الجلوس بين السجدتين في الصلاة من أركان الصلاة الواجبة التي لا تصح الصلاة بدونها ، و في الجلوس بين السجدتين يقول المسلم الأدعية الواردة عن النبي صلى الله عليه و سلم ، و يكون الجلوس بالاطمئنان ، بحيث يعود كل عضو إلى أصله .

دعاء الجلوس بين السجدتين

ورد عن النبي صلى الله عليه و سلم العديد من الأدعية التي تقال في الجلوس بين السجدتين ، و من هذه الأدعية :

  1. عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين: “رَبِّ اغْفِرْ لِي، رَبِّ اغْفِرْ لِي” (رواه النسائي وابن ماجه وصححه الألباني).
  2.  عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ: ” اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاجْبُرْنِي، وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي” (رواه الترمذي وصححه الألباني).
  3.  وروي هذا الحديث بألفاظ مختلفة، وفي بعضها زيادات على بعض عند أبو داود والترمذي وابن ماجه، وحاصل ما روي في هذا الدعاء سبع كلمات: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاجْبُرْنِي، وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي، وَعَافِنِي، وَارْفَعْنِي)
  4.  قال النووي في المجموع: ” فالاحتياط [يعني: لإصابة السنة] والاختيار أن يجمع بين الروايات ويأتي بجميع ألفاظها وهي سبعة “.
دعاء الجلوس بين السجدتين
دعاء الجلوس بين السجدتين

صفة الجلوس بين السجدتين

الجلوس بين السجدتين له صفة ينبغي للمسلم أن يحرص على الجلوس بها ، و هي الصفة التي وردت في كتب السنة ، و التي كان يجلس بها النبي صلى الله عليه و سلم ، فرسول الله صلى الله عليه و سلم لم يترك لنا أمراً إلا بينه لنا ، حتى دخول الحمام و ما نقوله قبل الدخول و بعد الخروج .

و الجلوس بين السجدتين الواجب فيه الاطمئنان في الجلوس حتى يعود كل عضو إلى مكانه ، فلا يجوز عدم الاطمئنان في الجلسة ، و التعجل في اعادة السجود بغير فرد الظهر تماماً ، و ذكر الدعاء الوارد بين السجدتين .

  • عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ المَسْجِدَ، فَدَخَلَ رَجُلٌ، فَصَلَّى، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَدَّ وَقَالَ: ارْجِعْ فَصَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ، فَرَجَعَ يُصَلِّي كَمَا صَلَّى، ثُمَّ جَاءَ، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ارْجِعْ فَصَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ (ثَلاَثًا)، فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ مَا أُحْسِنُ غَيْرَهُ، فَعَلِّمْنِي.
  • فَقَالَ: إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ القُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، وَافْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلاَتِكَ كُلِّهَا ) رواه البخاري  ومسلم . ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرجل بالجلوس بين السجدتين وبالاطمئنان فيه.

دعاء الجلوس بين السجدتين .

  • فالجلوس بين السجدتين و الإطمئنان في الجلسة من الأركان الواجبة في الصلاة ، التي لا تصح الصلاة بدونها.
  • فعن حُذَيْفَةَ بن اليمان رضي الله عنه  أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا لَا يُتِمُّ رُكُوعَهُ، وَلَا سُجُودَهُ، فَقَالَ لَهُ: مَا صَلَّيْتَ، وَلَوْ مِتَّ؛ مِتَّ عَلَى غَيْرِ الْفِطْرَةِ الَّتِي فَطَرَ اللَّهُ عَلَيْهَا مُحَمَّدًا – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. (وَهِيَ) أَيْ: الطُّمَأْنِينَةُ: (السُّكُونُ وَإِنْ قَلَّ) . قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: اطْمَأَنَّ الرَّجُلُ اطْمِئْنَانًا، وَطُمَأْنِينَةً، أَيْ: سَكَنَ. ( مطالب اولى النهى).
  • أما صفة الجلوس فهي الافتراش ، أي يجلس على رجله اليسرى أو يفترش الرجل اليسرى ، و ينصب الرجل اليمنى ، و هي صفة جلوس النبي صلى الله عليه و سلم.

موضع اليدين في الجلوس بين السجدتين

من السنة أن يقوم بوضع اليد اليمنى على الرجل اليمنى ، و اليد اليسرى على الرجل اليسرى ،

  • عن وائلِ بنِ حُجرٍ قال: ((قلتُ: لأنظُرَنَّ إلى صلاةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كيف يُصلِّي، فقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فاستقبَلَ القِبلةَ، فرفَعَ يديه حتَّى حاذَتَا بأُذُنيه، ثم أخَذَ شِمالَه بيمينِه، فلمَّا أراد أنْ يركَعَ رفَعَهما مِثلَ ذلك، ووضَعَ يدَيْهِ على رُكبتَيْهِ، فلمَّا رفَع رأسَه مِن الرُّكوعِ رفَعَهما مِثلَ ذلك، فلمَّا سجَد وضَع رأسَه بذلك المنزِلِ مِن يدَيْهِ، ثم جلَس، فافتَرَش رِجْلَه اليُسرى، ووضَعَ يدَه اليُسرى على فخِذِه اليُسرى، وحدَّ مِرْفَقَه الأيمنَ على فخِذِه اليُمنى، وقبَضَ ثِنْتينِ وحلَّقَ، ورأيتُه يقولُ هكذا- وأشارَ بِشْرٌ بالسَّبَّابةِ مِن اليُمنى، وحلَّقَ الإبهامَ والوُسطى-))
  • وعن جابرِ بنِ سمُرةَ رضيَ اللهُ عنه، قال: ((كنَّا إذا صلَّيْنا مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قُلْنا: السَّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ، السَّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ، وأشار بيدِه إلى الجانبينِ، فقال لهم النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: علامَ تُومِئونَ بأيديكم كأنَّها أذنابُ خيلٍ شُمْسٍ؟ اسكُنوا في الصَّلاةِ، إنَّما يكفي أحَدَكم أنْ يضَعَ يدَيْهِ على فخِذَيْه ثم يُسلِّمَ على أخيه مِن عن يمينِه ومِن عن شِمالِه))
دعاء الجلوس بين السجدتين .
دعاء الجلوس بين السجدتين .

هل يدعو بين السجدتين بغير ما ورد

  • الأصل أن يقول الأدعية التي وردت عن النبي صلى الله عليه و سلم ، لكنه ان زاد عليها ، فالظاهر الجواز في ذلك ، و إن كان الالتزام بما ورد عن النبي صلى الله عليه و سلم هو الأولى .
  • قال الشيخ ابن باز رحمه الله : ” ثم يرفع من السجدة … ، ويقول : رب اغفر لي , رب اغفر لي , رب اغفر لي , كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقوله , ويستحب أن يقول مع هذا : اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني وعافني ؛ لثبوت ذلك عنه صلى الله عليه وسلم , وإذا قال زيادة فلا بأس كأن يقول : اللهم اغفر لي ولوالدي ، اللهم أدخلني الجنة ، وأنجني من النار ، اللهم أصلح قلبي وعملي ونحو ذلك , ولكن يكثر من الدعاء بالمغفرة فيما بين السجدتين كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ” انتهى من ” مجموع فتاوى الشيخ ابن باز “
  • وقال الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي حفظه الله : ” كان يسأل عليه الصلاة والسلام بين السجدتين العافية ، فيكون هذا الموضع موضع دعاء ، وللعلماء في ذلك وجهان : قال بعضهم : هو موضع دعاء ، فيشرع أن يدعو الإنسان بما يتخير من أمور دنياه وأخراه ، وقال بعضهم : يُتقيد بالوارد ، وهذا أقوى ، ولكن إذا لم يحفظ ، كأن يكون عامياً فلا بأس أن يدعو بما تيسر له .

شاركها.