لا يمكن أن يختلف أي شخص على أن الأسرة هي الحصن الأكبر للإنسان والحضن الدافئ الذي يستمد منه الأمان والحماية وتعتبر هي المؤسسة الاجتماعية الأولى التي تقوم بمنح الطفل الإمكانية على تكوين الشخصية ولكن في حالة فقدان الأب يضيع هذا الشعور ولا يمكن أن يكون الإنسان شخصا سويا في أي حالة من الأحوال، وينتج عنه مشاعر سلبية وينعكس على النمو النفسي والاجتماعي.

فقدان الاب

العوامل المؤثرة في فقدان الأب

  • عمر الطفل عند فقدان الأب

فقدان الأب له نتائج مباشرة ولاحقة على اختلاف نواحي الفقدان لكنها تختلف باختلاف بعض المتغيرات مثل عمر الطفل في حالة فقدان الأب فتعتبر المرحلة الأكثر حساسية في حياة الطفل والتي يتم فيها بناء العلاقات الوجدانية الراسخة والتي يتأثر بها على طوال حياته في عمر الستة شهور وعامين أما الفترة ما بين الثالثة والخامسة من عمر الطفل يتفق جميع خبراء علم النفس أنها ذو تأثير شديد على الطفل ولكنها لا تتخطى الفترة الأولى وقد يصل تأثر الفرد من فقدان الأب لمرحلة المراهقة والبلوغ، بل أن المشاكل وحدتها والاضطرابات التي يتعرض لها الطفل ترتبط أساسا بالعمر الذي فقد فيه والده، ففي الطفولة يصبح فقدان الأب أمرا قاسيا وصعبا، وفي المراهقة تزداد المشاكل والاضطرابات حدة ويكون المراهق في هذه المرحلة بالأخص في أشد الحاجة للأمان والحماية ومصدر الثقة بالنفس والأساس في كل هذا هو الأب.

  • درجة فقدان الأب والمدة

تتفاوت النتائج السلبية من فقد الطفل لأبيه على حسب درجة فقدانه والفترة الزمنية التي سيعيشها الطفل حيث أن الفقدان الجزئي أو لفترة معينة يسبب شوق ولهفة وعطش للحب والأمان وقد يترك طابعا انتقاميا لدى الطفل ومن الممكن أن يتسبب في إحساس بالذنب وعوارض مختلفة للاكتئاب، لكن الفقدان الكلي بالطبع يكون أشد خطورة على الطفل ونموه النفسي والاجتماعي والخلقي وقد يتسبب في العجز التام للطفل.

  • الجنس

أكدت بعض الأبحاث والدراسات النفسية أن جنس الطفل له تأثير على حالة الشعور بالفقدان حيث أن فقدان الذكر للأب تكون أعراضها النفسية أقوى من فقدان الأنثى ويرجع ذلك لحاجة الذكر التي تختلف عن حاجة الأنثى للأب.

فقدان الاب

  • علاقة الطفل بوالده قبل فقدانه

العلاقة بين الأب والطفل تؤثر على مدى الشعور بفقدان الأب وبالطبع في حالة العلاقات المتماسكة والمترابطة يشعر الطفل بضياع وألم شديد في حالة حرمانه من والده.

النتائج المترتبة على فقدان الأب

هناك نوعين من النتائج وهما كالآتي:

نتائج قريبة المدى

وهي كالآتي:

  • التعامل العدواني مع الأب في حالة عودته مرة أخرى.
  • الإلحاح الشديد في طلب الأب أو بديل له في الحال.
  • الارتباط السطحي بأي فرد بالغ في محيط العائلة أو الأسرة للحصول على نفس المشاعر أو مشاعر متشابهة معها.

نتائج بعيدة المدى

وهي كالآتي:

  • الشعور بميول عدائية ضد المجتمع وعدم الإمكانية على تكوين علاقات اجتماعية سوية مع المحيطين.
  • التأخر في النمو اللغوي ووجود مشاكل في النطق والكلام وتواجدها بشكل دائم.
  • التأخر في النمو الجسدي والحركي.
  • التصرف بسلوكيات عدائية مثل الضرب وتدمير الأشياء بدون أسباب.
  • الشعور بالغضب ووجود بعض السلوكيات الشاذة مثل السرقة والكذب.
  • التواكل والاعتماد على الغير واللامبالاة وعدم المسئولية.
  • عدم الإمكانية على التكيف الاجتماعي مع المحيطين والرغبة في العزلة واستمرار هذه الحالة حتى بلوغ مرحلة المراهقة لعدم الشعور بالأمان والتوتر من المستقبل والحاضر.

لذا نستنتج أن دور الأب هام جدا في حياة الإنسان ولا يضاهيه شيء على الإطلاق وفقدانه له أثر كبير لا يمكن أن يتم تداركه مع الأيام بسهولة ولا يمكن أن يحل محله شخص آخر نهائيا.

شاركها.