الخوف عند الاطفال

الخوف عند الأطفال “fear in children” من المشكلات النفسية المعقدة والتي يواجهها الأبوين بشكل مستمر، وتؤثر على سلوكيات الطفل مما يمنعه من العيش بطريقة سوية وإبتعاده تماماً عن منهجية الإستقلال والإعتماد على الذات في العديد من جوانب الحياة، وتؤثر هذه المشكلة على الطفل وإدراكه وقدرته على التركيز والتحصيل الأكاديمي، كما تؤثر أيضاً بشكل سلبي على الوالدين، ففي هذه الحالة تنعكس مشكلة الخوف عند الأطفال لتمثل ضغوط نفسية وعصبية، وقد تنجرف لتصبح من المخاوف التي تلازم الأبوين لتشعر العائلة بفيض من المشاعر السلبية بإنعدام الأمان، ولكن كيف تعالجين مشكلة الخوف عند الاطفال؟ وما هي أسباب الخوف عند الاطفال؟

الخوف عند الاطفال أسبابه وعلاجه

يختلف نمط التعامل مع مشكلة الخوف عند الاطفال وفقاً لحالة الطفل الذهنية والإدراكية، بالإضافة للأجواء الأسرية والبيئة المحيطة به، كما تتحدد طريقة التعامل المثلى مع الطفل في حالة الخوف وفقاً للمرحاة العمرية التي يمر بها، والدوافع المسببة للخوف.

ويكون من السهل إلى حدٍ ما تحديد أسباب الشعور بالخوف عند الأطفال في المراحل العمرية الأكبر، حيث يتمكن الطفل من شرح ما يجول بداخله من تخوفات، والدوافع التي جعلت منه أسيراً للشعور بالخوف.

بينما في حالة الطفل في السنوات الأولى من عمره تتحدد الأسباب الفعلية بناءًا على قدرة المعالج على مراقبة محيط الطفل أو ما يطرحه من تساؤلات للأبوين، والتي من خلال الإجابة على بعض الأسئلة المقننة والمحددة يتمكن من تحديد الدافع للخوف.

ونمر في حياتنا بالعديد من المشكلات والصعوبات والضغوطات التي تنعكس على حالة الأبناء، فبغض النظر عن الفئة العمرية للطفل إلا أنه يشعر بما يدور من حوله، ويتمكن من إلتقاط الحالة الشعورية لكلاً من الأبوين ليترجمها عقله على أنها حالة سلبية تهدده فيشعر بالخوف.

أما عن أسباب الخوف عند الاطفال في العديد من المراحل العمرية المختلفة، وطرق التعامل مع كل مرحلة وفقاً للأنماط السلوكية التي تتوام معها، فنعرضها لكم في السطور التالية:

الخوف عند الاطفال الرضع
الخوف عند الاطفال الرضع

الخوف عند الاطفال الرضع

من أصعب المراحل العمرية التي يمكن التعامل خلالها مع الطفل هي مرحلة الرضاعة، حيث ينعكس تخوفات الطفل على حالته النفسية فيصبح كثير البكاء، ويكون خلال هذه الفترة أشد تعلقاً بالأم، فهي مصدر الأمان الوحيد بالنسبة إلأيه، بينما يمثل ضغط نفسي حقيقي على الأم في هذه الفترة، فتصبح أكثر إرهاقاً ويعود ذلك بدوره على الطفل.

أسباب الخوف عند الأطفال الرضع

  • في حالة الأطفال حديثي الولادة فالعالم الخارجي يمثل بالنسبة إليهم ثقب أسود يبتلعهم، فبعد أن كان الطفل هادئاً مطمئناً في رحم أمه، ولا علاقه له بالعالم الخارجي إلا من خلال مشاعر الأم وطريقتها في التواصل مع العالم المحيط.
  • وعند ولادته يتعرض للعديد من العوامل الخارجية في البيئة المحيطة به من أصوات ضوضاء وأصوات أشخاص لا يمكنه تمييزها، مما يثير ريبته فيشعر بالخوف ويشرع في البكاء.
  • كما أنه يتعرض للملامسات من العديد من الأشخاص، الأمر الذي يشكل واقع مبهم لا يدركه بعد أن كان وحيداً داخل الرحم، فقد أصبح يشعر بالتفاعل ممكن حوله معه، الأمر الذي يشكل خطراً بالنسبة له لضعف قدراته الإدراكية في هذه الفترة.

علاج الخوف عند الأطفال الرضع

  • يكمن علاج مشكلة الخوف عند الاطفال في هذه المرحلة من خلال توعية الأم بما يمر به الطفل في هذه الفترة من تغيرات فعليه في محيطه، والذي يتسع بمرور الوقت.
  • إحتضان الطفل والتربيت عليه يشعره بالأمان وخاصةً من قِبل الأم، فهي نبع الأمان بالنسبة إليه.
  • تجنب الأماكن المزدحمة والمليئة بالضوضاء في الشهور الأولى من عمر الطفل، تجنباً لإثارة خوفه فيعتاد على هذا الشعور.
  • التحدث بصوت خافت مع الطفل يشعره بالونس والألفة، فيعتاد صوت أمه وأبيه، ومن هنا يبدأ بالشعور بالأمان فهو ليس وحيداً كما يظن.
الخوف عند الاطفال اسبابه وعلاجه
الخوف عند الاطفال اسبابه وعلاجه

الخوف عند الاطفال من المدارس

تُعد مرحلة الذهاب إلأى المدرسة والإنفصال المؤقت لبعض الوقت عن الجو الأسري والأكثر حميمية، فمن الطبيعي أن يشعر الطفل بالرهبة من المجهول (المدرسة) فهي محيط إجتماعي جديد تماماً، والذي يقيّد الطفل الإلتزام ببعض القوانين والتي لم تكن موجودة بالسابق، فكيف تتغلبين على أسباب الخوف من المدرسة؟ وكيف تستعيدين ثقة الطفل بالنفس؟

أسباب الخوف عند الاطفال من المدارس

  • البُعد عن متعلقاته الشخصية والأشخاص المقربين بالنسبة للطفل، والغوص في محيط جديد مليء بالتغيرات الجذرية.
  • التعنيف أو القسوة من أحد معلمي الطفل يتسبب له بالخوف من المدرسة بشكل عام.
  • صعوبة المواد الدراسية وصعوبة التركيز على المحتوى الدراسي، والذي يعقبه التوبيخ أو النقد السلبي، مما يجعل الطفل في حالة تقهقر خوفاً من الإنتقاد.
  • قد يكون هناك من يتنمر على الطفل في المدرسة، وينبغي علينا كآباء وأمهات الملاحظة الدائمة في سلوكيات الطفل، وتشجيعه على سرد ما يقلقه وأن يقص ما يحدث في يومه داخل المدرسة من أحداث ترقباً لأي علامة من علامات التنمر ومعالجتها قبل أن تتطور للأسوأ.

علاج خوف الأطفال من الذهاب للمدرسة

  • الحرص على طمأنة الطفل بأنه بعيد فقط لساعات قليلة، وسوف يعود مجدداً للمنزل لإستكمال اللعب بأشيائه وتمضية الوقت مع من يحب.
  • تعليم الطفل آداب وسلوكيات التعامل في محيط المدرسة مع زملائه والمعلمين، فيكون قدوة حسنة لغيره من الأطفال، ويساعد ذلك على التقرب من المعلمين والتخلص من الرهبة المصاحبة لهم.
  • تدريب الطفل على المحتوى الأكاديمي ومساعدته بأكثر من طريقة لزيادة تركيزه، مما يجنبه التخوف من العقاب لضعفه الأكاديمي.
  • مكافئة الطفل عند الذهاب للمدرسة في البداية، وربط ذهابه بالمدرسة بالعديد من الأحداث والمناسبات الإيجابية.
  • القضاء على ظاهرة التنمر في المدارس من أصحاب الشخصيات النرجسية، والتي تصيب العديد من الأطفال بالإحباط والرهبة من الذهاب للمدرسة.
  • تواجد الأبوين بمحيط المدرسة يعيد للطفل الأمان مجدداً، بأنه وقتما يحتاجهم سوف يجدهم بالقرب منه.
الخوف عند الاطفال عند النوم
الخوف عند الاطفال عند النوم

الخوف عند الاطفال وعلاقته بالتبول

ترتبط مشكلة التبول اللا إرادي عند الأطفال بالخوف، فالشعور بالخوف يؤثر سلبياً على حالة الطفل النفسية والعصبية، مما ينعكس ذلك على حالة الجسم الصحية، وفقدان القدرة على التحكم ببعض الأعصاب والعضلات مثل عضلات الحوض، مسبباً بذلك ظهور مشكلة التبول اللا إرادي.

حيث تُصنف مشكلة التبول اللا إرادي في علم النفس على أنها نوع من الإضطرابات السلوكية الخاصة بالطفل، والتي يكتسبها الطفل من محيطه الأسري، فالعنف الأسري والتشاجر الدائم بين الأبوين والجدال الذي دائماً ما يتحول لحرب أهلية، ينعكس على سلوك الطفل، ويشعره بنوع من إنعدام الأمان والخوف من التفكك الأسري وفقدان شخصٍ ما يحبه.

كما ترتبط مشكلة التبول اللا إرادي بالخوف عند الأطفال عند النوم، فالعديد من الأطفال لا يتمكنوا من النوم وحيدين في فراش منفصل عن أبويهم، ويتسبب ذلك في ضعف المثانة لدى الطفل وظهور مشكلة التبول أثناء النوم حتى بعد عمر الثلاث سنوات.

علاج مشكلة الخوف وتأثيرها على عملية التبول

  • يمكن للأبوين علاج مشكلة التبول من خلال خلق محيط أسري متكامل ينعم بالدفء في العلاقات بين الأبوين بشكل يُشعر الطفل بالأمان، والسيطرة والتحكم بالعواطف والإنفعالات أمام الطفل.
  • إحتضان الطفل وجعله يشعر بالحب والإنتماء بدلاً من الشعور بالضياع والفقدان.
  • التعامل مع المشكلة على أنها مرض عضوي يحتاج لعناية طبية ونفسية لتتحسن حالة الطفل.
  • التخلص من مسببات الخوف بالنسبة للطفل يسهم إلى حدٍ كبير في التخلص من مشكلة التبول اللا إرادي.

زر الذهاب إلى الأعلى