توصلت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة هارفارد الأمريكية ومستشفى ماساتشوستس للأطفال إلى أن تفضيلات النوم عند المراهقين (وخاصة الفتيات) قد تشكل عامل خطورة للإصابة بالبدانة وما يرافقها من مشاكل قلبية وعائية.

وبحسب الباحثين، فإن النتائج أظهرت ارتباطاً بين اتباع المراهقات لنظام حياة ليلي وزيادة خطر البدانة، في حين لم يظهر نفس الارتباط عند المراهقين الذكور، على الرغم من أن سبب ذلك قد يكون قلة عدد الذكور المشاركين في الدراسة بالمقارنة مع عدد الإناث.

اشتملت الدراسة على 805 مراهقاً معظمهم من الإناث، تتراوح أعمارهم بين 12-17 عاماً وجرى تحري نظام النوم لديهم فيما إذا كانوا يتبعون نظام البومة الليلية (يُفضلون النوم متأخراً والاستيقاظ متأخراً)، أم نظام العصفور النشيط (يفضلون النوم مبكراً والاستيقاظ مبكراً)، بالإضافة إلى إجراء قياسات مختلفة لمحيط الخصر والوزن وكثافة الدهون في الجسم، وذلك على مدى 4 سنوات، من العام 2012 وحتى 2016.

وجد الباحثون بأن متوسط محيط الخصر لدى المراهقات اللواتي كُنّ يتبعن نظاماً ليلياً كان أكبر وارتفعت لديهنّ مستويات الدهون في الجسم، وذلك بالمقارنة مع المراهقات اللواتي اتبعن نظاماً صباحياً.

من الجدير ذكره بأن الدراسة لم تثبت علاقة سبب ونتيجة بين اتباع نظام ليلي وزيادة خطر البدانة، وإنما هو مجرد ارتباط يحتاج تفسيره إلى إجراء المزيد من الدراسات. ولكن مع ذلك، فإن الخبراء لا يرون في تلك النتائج أي مفاجأة، فقد أظهرت دراسات سابقة بأن الحرمان من النوم يؤثر في الهرمونات التي تضبط الشهية، وتدفع الشخص لتناول المزيد من الطعام وبالتالي البدانة.

ويؤكد الباحثون على أن نتائج الدراسة ينبغي أن تشجع الأهالي على مساعدة المراهقين على تنظيم مواعيد نومهم واستيقاظهم، بالإضافة إلى تحسين عادات النوم، مثل تجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية قبيل النوم، أو تناول المشروبات الحاوية على الكافيين. كما ينبغي أن تتخذ المدارس خطوات مماثلة في تشجيع الأطفال على الوصول باكراً إلى المدرسة وشغل الساعات الصباحية بنشاطات حركية.

جرى نشر نتائج الدراسة مؤخراً في مجلة طب الأطفال الصادرة عن الرابطة الأمريكية للطب JAMA Pediatrics،  ويمكنكم الاطلاع على الورقة البحثية على الرابط: https://www.doi.org/10.1001/jamapediatrics.2019.3089

شاركها.