الوفاء بالعهد من أنبل الصفات الإنسانية الحميدة، فهي من شيم الرجال التي تدل على حسن الأخلاق، والتي تعني الالتزام بالاتفاق وعدم خيانة الأمانة أو الغدر. ولقد أمرنا ديننا الحنيف بالحفاظ على العهد، فهو من صفات الأنبياء والرسل حيث كان رسولنا الكريم يعرف بشدة وفائه بالعهود. كما تعد هذه الصفة الحميدة أحد أساسيات المجتمع الناجح، حيث ألقيت الكثير من أبيات الشعر عن العهد وأهمية الوفاء به على مر العصور.

الوفاء بالعهد في الإسلام

كما ذكرنا أن الوفاء بالعهد من أهم الأمور التي حثنا عليها ديننا الحنيف، والتي أشار إليها كلا من الكتاب والسنة النبوية الشريفة، فهناك الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي تحدثت عن أهمية هذه الصفة الحسنة التي يجب الالتزام بها مع الجميع سواء مع المؤمنين أو غير المؤمنين. فالعهد هو مصطلح عميق، يسري على العديد من الأشياء، فبجانب الوفاء بالعهد مع الله، المقصود بالوفاء بالعهد في معاملتنا هو الوفاء والحفاظ على الالتزام بالاتفاق مع الأشخاص، أو عدم خيانة الأمانة في العمل، فالاستهتار بالذنب إثم كبير عند الله.

الوفاء بالعهد في القرآن الكريم

هناك العديد من الآيات القرآنية التي تحثنا على الالتزام والوفاء بالعهود وتنهي عن نقض العهد، ومن هذه الآيات:

قال تعالى عز وجل: ” وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلَا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا ۚ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ” (الآية 91 سورة النحل).

قال تعالى عز وجل: ” وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ۚ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ۖ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ” (الآية 34 سورة الإسراء).

قال تعالى عز وجل: ” إنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا” (الآية 10 سورة الفتح).

قال تعالى عز وجل: ” أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ” (الآية 19-20 سورة الرعد).

وقال تعالى عز وجل ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ” (الآية 2-3 سورة الصف).

وقال تعالى عز وجل “مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا” ( الآية 19 سورة الأحزاب).

هكذا أشار ديننا الحنيف إلى العهد، وأننا سوف نسأل عن ما عاهدنا عليه.

الوفاء بالعهد في السنة النبوية

هناك أيضا الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على الوفاء بالعهد، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ““آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ : إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ” رواه البخاري ومسلم.

وهن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْمٍ عَهْدٌ فَلاَ يَشُدُّ عُقْدَةً وَلاَ يَحُلُّهَا حَتَّى يَنْقَضِيَ أَمَدُهَا أَوْ يَنْبِذَ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ ‏”.

وكان رسولنا الكريم معروفا بأخلاقه الحميدة وتوفيته للعهود حتى لو على رقبته، ولم يعرف أنه قام بنقض وعده قط.

شعر عن الوفاء بالعهد

الوفاء بالعهد

هناك العديد من أبيات الشعر التي تمدح الوفاء بالعهد وتذم من ينقضه، ومن هذه الأبيات الشعرية:

وفاء العهد من شيم الكرام

ونقض العهد من شيم اللئام

وعندي لا يعد من السجايا

سوى حفظ المودة والسلام

وما حسن البداءة شرط الحب

ولكن شرطه حسن الختام

وليس العهد ما ترعاه يوما

لكن ما رعيت على الدوام

 

 

شاركها.