دعاء المطر والبرق
دعاء المطر و البرق يبحث عنه الكثير من المسلمين حول العالم خاصة مع اقتراب فصل الشتاء ، و مع كثرة هطول الأمطار ، و كثرة سماع الرعد و رؤية البرق ، يبحث المسلم عن أدعية مأثورة عن النبي صلى الله عليه و سلم يدعو بها ، و يحب المسلم ان يعرف هديه صلى الله عليه و سلم و ماذا كان يفعل عند نزول المطر و الرعد ، و هو ما نوضحه في السطور القليلة القادمة.
دعاء المطر و البرق
- كان من هديه صلى الله عليه و سلم اذا رأى المطر أن يقول (اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا ) .
- ثبت عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أنه قال : ” أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَطَرٌ ، قَالَ : فَحَسَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَهُ ، حَتَّى أَصَابَهُ مِنَ الْمَطَرِ ، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا ؟ قَالَ : ( لِأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ تَعَالَى) .
فيستحب للمسلم اذا رأى المطر لأن يشمر عن ثيابه و اكمامه ، و يجعل ماء المطر يصيب المكشوف من بدنه ، فإن في هذا بركة من الله لعباده .
الدعاء عند سماع الرعد
أما الدعاء عند سماع الرعد : فقد ثبت عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رضي الله عنه : ” أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ تَرَكَ الْحَدِيثَ ، وَقَالَ: سُبْحَانَ الَّذِي يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ [الرعد: 13] ، ثُمَّ يَقُولُ : إِنَّ هَذَا لَوَعِيدٌ شَدِيدٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ ” .
و لم يرد عن النبي ما يصح روايته عند رؤية البرق .
الدعاء عند شدة المطر
كان صلى الله عليه وسلم إذا اشتد المطر قال : ( اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا ، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالظِّرَابِ ، وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ ، وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ ) .
و في هذا الحديث الشريف كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعو الله عند اشتداد المطر ان يصرف الله هذا المطر الكثير الى حواشي المدينة و حواليها ، و على الجبال و المرتفعات و منابت الشجر ، و أن يقلل الله عز وجل هطول الامطار الغزيرة على الناس التي قد تتوقف معايشهم بسبب المطر الغزير الذي يسد على الناس طرقاتهم ، و يمنع الناس من الخروج و العمل و مباشرة شئون الحياة .
دعاء هبوب الريح
عند اشتداد الريح ، كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعو بهذا الدعاء :
اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به. .
الدعاء بعد نزول المطر
بعد نزول المطر و توقفه ، من السنة للمسلم ان يقول (مُطرنا بفضل الله ورحمته. ) .
لماذا الدعاء عند نزول المطر ؟
قد يتسائل المسلم ما هو السبب الذي من أجله من المستحب للمسلم ان يكثر من الدعاء عند نزول المطر ؟
و الإجابة ان وقت نزول المطر من الأوقات الفاضلة التي يستجيب الله فيها الدعاء من عباده ، فنزول المطر يعني نزول الرحمات من الله الى العباد ، ووقت نزول المطر وقت اغاثة الله لعباده من العطش و الموت ، فهو وقت التضرع الى الله و شكر نعمته ، واغتنام هذه الاوقات الفاضلات في الدعاء لعل الله ان يستجيب لعباده على ما فيهم من تقصير و جحود لفضل الله و كرمه سبحانه و تعالى عليهم .
وقد جاء في حديث سهل بن سعد مرفوعاً : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ثنتان ما تردان : الدعاء عند النداء ، وتحت المطر ).
اوقات الدعاء المستجاب
- هناك الكثير من الأوقات المستجاب فيها الدعوة و التي وردت عن النبي صلى الله عليه و سلم ، وهذه بعض من هذه الأوقات الفاضلة للدعاء :
- الدعاء في جوف الليل وهو وقت السحر ووقت النزول الإلهي فإنه سبحانه يتفضل على عباده فينزل ليقضي حاجاتهم ويفرج كرباتهم فيقول : ” من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له”
- بعد الصلوات المكتوبات وفي حديث أبي أمامة ” قيل يا رسول الله أي الدعاء أسمع؟ قال جوف الليل الآخر ، ودبر الصلوات المكتوبات” رواه الترمذي .
- و المقصود بدبر الصلاة المكتوبة هل بعد التسليم أم قبل التسليم ؟
- و اختار الإمام ابن القيم و شيخه ابن تيمية أن المقصود بدبر الصلاة المكتوبة أي بعد التحيات و قبل التسليم ، وقال الشيخ ابن عثمين : ” ما ورد من الدعاء مقيداً بدبر الصلاة فهو قبل السلام وما ورد من الذكر مقيداً بدبر الصلاة ، فهو بعد الصلاة ؛ لقوله تعالى : ” فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ” .
- عند نزول الغيث كما في حديث سهل بن سعد مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم: ثنتان ما تردان : ( الدعاء عند النداء وتحت المطر ) رواه أبو داود .
- بين الأذان والإقامة فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة ) رواه أبو داود .
- عند النداء للصلوات المكتوبة وعند التحام الصفوف في المعركة كما في حديث سهل بن سعد مرفوعاً : ” ثنتان لا تردان ، أو قلما تردان الدعاء عند النداء وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضاً ” .
- عند الدعاء بـ” لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ” وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم : أنه قال : ” دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له ” رواه الترمذي .
- الدعاء عند زيارة المريض ، فقد أخرج مسلم عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت : قال صلى الله عليه وسلم : ” إذا حضرتم المريض فقولوا خيراً فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون .. قالت : فلما مات أبو سلمة أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : إن أبا سلمة قد مات، فقال لي : قولي : اللهم اغفر لي وله وأعقبني منه عقبى حسنة ” قالت : فقلت فأعقبني الله من هو خير لي منه ، محمداً صلى الله عليه وسلم .
فعلى المسلم أن يغتنم هذه الأوقات و يكثر من الدعاء فيها ، فهي أوقات فاضلة يستجيب الله فيها لعباده ، و يعطيهم ما سألوا من خير الدنيا و الآخرة .