النار هي دار الكافرين في الآخرة ، هي دار البعداء البغضاء ، الذين استحقوا دخولها و الخلود فيها ، فالله سبحانه و تعالى لا يظلم الناس شيئاً و لكن الناس أنفسهم يظلمون ، و الله تعاظمت رحمته و حكمته يمد لعباده و يمهلهم ، و لا يعجل عليهم و يسترهم لعلهم يرجعون ، فمن مات منهم على الكفر و العناد و آثر الدنيا على الآخرة فهو المستحق للخلود و البقاء في النار الى أبد الآبدين .

تعرف على الامنيات الاربعة لاهل النار
تعرف على الامنيات الاربعة لاهل النار

الأمنيات الأربعة لاهل النار فيها

يخبرنا الله سبحانه و تعالى ان اهل النار يتمنون فيها أربع أمنيات ، كلما يئسوا من أمنية انتقلوا الى أمنية أخرى فلا يستجاب لهم ، حتى يوقنوا بالهلاك و الخلود البعيد في النار ، و نتعرف على أمنيات أهل النار الأربعة .

الأمنية الأولى :

و هي الامنية التي يطلبونها من الرب العلي جل في علاه و هي :

الخروج من النار ، يقول الله تعالى ((رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ)

يتوسلون الى الله أن يخرجوا من النار بعد دخولها فهم قد رأوا و سمعوا فلن يعودوا اليها مرة أخرى .

فيجيبهم الله تعالى : (قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ) .

عندها يصيبهم اليأس من روح و رحمة الله تعالى فينتقلوا الى الأمنية الثانية .

الامنية الثانية :

و هي الامنية التي يطلبونها من مالك خازن النار

يقول الله تعالى (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ )

يتمنوا الموت ، يطلبون من مالك خازن النار أن يشفع لهم عند الله ليموتوا ، تكون أقصى أمانيهم أن يموتوا ، و هم ما كانوا يفرون من الموت في الدنيا بالعلاجات و الاطباء .

فيجيبهم مالك (قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ ) .

أي باقون خالدون مخلدون في النار ، و يقول أهل التفسير أن مالك يجيبهم بعد ثمانين ألف سنة ، و كل يوم منها كألف سنة مما تعدون ، فيالها من أحقاب عديدة و سنون مديدة من الدعاء على انفسهم بالموت ، ثم لا يجابوا الى طلبهم .

الأمنية الثالثة :

و هذه الأمنية يطلبونها من خزنة النار ، بعد ان يئسوا من مالك خازن النار

يقول الله تعالى (وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّار لِخَزَنَةِ جَهَنَّم اُدْعُوَا رَبّكُمْ يُخَفِّف عَنَّا يَوْمًا مِنْ الْعَذَاب ).

يطلبون من خزنة جهنم أن يخفف الله عنهم يوماً و احداً من العذاب ، فقط يخفف ، لا يرفع العذاب ، لكن يجعله خفيفاً يوماً و احداً من بين مئات الآلاف و ملايين السنين من الخلود في النار، فبماذا يجيبهم الملائكة ؟

يقول الله تعالى : (أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات ، قالوا بلى ، قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال ) .

أي أن دعائكم لا قيمة له و لن يستجاب له ، فقد كان المطلوب منكم في الدنيا أهون من كل ذلك العذاب ، و هو الإيمان بالله و حده و الكفر بما يعبد من دونه ، لكنكم أبيتم إلا المخالفة و العناد ، و لم تتبعوا الرسول والكتاب الذي أنزل عليه ، فأنتم مستحقون للخلود و العذاب في النار .

 

تعرف على الامنيات الاربعة لاهل النار .
تعرف على الامنيات الاربعة لاهل النار .

الأمنية الرابعة :

بعد أن يأس أهل النار من أجابة امنياتهم التي طلبوها من الله سبحانه و تعالى ، ثم من مالك خازن النار ، ثم من خزنة جهنم ، يطلبوا الامنية الرابعة من أهل الجنة

يقول الله تعالى في كتابه الكريم :  (وَنَادَىٰ أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ ، أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ ).

يطلبون من أهل الجنة الذين يطلون عليهم أن يرسلوا لهم بعضاً مما يرونه من خيرات الجنة أو يرسلوا اليهم بعض الماء يروون به عطشهم الأبدي و يطفئون به لهيب أجوافهم السرمدي ، فبماذا يجيبهم أهل الجنة ؟

يقول الله تعالى : ( قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ ، الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا ، وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ،فَالْيَوْمَ نَنسَاهُم ، كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَٰذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ) .

لا عذر لأهل النار في معصيتهم لله سبحانه و تعالى ، و تجبرهم في الأرض ، و أذيتهم لاهل الإيمان و الدين ، و السخرية منهم ، فلا يجاب لهم طلب ، و لا يسمع منهم كلام .

عندها يعلم اهل النار أن لا نجاة و لا خروج من النار الى أبد الآبدين ، فانما هو الشهيق و الزفير في النار لملايين و مليارات المليارات من السنين .

ما معنى الخلود في النار ؟

يجب على المسلم أن يتمثل معنى الخلود في ذهنه ليعرف كم هي قصيرة هذه الدنيا التي نبيع الآخرة بسنوات معدودات منها .

الخلود في الجنة أو النار هو البقاء الأبدي ، ليس البقاء لألف سنة أو مليون سنة أو مليار سنة أو ألف مليار سنة ، بل البقاء الى الأبد .

و قد مثل الامام أبو حامد الغزالي عليه رحمه الله في كتابه إحياء علوم الدين ، مثل لنا و قرب الى أفهامنا معنى الخلود في الآخرة فقال بتصرف :

لو أن ما بين السماء و الأرض ملئت بحبات من الخردل أو القمح ، ثم جاء طائر كل ألف عام فأخذ حبة من هذه الحبوب ، فإنه سيأتي يوم تنفذ فيه هذه الحبوب و تنتهي ، لكن الآخرة و الخلود فيها لن ينتهي .

 

تعرف على الامنيات الاربعة لاهل النار .
تعرف على الامنيات الاربعة لاهل النار .

تمثل هذا المعنى يساعد في تصور مدى قصر و حقارة الدنيا بالنسبة للآخرة ، و على هذا ليس كل ما يعيشه الإنسان في الدنيا يحاسب عليه ، بل تحاسب على أوقات الطاعات أو المعاصي ، فالإنسان يبقى غير مكلف حتى البلوغ في الثالثة أو الرابعة عشر من العمر ، و ينام ساعات طويلة كل يوم ، و يذهب الى عمله كل يوم ، فلو حسب الإنسان أوقات العبادات و الطاعات في اليوم فلن تساوي الا النذر اليسير من باقي عمره ، لكنه يأبى الا العصيان و التفريط في العبادات و ارتكاب المعاصي من أجل سويعات يسيرة ، فاللهم اغفر لنا تفريطنا ، واجبر اللهم كسرنا ، و لا تجعلنا من أهل النار ، و اجعلنا من أهل الجنان يا رحمن يا غفار .

شاركها.