8 احاديث الرسول عن الموت صحيحة

حدثنا الرسول صلّى الله عليهِ وسلّم عن الموت “Death”، أنه حقٌ على جميع الخلق، وتلك الحقيقة المطلقة كما جاءت في كتاب الله عز وجل في سورة الرحمن الآية (26-27) في قوله تعالى “كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ”، فالبقاء والدوام لله وحده، وهي من سمات ألوهية الله أنه هو الحي الذي لا يموت، والموت هو إنتهاء رحلة الكائن الحي في الحياة وإنتقاله لمرحلة ما بعد الموت، أما عن الإنسان فإذا جاء أجله لا يستأخر ساعة ولا يستقدم كما جاء في قوله تعالى من سورة الأعراف الآية 34 “وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ”، وخلق الله الموت رحمةً للعباد، وما الدنيا إلا متاع الغرور المؤقت، وما هي سوى إختبار يمر به كل إنسان، وندعو الله جميعاً أن يُحسن ختامنا ويجعل مثوانا الجنة، وإليكم 8 أحاديث الرسول عن الموت صحيحة.

احاديث عن الموت
احاديث عن الموت

8 احاديث الرسول عن الموت

خلق الله تعالى الموت والحياة ليعمل العباد صالحاً، ويميز بهما الخبيث من الطيب، وينال كلِ إمرئٌ جزائه بما كسبت أيديه، وروي عن النبي عليه أفضل صلوات الله وسلامه العديد من الأحاديث الصحيحة عن الموت، كما جاءت في صحيح البخاري وصحيح مسلم وصحيح الألباني على لسان أقرب الصحابة إلى النبي، وإليكم أصح 7 أحاديث الرسول عن الموت:

  1. عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلّى الله عليهِ وسلّم أنه قال: “اذكرْ الموتَ في صلاتِكَ فإنَّ الرجلَ إذا ذكرَ الموتَ في صلاتِهِ لحريٌّ أنْ تُحَسَّنَ صلاتهُ وصلِّ صلاةَ رجلٍ لا يَظنُّ أنهُ يُصلي صلاةً غيرَها وإياكَ وكلَّ ما يُعتَذَرُ منهُ”.
  2. روى جابر بن عبد الله، عن رسول الله صلّى الله عليهِ وسلّم: “لو أنَّ ابنَ آدمَ هرَبَ من رزقِهِ كما يهرَبُ من الموتِ ، لأدْرَكَهُ رزْقُهُ كما يُدْرِكُهُ الموتُ”.
  3. عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن الرسول صلّى الله عليهِ وسلّم: “أكثروا من ذِكْرِ هاذمِ اللذَّاتِ: الموتُ”.
  4. عن محمود بن لبيد الأنصاري، عن النبي صلّى الله عليهِ وسلّم أنه قال: “اثنتانِ يكرهُهما ابنُ آدمَ: يكرَهُ الموتَ والموتُ خيرٌ له من الفتنةِ، ويكرَهُ قِلَّةَ المالِ وقِلَّةَ المالِ أقلُّ للحسابِ”.
  5. عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلّى الله عليهِ وسلّم: “لَا يَتَمَنَّى أحَدُكُمُ المَوْتَ إمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ يَزْدَادُ، وإمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ يَسْتَعْتِبُ”.
  6. عن عثمان بن عفان، عن النبي صلّى الله عليهِ وسلّم: “أنه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان إذا دفن الميتَ وقَف عليه وقال: (استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيتَ فإنه الآنَ يُسألُ).
  7. عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلّى الله عليهِ وسلّم أنه قال: “إذا قُبِرَ المَيِّتُ- أوْ قال: أَحَدُكُمْ- أَتاهُ مَلَكانِ أَسْوَدانِ أَزْرَقانِ، يُقالُ لأحدِهِما المُنكَرُ، وللآخَرِ النَّكيرُ، فيَقولانِ: ما كنتُ تقولُ في هذا الرَّجُلِ؟ فيَقولُ ما كان يَقولُ: هو عبدُ اللهِ ورسولُهُ، أَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ، فيَقولانِ: قد كُنَّا نَعْلَمُ أنَّكَ تَقولُ هذا، ثُمَّ يُفْسَحُ له في قبرِهِ سبعون ذِراعًا في سبعين، ثُمَّ يُنَوَّرُ له فيه، ثُمَّ يُقالُ لهُ: نَمْ، فيَقولُ: أرجِعُ إلى أهْلي فأُخبِرُهُمْ؟ فيَقولانِ: نَمْ كنَوْمةِ العَروسِ الَّذي لا يُوقِظُهُ إلَّا أَحَبُّ أهْلِهِ إليهِ، حتَّى يَبعَثَهُ اللهُ مِن مَضْجَعِهِ ذلكَ. وإنْ كان مُنافِقًا قال: سمِعتُ النَّاسَ يَقولون قولًا فقُلْتُ مِثْلَهُ، لا أدري. فيَقولانِ: قد كُنَّا نَعْلَمُ أنَّكَ تَقولُ ذلكَ، فيُقالُ للأرضِ: التَئِمي عليه، فتَلتَئِمُ عليه، فتَختَلِفُ أضلاعُهُ، فلا يَزالُ فيها مُعَذَّبًا حتَّى يَبعَثَهُ اللهُ مِن مَضجَعِهِ ذلكَ”.
  8. عن ابن تيمية، عن النبي صلّى الله عليهِ وسلّم أنه قال: “إذا مات ابنُ آدمَ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ: صدقةٍ جاريةٍ، وعلمٍ ينتفعُ به، وولدٍ صالحٍ يدعو له”.
احاديث الرسول عن الموت
احاديث الرسول عن الموت

وصايا النبي للمسلمين عن الموت

أوصانا النبي صلّى الله عليهِ وسلّم أن نتذكر الموت بكل ما نفعله ونستشعر إمكانية أن توافينا المنية بأي لحظة، فنحرص بذلك على العمل الطيب والبعد عن الخبائث ومقاومة الشهوات، ولذلك أوصانا النبي بأن نذكر هادم اللذات (الموت) وخاصةً في الصلاة، فنصلي الصلاة بإتقان وكأنها آخر صلاة نصليها بحياتنا، ونسعى للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والبعد عن اللهو والفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولذلك كان النبي صلّى الله عليهِ وسلّم دائماً ما يحث الصحابه على العمل وكأنه آخر عمل بحياتهم إبتغاء وجه الله، وقد حثنا النبي على الزهد في الدنيا والتي هي دار الشقاء والفناء، والعمل للآخرة والتي هي دار الخلود، لننعم برحمة الله في جنات النعيم خالدين فيها أبدا.

أما عن الموتى فقد أوصانا النبي صلّى الله عليهِ وسلّم بالدعاء لهم ولموتى المسلمين والمسلمات بالرحمة والمغفرة والعفو، والدعاء بالثبات للميت حين دفنه وبعد سباته في قبره عند السؤال بالقول الثابت الحق، وأوصانا بالتصدق للميت وهذا ما لا ينقطع عن الميت من الدنيا، عمله الصالح والصدقة الجارية ودعاء أبناؤه له.

آيات قرآنية عن الموت وسكرات الموت

ذكر الله تعالى في كتابه الكريم الموت مؤكداً على فناء الحياة الدنيا والكون بأسره، وذكره الله كتحذير وتذكرة للمؤمنين حتى يتقون يوماً يُرجعون فيه إلى الله، ويعملون لآخرتهم عوضاً عن الإنغماس في متاع الدنيا والملذات المؤقتة، وأكد الله عز وجل في كتابه على أن الدوام له وحده وأن كل من عليها فان، وذلك بمثابة موعظة للمتقين حتى تأتي كل نفسٍ ما كسبت دون أن تُظلم، ومن الناس من يتق ويصبر على متاعب الحياة الدنيا ويسعى إبتغاء وجه الله، فيزهد في الدنيا ويعمل لمرحلة ما بعد موته أملاً في النعيم الأبدي في جنات عدنٍ، وإليكم الآيات القرآنية التي ذكر الله عز وجل فيها الموت والفناء:

  • قال تعالى {خَلَقَ المَوْتَ وَالحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ العَزِيزُ الغَفُورُ} [الملك:2]
  • وقال تعالى {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} [لقمان: 34].
  • قال الله تعالى {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران: 185].
  • وقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9) وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ (10) وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المنافقون: 9:11].
  • قال تعالى {قُلْ إِنَّ المَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الجمعة:8].
  • قال تعالى {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ المَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآَنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} [النساء:18].

زر الذهاب إلى الأعلى