أحاديث قدسية عن رحمة الله في الدنيا والآخرة

رحمة الله “Allah’s Mercy” وسعت كل شيء، فمن ذا الذي لا يرغب بها، فهي تحمينا في الدنيا والآخرة، فإذا نظرنا إلى ما حولنا في دنيانا نجد رحمة الله تحيط بهم جميعهم ، حتى ما يخفى على البشر كالأقدار هو في الأصل صورة من صور رحمة الله، فإذا كان في قدر الفرد ضرر يعيش حياته مذعوراً حتى يحدث الضرر، وفي الآخرة يرحم الله عباده بداية من خروج الروح حتى انتهاء الحساب، ويمكن الاستدلال عليها عن طريق القرآن الكريم أو عن طريق احاديث قدسية عن رحمة الله “Hadith Qudsi about Allah’s Mercy in This World and The Hereafter”.

 الرحمة
الرحمة

أحاديث قدسية عن رحمة الله

يخبرنا الله بأنواع رحمته للعباد في كثير من المجالات، فهو يكسي العاري، ويُطعِم الجائع ويروي الظمئان، ولا يظلم العباد، فيقول سبحانه وتعالى في الحديث القدسي:

  • “عَنِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فِيما رَوَى عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أنَّهُ قالَ: يا عِبَادِي إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ علَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فلا تَظَالَمُوا، يا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَن هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، يا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ، إلَّا مَن أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ، إلَّا مَن كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ، يا عِبَادِي إنَّكُمْ تُخْطِئُونَ باللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ، يا عِبَادِي إنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي، فَتَنْفَعُونِي، يا عِبَادِي لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا علَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنكُمْ، ما زَادَ ذلكَ في مُلْكِي شيئًا، يا عِبَادِي لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا علَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، ما نَقَصَ ذلكَ مِن مُلْكِي شيئًا، يا عِبَادِي لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا في صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فأعْطَيْتُ كُلَّ إنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ، ما نَقَصَ ذلكَ ممَّا عِندِي إلَّا كما يَنْقُصُ المِخْيَطُ إذَا أُدْخِلَ البَحْرَ، يا عِبَادِي إنَّما هي أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إيَّاهَا، فمَن وَجَدَ خَيْرًا، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ وَمَن وَجَدَ غيرَ ذلكَ، فلا يَلُومَنَّ إلَّا نَفْسَهُ.وفي روايةٍ: إنِّي حَرَّمْتُ علَى نَفْسِي الظُّلْمَ وعلَى عِبَادِي، فلا تَظَالَمُوا.”

وتأتي رحمة الله في أعظم صورها في قبوله لاستغفار العباد، فمهما بلغت ذنوب العبد فإن ربه حليمٌ ستار، فيمحي ذنوبه ويقبل توبتهن فعن أنس بن مالك رضي الله عنه يقول:

  • “سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: قال اللهُ: يا ابنَ آدَمَ، إنَّك ما دَعَوْتَني ورجَوْتَني غفَرْتُ لك على ما كان فيك ولا أُبالي، يا ابنَ آدَمَ، لو بَلَغَتْ ذُنوبُك عَنانَ السَّماءِ ثمَّ استَغفَرْتَني غَفَرْتُ لك ولا أُبالي، يا ابنَ آدَمَ، إنَّك لو أَتَيْتَني بقُرابِ الأرضِ خَطايا ثمَّ لَقيتَني لا تُشرِكُ بي شَيئًا، لَأَتَيْتُك بقُرابِها مَغفرةً. وفي لفظٍ: يا ابنَ آدَمَ، إنَّك ما دَعَوْتَني ورَجَوْتَني غفَرْتُ لك على ما كان فيك ولا أُبالي.”
 أحاديث عن رحمة الله
أحاديث عن رحمة الله

كما تظهر رحمة الله على العباد جلية فيما أمر به المسلمون، فكل ما أمرنا الله به يُعد وسيلة لنا تساعدنا على نيل رضا الله ورحمته في الدنيا والآخرة، وأبسط مثال هي الصلاة، فقال عنها سبحانه وتعالى في الحديث القدسي الذي رواه عبادة بن الصامت:

  • “كنتُ في مجلسٍ من مجالسِ أصحابِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فيهم عُبادةُ بنُ الصامتِ ، فذكروا الوترَ ، فقال بعضُهم : واجبٌ ، وقال بعضٌ : سنةٌ ، فقال عبادةُ : أما أنا فأشهدُ أني سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ : أتاني جبريلُ من عندِ اللهِ ، عزَّ وجلَّ ، فقال : يا محمدُ ، إنَّ اللهَ يقولُ : إني قد فرضتُ على أمتِك خمسَ صلواتٍ ، من وفى بهنَّ على وضوئهن ومواقيتِهن وركوعِهن وسجودِهن ، فإنَّ له بهنَّ عندي عهدًا أنْ أدخلَه بهن الجنَّةَ ، ومن لقيني قد انتقص من ذلك شيئًا – أو كلمةً تُشبهها – فليس له عندي عهدٌ ، إن شئتُ عذبتُه ، وإن شئتُ رحمتُه”

الله سبحانه وتعالى رحيم بعباده الصالحين والعاصيين أيضاً، ولكن ليس بنفس الدرجة، ولكن في النهاية لا يبخل الله على العبد العاصي برحمته، فيقبل توبته إذا أحسنها، ويدخله الجنة مع الأبرار، بل أنه أيضاً يقبل دعائه إن كان صادقاً،فهو لا يظلم أحد.

 آيات قرآنية عن رحمة الله
آيات قرآنية عن رحمة الله

آيات قرآنية عن رحمة الله وعقاب القنوط

حذر الله سبحانه وتعالى عباده من القنوط من رحمتهن وجعل عاقبتها كبيرة، وإختص الله الكافرون والضالون بالقنوت من رحمته، فهذا ليس من صفات المؤمنين الصالحين، وذلك لأنهم ينكرون أن الله هو آتاهم الستر، الصحة، الأولاد، الطعام والشراب وغير ذلك من نعم الله على عباده، وهذه النعم هي صور رحمة الله بالبشرية وبذلك يكونون قد انكروا وجود رحمة اللهن فيقول الله سبحانه وتعالى في سورة الحجر الآية 56:

  • “قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ”

ويقول جل علاه أيضاً في سورة يوسف الآية 87:

  • “يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ”

كما أنه يعتبر تكذيب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فعندما يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأعراف الآية 156:

  • “وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ۚ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ۖ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ”

ثم يقول المرء لا وجود لرحمة الله أو أن الله لن يرحمني، فهذا تكذيب واضح وصريح لله سبحانه وتعالى وبالتالي فهو تكذيب لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أيضاً لأنه هو من ينقل كلام الله إلينا.

يجعلك تهمل الطاعات وما أمرك الله به، فالقنوط و اليأس، فمن ياس من أن يرحمه الله أو يأس من وجود رحمته من الأساس يسهُل عليه ترك ما أمره الله به من أعمال نلانه يرى أنها عديمة الفائدة، ولا جزاء لها، فيقول تعالى في سورة الإسراء الآية 83:

  • “وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ ۖ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا”

وبعد تركه لفعل الطاعات يبدا ينغمس في فعل المحرمات، وتزداد ذنوبه لكثرة المعاصي.

وعندما يضع الفرد في عقله بانه لا وجود لرحمة الله يبدأ القلب في فقدان سكينته بالتدريج، فعلى الرغم من قيامه بفعل المعاصي، إلا أنه يبقي دائماً قلقاً من عذاب الله وسوء نهايتهن فيصبح قلبه فاسداً، وذلك لأنه نسي قول ربه في سورة الزمر الآية 53:

  • “قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ”

كما يعُد القنوط في بعض الآحيان صورة من صور النفاق، فيستمر الفرد في عبادة الله والتصديق بما انزله سبحانه وتعالى على عباده، حتى يأتيه البلاء يبدأ في نكران أهم صفة من صفات الله وهي الرحمن الرحيم، فيبدأ اليأس يتملكه ويفقد الأمل في الخروج من الأزمة، كما قال تعالى في سورة الروم الآية 36:

  • “وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا ۖ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ”
أحاديث قدسية عن رحمة الله
أحاديث قدسية عن رحمة الله

أحاديث نبوية تشير لرحمة الله وعقاب القانطين من الكفار

يعتبر القنوط واليأس من رحمة الله من أحد الكبائر، والتي يعاقب الله سبحانه وتعالى العبد عليها أشد العقاب، ومن شدة العقاب لا يمكنك ان تسال إلى أي مدى وصلوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

  • ثَلاثةٌ لا تَسألْ عنهُم: رَجُلٌ فارَقَ الجَماعةَ، وعَصى إمامَه، وماتَ عاصيًا، وأمَةٌ أو عَبدٌ أبِقَ فماتَ، وامْرأةٌ غابَ عنها زَوجُها، قد كَفاها مُؤْنةَ الدُّنيا فتَبَرَّجَتْ بَعدَه، فلا تَسألْ عنهُم، وثَلاثةٌ لا تَسألْ عنهم: رَجُلٌ نازَعَ اللهَ رِداءه، فإنَّ رِداءه الكِبْرياءُ، وإزارَه العِزَّةُ، ورَجُلٌ شَكَّ في أمْرِ اللهِ، والقُنوطُ مِن رَحمةِ اللهِ.”

وهكذا يمكننا معرفة سبب توصية رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بعدم اليأس والقنوط من رحمة الله والإيمان بها، لما بها من خير للمؤمن الصادق، وخير أيضاً للعاصي والكافر، فقد قال صلى الله عليه وسلم:

  • لو يَعلَمُ المؤمنُ ما عندَ اللهِ مِنَ العُقوبةِ ما طَمِعَ في الجنَّةِ أَحَدٌ، ولو يَعلَمُ الكافِرُ ما عندَ اللهِ مِنَ الرحمةِ ما قَنِطَ مِنَ الجنَّةِ أَحَدٌ، خلَقَ اللهُ مِئةَ رحمةٍ، فوضَعَ رحمةً واحدةً بين خَلْقِه يَتراحَمون بها، وعندَ اللهِ تسعةٌ وتسعونَ رحمةً.” رواه أبو هريرة

إقرأ أيضاً

الأحاديث القدسية والنبوية عن الرزق

أحاديث قدسية عن التوبة إلى الله

أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الرضا

زر الذهاب إلى الأعلى