفعًا عن أمته، وتشريعًا لهم، ليبين لهم صفة المهم من الأدعية.

وقوله في الحديث: الهم والحزن: الهم لما يتصوره العقل من المكروه في الحال، والحزن لما وقع في الماضي، والعجز ضد الاقتدار، والكسل ضد النشاط، والبخل ضد الكرم، والجبن ضد الشجاعة.

وقوله: ضلع الدين، المراد به ثقل الدين وشدته، وذلك حيث لا يجد من عليه الدين وفاء، ولا سيما مع المطالبة ، وقوله: وغلبة الرجال، أي شدة تسلطهم، كاستيلاء الرعاع هرجًا ومرجًا، والفرق بين العجز والكسل، أن الكسل ترك الشيء مع القدرة على الأخذ في عمله، والعجز عدم القدرة ) .

تعريف الحزن .
تعريف الحزن .

فانظر أخي المسلم كيف تعوذ رسول الله من الحزن ، و الذي هو حزن الدنيا لا الحزن على الآخرة ، لأن الحزن يقطع العبد عن الله تعالى ، و يضر بهمته ، و يقعده عن اكتساب الفضائل و الطاعات .

مصائب الدنيا سبب لرفع الدرجات

اذا تذكر المسلم هذا الأمر و هو أن كل مصيبة تصيبه فانه يؤجر و يثاب عليها في الآخرة ، قلل هذا من حزنه ، و أشعره بالسرور لأن الله سبحانه و تعالى سيعوضه خيراً في الآخرة ، و من قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ، وَلَا نَصَبٍ، وَلَا سَقَمٍ، وَلَا حَزَنٍ، حَتَّى الْهَمِّ يُهَمُّهُ، إِلَّا كُفِّرَ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِ». فهذا يدل على أنه مصيبة من الله يصيب بها العبد، يكفر بها من سيئاته، لا يدل على أنه مقام ينبغي طلبه واستيطانه .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «وأما الحزن فلم يأمر الله به ولا رسوله، بل قد نَهَى عنه في مواضع، وإن تعلق أمر الدين به، كقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ آل عمران: 139.

وقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ ﴾ [النحل: 127]، وقوله تعالى: ﴿ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ﴾ [التوبة: 40]، وذلك لأنه لا يجلب منفعة، ولا يدفع مضرة، ولا فائدة فيه، وما لا فائدة فيه لا يأمر الله به، نعم لا يأثم صاحبه إذا لم يقترن بحزنه محرم، كما يحزن على المصائب، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ لَا يُعَذِّبُ بِدَمْعِ الْعَيْنِ، وَلَا بِحُزْنِ الْقَلْبِ، وَلَكِنْ يُعَذِّبُ بِهَذَا – وَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ – أَوْ يَرْحَمُ .

علاج الحزن في الاسلام

أرشدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ، الى دعاء هو علاج للحزن و الهم و الغم الذي يتعرض له المسلم ، فاذا دعى به العبد فإن الله تعالى يبدله سروراً و سعادة بدل حزنه و همه و غمه .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي، إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَحًا»، قَالَ: فقيل: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا نَتَعلمُهَا؟ قَالَ: «بَلْىَ، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا ) .

تعريف الحزن .
تعريف الحزن .

زر الذهاب إلى الأعلى