الضحك على الناس

من الأفعال المشينة التي يرفضها الدين والأخلاق والمجتمع، الضحك على الاخرين والسخرية والاستهزاء بهم، لأن هذا الفعل يدل على احتقارك للناس والتقليل من شأنهم ومكانتهم، ومن الممكن أن تتسبب في ايذاء نفسي لهم ويفقدون ثقتهم في أنفسهم، ومن الممكن أن يختلف أسباب الضحك على الناس والسخرية منهم، فهناك من يفعل ذلك لانه يجد تقاليدهم مختلفة عنهم أو ثقافتهم أو لغتهم أو عادتهم ، ولكن كل هذه الأسباب ليست مبرر أبداً للتقليل من أي شخص والضحك عليه، فعو فعل مذموم.

اضرار الضحك على الناس
اضرار الضحك على الناس

الضحك على الناس فعل مذموم دينياً

ان الشخص الذي يقوم بالضحك على الناس يكون هدفه الاستهزاء بهم، وابراز عيوبهم واخطائهم حتى لو كانت غير مقصودة للاخرين، واذا بحثنا عن أسم علمي دقيق لهذا الفعل سوف نجد الأنسب كلمة ” السخرية أو الاستهزاء”، وهو مصطلح يعني استحقار الشخص الذي أمامك والاستهزاء به والاستهانه بحديثه، وبالتأكيد هذا الفعل يرفضه الدين والأخلاقوذلك استناداً على قول الله سبحانه وتعالي، بسم الله الرحمن الرحيم ..

” يَأَيهُّا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسىَ أَن يَكُونُواْ خَيرْا مِّنهْمْ وَ لَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسىَ أَن يَكُنَّ خَيرْا مِّنهْنَّ وَ لَا تَلْمِزُواْ أَنفُسَكمُ‏ْ وَ لَا تَنَابَزُواْ بِالْأَلْقَاب ”

وتفسيراً لكلام الله فان الايات توضح أن الله سبحانه وتعالى ينهي المؤمنين عن السخرية من بعضهم البعض، فمن الممكن ان يكون الطرف الأخر الذي يسخرون منه عند الله أفضل وأقرب، وبذلك فان حكم الضحك والاستهزاء على الاخرين واضح في القران الكريم، وهو فعل مذموم ومرفوض تماماً.

دوافع الضحك على الناس
دوافع الضحك على الناس

طرق الضحك على الناس وسخرية منهم

هناك أشخاص طبيعتهم الفطرية كثرة الضحك والانتقاد فمثلا اذا وجد أشخاص لون بشرتهم مختلفه أو لغتهم مختلفه أو مثلاً لديهم عيب خلقي، يبدأ في أطلاق ألقاب قبيحة عليهم ويجعل الأخرين يطلقون عليهم نفس الألقاب وبالتالي يجعلهم ينفرون منها ويدخلون في حالة اكتئاب ويتجنبون التعامل مع الاخرين، احياناً يكون الضحك على الناس من خلال تقليد حركتهم اللاارادية بشكل ساخر يجعل الاخرين يضحكون عليهم، او الضحك على ملابسهم مثلاً، او الاستهزاء بهم لانهم ينتمون إلى طبقة أقل منهم وهكذا، وبالتاكيد كل ماسبق ذكره مرفوض تماماً وافعال غير مقبولة.

دوافع الضحك على الناس والسخرية منهم

هناك أكثر من دافع داخلي تجعل الشخص يرتكب هذا الفعل الغير مقبول، وهو الضحك على الناس والسخرية منهم، ومن هذه الدوافع التالي ..

دافع التكبر والإستعلاء على الاخرين

هناك أشخاص لديها غرور وتكبر، وترى الجميع أٌقل منها مكانة خاصة اذا كانت تنتمي بالفعل إلى طبقة عالية أو نسبها لعشيرة أو قوم ما، هنا تبدأ في الضحك على الناس واستنكارهم والتعامل معهم بسخرية واستهزاء، وانتقاد افعالهم وملابسهم ولغتهم وتتطلق عليهم ألأقاب لا يحبونها.

دافع التمسك بالدنيا

هناك أشخاص كانوا يتمسكون بالحيوة الدنيا ويرفضون فكرة الموت والعقاب والجنة والنار هؤلاء احتسابهم الله سبحانه وتعالي من الكافرين، فكانوا يضحكون على المؤمنين عندما كانوا يعبدون الله ويسعون لكسب الاخرة ويتركون متع الدنيا، بسم الله الرحمن الرحيم ” زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَوةُ الدُّنْيَا وَ يَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ اللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيرْ حِسَاب”.[8]

الجهل وقلة الوعي

الأكثر انتشاراً هو قيام الأشخاص بذلك الفعل بدون وعي  وجهل تام، فهم يقومون بالضحك على الناس من باب الفكاهة والضحك، فهم لا يعلمون ابداً النتائج السيئة التي سوف تلحق بالطرف الاخر الذي يتم الاستهزاء به والسخرية منه ومن أفعاله، فيقول الله سبحانه وتعالى ” ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذينَ أَساؤُا السُّواى‏ أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَ كانُوا بِها يَسْتَهْزِؤُن”، وهنا يفضل ان يتم التعلم اكثر والتعرف أكثر على التعاليم الدينة واخلاق الدين وعواقب الضحك على الناس.

نتائج الضحك على الناس والاستهزاء بهم والسخرية منهم

بالتاكيد اي فعل مذموم يكون نتائجة سيئة جداً على الشخص نفسه وعلى الناس التي يستهزء بهم، فسوف يلحق اضرار بهم ويجعلهم غير قادرين على التعامل مع الاخرين، ويشعرون دائماً أنهم أقل من المحيطين بهم، ومن الممكن ان يضر ذلك بسمعتهم، كما ان الشخص الذي يقوم بالفعل نفسه سوف ينال عقابه في الدنيا والاخرى، ومن نتائج الضحك على الناس والاستهزاء بهم والسخرية منهم، مايالي … 

الحاق الضرر بسمعة الآخرين

بالتأكيد عند أطلاق القاب ساخرة على الأشخاص، والضحك عليهم وعلى ثقافتهم ولغتهم والطبقة التي ينتموا اليها، بالتاكيد سوف تلحقون الضرر بهم وبسمعتهم، وسوف يتسبب ذلك في دخولهم في حالة اكتئاب وفقدان الثقة في النفس، ويختفون عن الانظار، لذلك يجب عدم السخرية من الاخرين أو الضحك عليهم تحت أي ظرف من الظروف.

عقاب الله للمستهزئون

يقول المولى عز وجل” فَاتخَّذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتىَّ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِى وَ كُنتُم مِّنهْمْ تَضْحَكُون”، في هذه الاية يؤكد الله سبحانه وتعالى على اضرار الضحك على الناس والسخرية منهم والتقليل من شأنهم أمام الاخرين، ويبين ان الله سبحانه وتعالى سوف يعطي هؤلاء الأشخاص عقوبتهم في الدنيا والاخرة، خاصة لانهم يفعلون ذلك عمداً، حتى شغلهم ذلك عن ذكر الله وعبادته.

فن الكاريكاتور الساخر

من الفنون التي تمتلك سلاح ذو حدين ، هو فن ساخر يناقش جميع المشاكل الاجتماعية والسياسية والدينة والاخلاقية والاقتصادية، عن طريق عمل رسومات ساخرة تجسد المشكلة نفسها، فاذا تم هذا النوع من الفن من اجل مناقشة مشكلة ما وحلها، فيعتبر فن هادف وليس غرضه الضحك على الناس فقط، ولكن اذا تم بشكل يتنافى مع الاداب والاخلاق وتم رسم مثلا عيوب شخص في صورة ساخرة من اجل الاستهزاء به والسخرية منه فهذا يعتبر فن مذموم ومرفوض.

ايات قرأنية عن الضحك على الناس

  • قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الحجرات: 11].
  • قال تعالى:﴿ إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ ﴾ [المطففين: 29، 30].
  • وقال تعالى: ﴿ إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ * إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [المؤمنون: 109 – 111].
  • قال تعالى: ﴿ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ﴾ [الهمزة: 1].
  • قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 79].
  • قال تعالى: ﴿ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴾ [الزمر: 56]
  • قال تعالى: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾ [التوبة: 65].

زر الذهاب إلى الأعلى