المراهق العنيد

هل تعاني من ابنك المراهق العنيد وتواجه الكثير من التحديات للتغلب على عناده؟ هل تشعر بالقلق من سلوك ابنك المراهق ولا تعرف كيف تتصرف معه؟

مهما كانت شدة العناد التي تعاني منها في سلوكيات ابنك المراهق، فيجب عليك محاولة السيطرة عليه ومعرفة أفضل طريقة للتعامل معه حتى تتمكن من السيطرة على تصرفاته.

مشكلة المراهق العنيد

المراهقة هي المرحلة الانتقالية في حياة كل انسان، حيث ينتقل من الطفولة إلى النضج والبلوغ. وبالتالي فهي محفوفة بالكثير من المخاطر، لأن الطفل يواجه الكثير من التغيرات النفسية في جميع مراحلها بسبب ما يعاني منه من تغيرات هرمونية وجسدية. فعادة ما يكون المراهقون متناقضون وعنيدون للغاية. فهم يسعون جاهدين لتحقيق الفردية ولكنهم وإثبات ذاتهم. ويتصرفون كما لو كانوا يعرفون كل شيء ولكنهم يفتقرون إلى الكثير من الخبرة.

فعادة ما تتزايد سلوكيات العند في فترة المراهقة حتى وإن كان يعلم المراهق بأنه مخطأ، ولكنها تعد محاولته الوحيدة في بعض المواقف للفت الانتباه إليه أو لإثبات ذاته.

الشاب المراهق العنيد

عادة ما تختلف درجة العند وشدته من مراهق لآخر، كما تختلف الطريقة في العند عند المراهقين من سن إلى آخر، حيث تبدأ المراهقة من 11 وحتى 21 سنة عند الإناث، ومن 12 وحتى 21 عند الذكور. وبالتأكيد يختلف عند المراهقين أيضا باختلاف الجنس.

فالشاب المراهق العنيد يعرف بشدة عناده على كل شيء، فمن المؤكد أنه نمت معه صفة العند منذ بداية مرحلة المراهقة وهو صبي في سن الثانية عشر. وربما هناك بعض العوامل التي أدت إلى هذا العناد الزائد، بما في ذلك الآتي:

  • عدم سيطرة الأهل على عناده من البداية.
  • تقليل الأهل أو الأصدقاء من قدراته.
  • كثرة انتقاده سواء في المنزل أو المدرسة وما إلى ذلك.
  • فقدان ثقته بنفسه.
  • فقدان الثقة لمن حوله.

وبالتالي، إذا تعرض المراهق إلى أحد هذه العوامل فمن المتوقع عنه تفاقم العناد كمحاولة لإثبات نفسه سواء في البيت أو المجتمع.

المراهقة العنيدة

يختلف الأمر إلى حد ما بالنسبة للإناث، فهن أقل عندا من الذكور، على الرغم من محاولاتهن الدائمة في تجربة الأشياء الجديدة التي يرفضها الأهل خوفا عليهن، أو طريقة تعامل الأهل الخاطئة مع البنات في مرحلة المراهقة في مجتمعاتنا العربية وعدم محاولة فهم مشاعرها والتحدث إليها بما يتناسب مع عقلها. مما يدفعها ذلك في بعض الأحيان إلى التوجه إلى العناد كمحاولة منها للصراخ والتعبير عن نفسها وعن رأيها الذي لا يسمعه غيرها.

صفات المراهق العنيد

صفات المراهق العنيد

هناك بعض الصفات التي تشير إلى العند في المراهقة والتي تشمل أهمها:

  • العصبية عند التشاور في أي أمر.
  • محاولة فرض رأيه حتى وإن كان خاطئا.
  • إصراره على فعل بعض الأشياء التي يرفضها الأهل.
  • صوته العالي.
  • كثرة الجدال.
  • التمرد الدائم في كل شيء.
  • كثرة انتقاده لتصرفات أفراد الأسرة.

تربية المراهق العنيد

التربية عادة تحتاج إلى الصبر والتقويم بشكل صحيح. فمن أهم أساسيات التربية أن تجعل ابنك المراهق يرى انك تحترم شخصيته وتستمع إلى آراءه بكل صدر رحب، دون الصراخ في وجهة إذا كانت آراءه مختلفة عن معتقداتك. وبدلا من ذلك اشرح له وجه نظرك بكل هدوء حتى يتقبلها ويقتنع به. كما يجب أن تعلم ابنك أنه لا توجد طريقة واحدة فقط للتعامل مع الأشياء. كما يجب أن تربي ابنك المراهق على أسلوب التشاور الراقي، وآداب الحديث.

ومن أهم أسس التربية الناجحة هو أن تكون خير قدوة لأبنائك، فلا تنتقد صفة العند وأنت تفعل ذلك طوال الوقت. فماذا تنتظر من الطفل الذي ينشأ بين أبوين عنيدين طوال الوقت!. لذلك، احترس لتصرفاتك جيدا.

 

التعامل مع المراهق العنيد

التعامل مع المراهق العنيد

هناك بعض النصائح الفعالة التي قد تساعدك على التعامل مع المراهق العنيد وتقويم سلوكه بشكل صحيح، والتي قد تشمل:

حاول فهم ابنك المراهق

حاول فهم الجوانب الأكثر أهمية في حياة المراهق، مثل ما يحرجه، وماذا يفعل عندما يكون حزينًا، ومن الذي يلجأ إليه لمشاركة مخاوفه، أو ما يخيفه أو ما يخشاه، وما إلى ذلك. مما يسمح لك فهم شخصيته والتعامل معه بشكل صحيح في المواقف التي يحتاجك بها. وهذا الأمر يجعله لا يفقد الثقة بك أبدا، ويحاول مشاركتك في معظم أموره.

كن صديقا لابنك بدلا من قائدا يختلف معه في كل شيء

إذا كنت تنغمس في الخلافات مع ابنك المراهق، فإن ذلك سيؤدي إلى خلق جوا من العداء. كما أنه سيجعل ابنك المراهق يتصرف بعناد تجاهك. لذلك حاول فهم الموضوعات الأكثر أهمية والتي تحتاج إلى تناولها مع ابنك المراهق، حتى لو كنت تعرف أنها ستكون خلافًا.

ويجب التأكد من عدم إظهار استيائك من أي شيء وكل ما يفعله المراهق، فكن له صديقا يرتاح في الحديث إليه. اختر موضوعاتك حسب الضرورة والأهمية. على سبيل المثال، لا تنصح بنك المراهق لجميع خيارات الملابس. ولكن، اجعل صوتك مسموعًا فقط إذا شعرت أن هذه الملابس غير مناسبة.

تجنب انتقاد مراهقك باستمرار

يولد كثرة الانتقاد لأي شخص في أي مرحلة عمرية العديد من المشاكل النفسية الوخيمة، مثل فقدان الثقة بالنفس. وقد يؤدي ذلك إلى نوعين من رد الفعل المتناقضين، إما أن تخلق مراهقا انطوائيا يفضل العزلة ولا يميل إلى الاختلاط وضعيف الشخصية لا يثق بنفسه أو قدراته. أو تكون شخصية أكثر تمردا وعنادا بسبب رفضها لما تواجه، وكمحاولة لإثبات الذات حتى وإن كان بطريقة خاطئة. وفي جميع الأحوال، كثرة الانتقاد يترتب عليه شخصية غير سوية.

وبدلا من ذلك، حاول دعم طفلك خلال هذه المرحلة الصعبة التي يعاني منها، وقم بتشجيعه الدائم، ولفت نظره إلى أخطائه أو سلوكياته الخاطئة بأسلوب حسن يتقبله الطفل.

استمع إلى طفلك المراهق وتشاور معه

من أهم الأمور التي تخلق شخصية سوية وناجحة في المستقبل، هو اهتمامك بطفلك عن طريق الاستماع إليه وإلى آراءه في بعض الأمور. كما قد يسهم التشاور مع ابنك في بعض جوانب الحياة أو الأمور الهامة أمر يعزز الثقة بنفسه ويجعله يشعر بأنك تراه جيدا وتهتم لوجوده، وبالتالي تستطيع التغلب على العديد من السلوكيات الغير سوية مثل العند.

 

لا تتنازل عن مبادئك وقراراتك

واحدة من أكثر الخصائص شيوعًا للمراهقين هي أنهم يحبون الضغط على الأزرار وجعلك تتفاعل بشكل سلبي. وفي الحقيقة أنهم يقومون بذلك بالعديد من الطرق التي لا حصر لها، مثل محاولة استفزازك عن طريق الإلحاح في الطلب. خلال هذه اللحظات، كلما أصبحت أكثر رد فعلًا وانزعاجًا، كلما اعتقد المراهق أنه يتمتع بسلطة عليك.

فعندما تشعر بالغضب أو التحدي من قبل ابنك المراهق، قبل أن تقول أو تفعل شيئًا من شأنه أن يزيد الموقف سوءًا، خذ نفسًا عميقًا وعد ببطء إلى عشرة. في كثير من الحالات، بحلول الوقت الذي تصل فيه إلى العاشرة، تكون حصلت على استجابة أفضل لهذه المشكلة، بحيث يمكنك تقليل المشكلة بدلاً من تفاقمها. وتذكر دائما أنه كلما كان رد فعلك أقل استفزازًا ، كلما كان بإمكانك استخدام حكمك الأفضل للتعامل مع الموقف.

 

زر الذهاب إلى الأعلى