5 أحاديث النبي عن الطلاق

الطلاق “Divorcing” لفظاً يعني الترك والإرسال، أما الطلاق في الشرع هو فسخ عقد النكاح أو عقد الزواج، وفي أحاديث النبي عن الطلاق فقد شرّع الله في الإسلام هذا الأمر تحت شروط معينة، كما أحاطه بالعديد من الضوابط بعد الانتهاء من فسخ العقد كالنفقة والمؤخر وما يشابههم، وعلى الرغم من أن هذا الأمر جائز وحلال في الإسلام إلا أنه فعل مكروه أيضاً، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم ” أبغضُ الحلالِ إلى اللهِ الطَّلاقُ”، ذلك لما فيه من هدم لكيان الأسرة التي تشكل الحياة الاجتماعية السوية، وصعوبة الأمر على الزوجين وأهلم وأولادهم، فالزواج مودة ورحمة كما قال سبحانه وتعالى في سورة الروم “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)”، لذا نجد أن أحاديث النبي عن الطلاق كثيرة، وتوضح الكثير عن الطلاق وشروطه وأركانه، فلنتعرف عليها فيما يلي.

أحاديث النبي عن الطلاق
أحاديث النبي عن الطلاق

4 أحاديث النبي عن الطلاق

  • الطلاق هو أمر جاد، لا يمكن الرجوع فيه، ويتم تنفيذه بكلمة واحدة، وهذا ما أكد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: “ثلاثٌ جِدُّهنَّ جِدٌّ وهزلهنَّ جِدٌّ : النِّكاحُ ، والطلاقُ ، والرَّجعةُ” رواه أبو هريرة، فكلمة طالق وحدها هي واحد من أهم شروط الطلاق، وعلى أساسها يصح فسخ عقد الزواج.
  • وأيضاً هذا ما أشار إليه الحديث الشريف: “ما بالُ أقوامٍ يلعبون بحدودِ اللهِ تعالى ويستهزؤون بآياتِه : خلعتُكِ راجعتُكِ طلَّقتُكِ راجعتُكِ” رواه أبو موسى الأشعري.
  • كما أن الطلاق لا يجوز للمرأة الحائض حتى تتطهر ثم تحيض وتتطهر، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ، وَهي حَائِضٌ في عَهْدِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَسَأَلَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عن ذلكَ، فَقالَ له رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: “مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا، ثُمَّ لِيَتْرُكْهَا حتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ تَحِيضَ، ثُمَّ تَطْهُرَ، ثُمَّ إنْ شَاءَ أَمْسَكَ بَعْدُ، وإنْ شَاءَ طَلَّقَ قَبْلَ أَنْ يَمَسَّ، فَتِلْكَ العِدَّةُ الَّتي أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُطَلَّقَ لَهَا النِّسَاءُ. [وفي رواية]: عن عبدِ اللهِ، أنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَةً له وَهي حَائِضٌ تَطْلِيقَةً وَاحِدَةً، فأمَرَهُ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَنْ يُرَاجِعَهَا، ثُمَّ يُمْسِكَهَا حتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ تَحِيضَ عِنْدَهُ حَيْضَةً أُخْرَى، ثُمَّ يُمْهِلَهَا حتَّى تَطْهُرَ مِن حَيْضَتِهَا، فإنْ أَرَادَ أَنْ يُطَلِّقَهَا فَلْيُطَلِّقْهَا حِينَ تَطْهُرُ مِن قَبْلِ أَنْ يُجَامِعَهَا، فَتِلْكَ العِدَّةُ الَّتي أَمَرَ اللَّهُ أَنْ يُطَلَّقَ لَهَا النِّسَاءُ. وَزَادَ ابنُ رُمْح في رِوَايَتِهِ: وَكانَ عبدُ اللهِ إذَا سُئِلَ عن ذلكَ، قالَ لأَحَدِهِمْ: أَمَّا أَنْتَ طَلَّقْتَ امْرَأَتَكَ مَرَّةً، أَوْ مَرَّتَيْنِ، فإنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَمَرَنِي بهذا، وإنْ كُنْتَ طَلَّقْتَهَا ثَلَاثًا، فقَدْ حَرُمَتْ عَلَيْكَ، حتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَكَ، وَعَصَيْتَ اللَّهَ فِيما أَمَرَكَ مِن طَلَاقِ امْرَأَتِكَ. قالَ مُسْلِمٌ: جَوَّدَ اللَّيْثُ في قَوْلِهِ تَطْلِيقَةً وَاحِدَةً.”
  • وقد أوضح النبي أن تطليق المرأة ثلاث في مرة واحدة أمر محرم، كمن يقول (أنت طالق ثلاثاً) أو يقول الكلمة وحدها ثلاث مرات، فقال صلى الله عليه وسلم “خبِرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عن رجلٍ طلقَ امرأتَهُ ثلاثَ تطليقاتٍ جميعًا فقامَ غضبان ثمَّ قالَ: أيُلعَبُ بكتابِ اللهِ، وأنا بين أظهرِكم؟ حتَّى قامَ رجلٌ فقالَ: يا رسولَ اللهِ ألا أقتلَهُ؟” رواه محمود بن لبيد الأنصاري.

أركان الطلاق

للطلاق ثلاثة أركان أساسية وهي:

  • الزوج، فلا يمكن لاحد غير الزوج أن ينفذ الطلاق، وذلك طبقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ” إنما الطلاقُ لمَن أَخَذَ بالسَّاقِ.” رواه عبد الله بن عباس.
  • الزوجة، تكون الزوجة على عصمة الزوج، أي لا يمكن الطلاق لمن لم يدخل بها لقوله صلى الله عليه وسلم” لا نَذرَ لابنِ آدمَ فيما لا يملِكُ ، ولا عتقَ لابنِ آدمَ فيما لا يملِكُ ، ولا طلاقَ لَهُ فيما لا يملِكُ ، ولا يمينَ فيما لا يملِكُ” رواه جد عمرو بن شعيب.
  • اللفظ الدال على الطلاق ويكون صريحاً.
5 أحاديث النبي عن الطلاق
5 أحاديث النبي عن الطلاق

شروط الطلاق في الإسلام

  • بلوغ الزوج، أي أن طلاق الصبي لا يقع بأي حال من الأحوال، أما مذهب الحنابلة فيرى أن الطلاق يقع إذا كان الصبي عاقل، أما إذا كان غير عاقل فإن الطلاق لا يقع، ويقع تحت بند غير العاقل الرجل السكران أو المجنون.
  • وضوح لفظ الطلاق وفهمه من قبل الطرفين، فإذا لقن أجنبي لفظ الطلاق ولم يفهمه عندها لا يقع الطلاق.
  • النية في الطلاق، والنية مقترنة بلفظ الطلاق، وبدونها لا يقع.
  • عدم تطليق الحائض إلا بعد أن تتطهر ثم تحيض ثم تتطهرن وكذلك النفساء، فيجب أن ينتظر أن تحيض ثم تتطهر.
  • عدم خروج الزوجة من البيت بعد الطلاق إلا بعد انتهاء عدتها لقوله تعالى: ” يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (1)” سورة الطلاق.
  • وتختلف عدة المرأة الحامل في أنها تنتهي بعد عندما تضح المرأة حملها وذلك في قوله تعالى :” وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4)” سورة الطلاق.
أحاديث الرسول عن الطلاق
أحاديث الرسول عن الطلاق

حالات حدوث الطلاق

هناك عدة حالات للطلاق

  • الطلاق الواجب، وهذا في حالة توكيل حكمان من ناحية الزوج والزوجة، ورؤية هذان الحكمان أن الطلاق هو الحل، عندها يكون الطلاق واجب.
  • الطلاق المحرم، وهي تطليق الزوجة وهي حائض، أو في طهر قد مسها زوجها فيه.
  • الطلاق المباح عندما لا تطيب نفس الزوج للمرأة.
  • الطلاق المندوب، في حالة كون الزوجة غير عفيفة وفشل الزوج في إصلاحها.
  • الطلاق المكروه في حالة عدم رغبة الزوج في الطلاق، فهذا يكون غير محسوب لأن الأعمال بالنيات.

أنواع الطلاق

أنواع الطلاق تختلف عن الحالات، ففي الإسلام يوجد نوعان من الطلاق، الطلاق الرجعي والطلاق البائن.

الطلاق الرجعي

  • يطلق هذا الطلاق في فترة العدة، ويستطيع الزوج فيه أن يرجع زوجته إليه ولو بغير رضاها.
  • وفي هذه الحالة إذا مات أحدهم يرثه الآخر.

الطلاق البائن أو البينونة

ينقسم هذا النوع إلى نوعين، وفي النوعين لا يمتلك الرجل حق إرجاع زوجته إليه كما في الطلاق الرجعي

الطلاق البائن بينونة صغرى

  • وفي هذا النوع تعود المرأة إلى زوجه بعد الاتفاق على مهر مرة أخرى وكتابة عقد زواج جديد.

الطلاق البائن بينونة كبرى

  • وفي هذا النوع يستطيع الزوج أن يرجع زوجته ولكن بعد أن تتزوج برجل آخر وتتطلق، وفي هذا الأمر يجب التنبيه أن الطريقة التي تبعها الناس باسم (المحلل) حرام، فتصبح هذه علاقة زنا.
  • فيجب أن تتزوج المرأة بنية الزواج المؤبد ودخول الزوج بها دخولاً حقيقياً.
  • وإذا تطلقت من الزوج الثاني تستطيع أن تتزوج الزوج الأول مرة أخرى بعد انقضاء عدتها، وذلك بشرط عقد ومهر جديدين.

زر الذهاب إلى الأعلى