هناك أشخاص كثيرة تعاني من حالة تراجع الفك السفلي، وبالرغم من أن الأمر ليس سيئ للغاية، وأن هناك حالات نسبة التراجع بها بسيطة جداً، الا ان أغلبية الأشخاص المصابين بتراجع الفك السفلي، يشعرون بحالة من عدم الارتياح، سواء بسبب التعليقات السلبية التي يتعرضون لها من قبل الأشخاص المحيطة بهم من أهل واقارب وأصدقاء، أو بسبب شعورهم الداخلي بوجود خلل واختلاف في مظهر وجههم وبالأخص منطقة الشفاه والفم، ويبدأون في البحث عن حل لهذه المشكلة، ولكن الكثيرون لا يستطيعون التفرقه بين مشكلة تراجع الفك السفلي وبروز الأسنان في الفك العلوي، فما هو تراجع الفك السفلي، وكيفية العلاج، والفرق بين تراجع الفك السفلي وبروز الأسنان في الفك العلوي؟ تابع معانا …

تراجع الفك السفلي
تراجع الفك السفلي

أولاً: ماهو تراجع الفك السفلي

تراجع الفك السفلي حالة مرضية يصاب بها الشخص منذ ولادته، ويمكن أكتشافها عند ظهور الاسنان اللبنية، فاذا ظهر حالة تراجع الفك السفلي بشكل واضح، وشخص الطبيب أن الأمر ليس له علاقة بأسنان الفك العلوي، وأن بروزها أكثر من اللازم هو الذي يسبب هذا التراجع، يمكن حل المشكلة بعد تشخصيها بشكل صحيح، وقبل قيام الطفل بتبديل أسنانه وظهور الأسنان الدائمة، ولكن في حالة عدم أكتشاف الأمر في وقت مبكر، يمكن أيضاً التعامل مع الأمر واجراء عمليات تجميلية.

ثانياُ: الصفات النشكيلية لتراجع الفك السفلي

هناك بعض الصفات التي اذا ظهرت على الشخص، تتأكد من أصابته بحالة تراجع الفك السفلي، وتتمكن بعدها من التوجه للطبيب واكتشاف الأمر مبكراً، وبالتالي علاحة بشكل أفضل وأسرع، وهذه الصفات هي..

” تجد أن ذقن الطفل انحرفت إلى الداخل عن الشكل المعتاد بشكل واضح، مع تقدم وبروز اسنان الفك العلوي للأمام من بين الشفاه، بروز الشفة السفلية بشكل ملحوظ جداً، اذا تم متابعة حالة التنفس سوف تجد أن الشخص المصاب يتنفس بشكل دائم خلال فترة النوم عن طريق الفم وليس الأنف” .

ثالثاً: طرق علاج تراجع الفك السفلي

الأمر كما ذكرنا ليس خطير، ولا يترتب عليه خطورة على صحة الأنسان، ولكن اذا أراد المريض علاج الحالة، فإليه أكثر من وسيلة، يتم تحديد الأنسب تبعاً لدرجة تراجع الفك، فهي في الغالب تختلف من شخص لأخر، ولكن أفضل الطرق العلاجية التالي..

تقنية العلاج بالأجهزة التقويمية

تعتبر الأجهزة التقويمية للأنسان، من أكثر تقنيات العلاج انتشاراً في مثل هذه الحالات، ولكن الأمر يتوقف على قدرة المريض نفسه على فك هذه الأجهزة وتركيبها، وأيضاً تقبل فكرة وجودها في الفم، تعتبر أكثر نفعاً لصغار السن وتجدي نتائج أسرع وأفضل، أما عن فكرة هذه الأجهزة فهي تساعد على تنشيط بعض المناطق في الفك السفلي المنحرف، ومن هنا تبدأ هذه المناطق في النمو والبروز بشكل أسرع عن الفك العلوي، ويحدث توازن بين الفكين، ويعود الفم لشكله الطبيعي.

التقويم لعلاج تراجع الفك السفلي
التقويم لعلاج تراجع الفك السفلي

تقنية العلاج بالأجهزة الفموية الخارجية

هذه التقنية تستخدم في حالات العلاج المبكر، بمعنى أن يكون الطفل أٌقل من 12 عام، لن يتعدى مرحلة البلوغ من عمره، ولكن يجب أن يكون الطفل واعي بالقدر الكافي الذي يجعله يتقبل ويفهم هذه التقنية، حيث أنها تعمل عن طريق أحزمة يتم أرتدائها في منطقة الرأس، ويكون بها جزء يوضع عند الفك العلوي، تحديداً عند منطقة قوس الأسنان العلوية، ويبدأ الطبيب في معالجة الأمر عن طريق عملية الشد المتكررة.

تقنية العلاج بالأجهزة الثابتة

اذا لم يتم أكتشاف الأمر مبكراً، وأصبح الشخص المصاب بحالة تراجع أو انحراف الفك السفلي قد تعدى عمره مرحلة البلوغ، هذه التقنية العلاجية تعتبر الانسب له، بحيث يتم تركيب الجهاز التقويمي الثابت على الأسنان بواسطة الطبيب المختص، ولا يتم خلعه بدون الرجوع إلى الطبيب، وفي الوقت الذي تم تحديده من قبل الطبيب، ولكن يجب التعامل معه بحرص شديد وتنظيفه بشكل يومي على الأقل مره في اليوم، لمنع تراكم بقايا الطعام بداخله أو أسفله بينه وبين الأسنان، ولكي يتم المحافظة عليه وعدم كسره.

رابعاً: طرق الوقاية من الأصابة بتراجع الفك السفلي

هناك أِشياء اذا تم ملاحظتها مبكراً، وعلاجها بالأساليب الصحيحة من الممكن أن يتم تجنب الأصابة تماماً بمرض تراجع الفك السفلي، ومنها التالي …

  • اذا لاحظتي ان طفلك يعاني بشكل مستمر من صعوبة في التنفس ويلجأ للتنفس الفموي اثناء فترة الليل، يجب استشارة الطبيب ربما تكون اشارة مبكرة للأصابة بتراجع الفك السفلي.
  • اذا كان الطفل يعاني من اللحمية في الأنف أو يصاب دائماً بالتهاب الحلق وصعوبة البلع نتيجة لألتهاب اللوزات، يجب ان نستشير الطبيب ونتأكد أن الأمر ليس له علاقة بتراجع الفك السفلي.
  • احياناً يكون سبب الأصابة الوراثة، لذلك اذا كان في العائلة تاريخ مع هذا المرض، يجب الكشف المبكر على الطفل للتأكد من سلامته.
  • منع الطفل من ممارسة العادات الخاطئة كمص الأصابع وعض الشفه.
  • تنظيف اسنان الطفل بشكل مستمر، والمحافظة عليها من التسوس، ومنع تناول الأطعمة التي تسبب التسوس بسبب التصاقها في الأسنان.
  • في المرحلة الأولى من نمو الطفل تبدأ الأسنان اللبنية في الظهور، وخلال هذه المرحلة يفضل أن يتناول الطفل بعض الأطعمة الصلبة، حتى يحاول مضغها وتكسرها وتقوى عضلات الفكين من خلال المضغ وتنمو.
  • محاولة تعويد الطفل على تفريش الأسنان بشكل دائم خاصة عند الأستيقاظ، وقبل الخلود إلى النوم.

خامساً: علاج تراجع الفك السفلي عن طريق العمليات الجراحية

في حالات من تراجع الفك السفلي تحتاج إلى العلاج من خلال اجراء العمليات الجراحية التجميلية، خاصة اذا كان الامر يتسبب في تشوه للمصاب، هذه العمليات يكون الهدف منها تجميل العيوب التي يصاب بها الفك السفلي والتشوهات الهيكلية، ويكون في الغالب أسباب هذا التراجع في هذه الحالات حدوث اختلاف في النمو بين الفك العلوي مما يؤدي إلى بروزه وتراجع الفك السفلي.

تتم عملية إنحراف الفك السفلي بشكل عبقري ودقيق جداً، حيث يحاول الأطباء بقدر الأمكان تكبير حجم الفك واعادته إلى طبيعته أو تقليص حجم الفك العلوي ، تبعاً لما تحتاجه الحالة المرضيه، وبعد جراحة التصحيح يصبح الشخص طبيعي جداً.

تجميل الفك السفلي
تجميل الفك السفلي

سادساً: الحالات المرضية التي تحتاج إلى تدخل جراحي واجراء عمليات التجميل

هناك حالات يجب ان يتم التدخل الجراحي التجميلي بها ومنها،” اذا كان الشخص يعاني من تشوهات شديدة في الفك السفلي وكسور به،  اذا كان تراجع الفك السفلي يتسبب للمصاب في عدم غلق الفم فيكون الأمر مزعج جداً، اذا كان المصاب لا يستطيع أغلاق الشفتين بعضهما على البعض، اذا كان الشخص قد تعرض إلى حادث أليم جعله يصاب بكسور وجروح عميقة في الفكين ادت إلى تراجع احداهما وبروز الأخرى، اذا كان الفك السفلي متضخم الحجم ويعطي للوجه شكل سيئ ينفر منه الاخرين” .

سابعاً: مضاعفات عملية جراحة الفك  السفلي

في كثير من الحالات تنجح العملية وتمر بسلام، ولكن هناك حالات يحدث لها مضاعفات بعد عملية جراحة الفك السفلي، مثل” أصابة المريض بتلوث وعدوى وذلك بسبب سوء اختيار الطقم التمريضي والطبيب وعدم العناية منهم بالتعقيم والنظافة، ولتجنب ذلك يفضل اختيار الطبيب بعناية والمستشفى وغرفة العمليات التي سوف يتم بها الجراحة، خاصة لأن العملية تتم في مكان خطير جداً به أوردة متصلة بالمخ مباشرة، يجب ايضاً اختيار طبيب التخدير بعناية حتى لا يحدث اي مضاعفات نتيجة لتخدير الكلي الخاطئ”.

شاركها.