العيد هو يوم فرح و سرور للمسلمين ، يظهرون فيه البهجة و السرور ، و يوسعون فيه على أهليهم و أبنائهم ، و يتزاورون فيه ، فيصلو ا أرحامهم و أقاربهم ، و للمسلمين عيدين ، هما عيد الفطر و عيد الأضحى ، و عيد الفطر يكون بعد صيام رمضان ، و يسمى بالعيد الأصغر ، و عيد الأضحى يكون في شهر ذي الحجة ، و فيه يكون الحج و الوقوف بعرفة .

و تكبيرات العيدين و احدة لا تختلف من عيد الى آخر .

تكبيرات العيد

وردت تكبيرات العيد باكثر من صيغة ، و كلها صيغ مقبولة بإذن الله تعالى ، و نعرض لبعض صيغ تكبيرات العيد التي ثبتت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه .

 1 – التكبير بصيغة : ” الله أكبر ، الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد ” فثابت عن ابن مسعود رضي الله عنه وغيره من السلف ، سواء بتثليث التكبير الأول أو تثنيته .

2 – التكبير بصيغة ” اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا … إلخ ”

قال فيها الامام الشافعي  في كتاب الأم  : (وَإِنْ زَادَ فقال : اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا اللَّهُ أَكْبَرُ وَلَا نَعْبُدُ إلَّا اللَّهَ مُخْلِصِينَ له الدَّيْنَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ صَدَقَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَاَللَّهُ أَكْبَرُ : فَحَسَنٌ ) .

تكبيرات العيد .
تكبيرات العيد .

قال الامام أبو إسحاق الشيرازي ” لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك علي الصفا ” .

3 – قال ابن حبيب : ” وأحب إليّ من التكبير : الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله والله أكبر ، ولله الحمد على ما هدانا ، اللهم اجعلنا لك من الشاكرين . وكان أصبغ يزيد : الله أكبر كبيراً ، والحمد لله كثيراً ، وسبحان الله بكرة وأصيلاً ، ولا حول ولا قوة إلا بالله . قال : وما زدتَ ، أو نقصتَ ، أو قلتَ غيره فلا حرج .

4 – من صيغ التكبير في العيدين الثابتة عن السلف :  الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد ، الله أكبر وأجل ، الله أكبر على ما هدانا  .

أداب و أحكام العيد

1 – يحرم صوم يوم العيد ، و في عيد الأضحى يحرم صوم عيد الأضحى و أيام التشريق الثلاثة بعده ، فهي أيام اكل و شرب و توسعة على النفس و العيال .

2 – استحباب الغسل قبل الخروج الى صلاة العيد ، و الغسل مستحب عند الاجتماع و كثرة الناس كما في صلاة الجمعة .

3 – الاكل قبل الخروج الى صلاة العيد و ذلك في عيد الفطر ، و الأكل بعد الصلاة و ذلك في عيد الأضحى ، لما رواه البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ .. وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا . البخاري .

وأما في عيد الأضحى فإن المستحب ألا يأكل حتى يرجع من الصلاة فيأكل من أضحيته إن كان له أضحية ، فإن لم يكن له من أضحية فلا حرج أن يأكل قبل الصلاة .

التكبير في العيدين ، و هو كان شأن السلف رضوان الله عليهم ، كان ابن شهاب الزهري رحمه الله يقول : ( كان الناس يكبرون منذ يخرجون من بيوتهم حتى يدخل الإمام ) .

ووقت التكبير في عيد الفطر يبتدئ من ليلة العيد إلى أن يدخل الإمام لصلاة العيد .

وأما في الأضحى فالتكبير يبدأ من أول يوم من ذي الحجة إلى غروب شمس آخر أيام التشريق.

4 – التهنئة بقدوم العيد ، فاذا قابل المسلم أخاه المسلم هنأه بقدوم العيد كان يقول تقبل الله منا و منكم او عيد مبارك ، كما كان يفعل السلف رضوان الله عليهم و أرضاهم ، عن جبير بن نفير ، قال : كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض ، تُقُبِّل منا ومنك . قال ابن حجر : إسناده حسن .

تكبيرات العيد .
تكبيرات العيد .

5 – لبس أحسن الثياب و التجمل قبل الذهاب الى صلاة العيد ، فهذا من سنته صلى الله عليه و سلم ، عن عبد الله بن عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ أَخَذَ عُمَرُ جُبَّةً مِنْ إِسْتَبْرَقٍ تُبَاعُ فِي السُّوقِ فَأَخَذَهَا فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْتَعْ هَذِهِ تَجَمَّلْ بِهَا لِلْعِيدِ وَالْوُفُودِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لا خَلاقَ لَهُ .. رواه البخاري ، فرسول الله صلى الله عليه و سلم أقره على التجمل للعيد و الوفود ، لكنه انكر شراء الجبة لانها من الحرير .

أما النساء فيبتعدن عن الزينة إذا خرجن لأنهن منهيات عن إظهار الزينة للرجال الأجانب وكذلك يحرم على من أرادت الخروج أن تمس الطيب أو تتعرض للرجال بالفتنة فإنها ما خرجت إلا لعبادة وطاعة .

6 – الذهاب الى صلاة العيد من طريق و العودة من طريق آخر ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ . رواه البخاري.

7 – سماع خطبة العيد بعد الصلاة .

8 – زيارة الأهل و الأقارب ، و صلة الرحم في ذلك اليوم ، و التوسعة على الزوجة و الأولاد و ادخال السرور و الفرح عليهم .

و من المحذورات و البدع في ذلك اليوم ما يقوم به الكثير من زيارة المقابر في يوم العيد ، و الذي يعتبرونه من البر بموتاهم و صلة رحم لهم ، و هذا من المبدع التي لا يجوز للمسلم أن يقوم بها ، فيوم العيد يوم فرح و سرور و ليس يوم لزيارة المقابر و تذكر الاحزان .

9 – و من الامور المستقبحة و المعاصي الظاهرة في يوم العيد خروج النساء بزينتهن ، وبالملابس الضيقة و الفاضحة ، و يقولون ان اليوم عيد و يريدون أن يفرحوا ، و هل تكون الفرحة بمعصية الله تعالي ، فالعيد يوم شكر على الطاعة لا يوم ارتكاب المعاصي و الذنوب .

تكبيرات العيد .
تكبيرات العيد .

شاركها.