الرغبة بالبكاء

أحيانا ما تراودنا الرغبة بالبكاء بشكل مفاجيء، ودون سبب واضح من وجهة نظرنا، ولكن لماذا نشعر بالحزن والرغبة المفاجئة بالبكاء؟ وهل حقا لا يوجد سبب لهذا؟

الرغبة في البكاء بدون سبب

في الواقع، لا يوجد شيء بدون سبب أو تفسير، ولكننا قد نتجاهل بعض الأمور الواضحة أمامنا والتي تدفعنا للرغبة في البكاء، كما توجد بعض الأسباب الغير واضحة التي ربما لا نأخذها في الاعتبار. فالبكاء هو رد فعل طبيعي وانعكاس لما هو بداخلك من مشاعر، سواء بكاء الحزن أو بكاء الفرح. فقد يكون البكاء بدون سبب نتيجة طبيعية لعدة أمور، مثل التقلبات المزاجية المفاجئة، أو التغيرات الهرمونية، كما أن هناك بعض الناس مرهفة الحس الذين يبكون في أقل المواقف التي لا تستدعي مثل هذا رد الفعل.

اسباب الرغبة بالبكاء بدون سبب

اسباب الرغبة بالبكاء

تتمثل الأسباب الواضحة في الرغبة المفاجئة بالبكاء في الآتي:

  • الاكتئاب

قد تكون الرغبة المفاجئة بالبكاء هي أحد علامات الاكتئاب، وخاصة إذا كان البكاء مرتبطا بعدة أعراض أخرى مثل الشعور الدائم بالحزة، والعزلة، وعدم الرغبة في الحياة. كما يعد التفكير في الانتحار أيضا هو أحد أعراض الاكتئاب الخطيرة.

ونظرا لأنه عادة ما ندخل في مرحلة ما من مراحل الاكتئاب في فترة ما من حياتنا، بسبب فقدان شخص عزيز، أو الإحباط الشديد، أو الفشل وفقدان الأمل في تحقيق الأهداف وما إلى ذلك، يجب الانتباه جيدا لأعراض الاكتئاب وللاضطرابات المفاجئة في مشاعرنا، وسرعة السيطرة عليها حتى لا ندخل في مرحلة عميقة وخطيرة من مراحل الاكتئاب.

  • الاضطرابات الهرمونية

الاضطرابات الهرمونية واحدة من أهم الأسباب التي قد تؤدي إلى الرغبة بالبكاء بشكل مفاجئ وبدون سبب. فقد تؤدي الاضطرابات الهرمونية عند النساء أثناء الدورة الشهرية أو أثناء الحمل أو حتى الاضطرابات المرتبطة بسن اليأس (انقطاع الطمث)، إلى تذبذب مستوى هرمون الاستروجين، والذي يترتب عليه أيضا تذبذب هرمون السعادة، مما ينتج عنه الرغبة بالبكاء والتقلبات المزاجية الحادة. كما قد يؤثر أيضا اضطراب مستوى هرمون التستوستيرون على الحالة المزاجية للرجال، وقد يؤدي إلى نفس المشاعر أيضا.

  • التوتر

كثيرا ما نواجه توترنا أو تسبب لنا الضيق والإحراج، قد لا يستطيع البعض تحمل هذه المواقف وتجدهم يدخلون في نوبات بكاء دون سبب لعدم قدرتهم على التصرف أو الرد أو الإحرج وما إلى ذلك.

  • الإرهاق الشديد

أحيانا نجد أنفسنا مرهقين جدا في عملنا وأمور حياتنا، مما يدفعنا ذلك إلى الانفجار في البكاء لعدم قدرتنا على المواصلة. وفي الحقيقة نحن بحاجة في هذه الحالة إلى قسط كاف من الراحة والاسترخاء وأخذ إجازة حتى لو ليوم واحد فقط لاستعادة نشاطنا وحيويتنا مرة أخرى.

  • اكتئاب ما بعد الولادة

اكتئاب ما بعد الولادة هو أحد أنواع الاكتئاب المرتبط بالنساء بعد ولادة أطفالهن، حيث تعاني معظم النساء خلال هذه الفترة من تقلبات مزاجية حادة تتسبب في الرغبة الدائمة والغير مبررة في البكاء. وفسر هذه الحالة بعض العلماء على أن الجسم فقد جزءا من أجزاءه استمر معه 9 أشهر متواصلة، يهتم به ويشعر بنبضه، ويمده بالغذاء والحياة، وأشاروا إلى أن الأم والطفل كانوا كيانان في كيان واحد، فمن الطبيعي انفصالهم يؤدي إلى هذه المشاعر.

وللتغلب على هذه الحالة يجب على الأم ضم طفلها الصغير كثير، حتى تشعر بالاطمئنان ويشعر باقي أجزائها بالكيان الصغير الذي انفصل عنها فيهدأ.

  • دخول شيء في العين

قد يؤدي دخول أي شيء في العين مثل الغبار أو حشرة وما إلى ذلك، إلى سيلان الدموع لتطهير العين من الملوثات التي دخلت بها، وهذا رد فعل طبيعي ولا يستدعي القلق أبدا. كما قد تؤدي أيضا بعض الروائح إلى سيلان دموع العين مثل رائحة الدخان أو رائحة البصل.

  • الألم الشديد

قد لا يستطيع البعض تحمل الألم، ولا يستطيعون أيضا التعبير عما يشعرون به، فينفجرون في البكاء من شدة آلامهم دون أن يعرف أحد ما يمرون به.

  • عدم الحصول على النوم الكافي

عدم الحصول على النوم الكافي شيء في غاية الخطورة، حيث يؤثر على جميع وظائف الجسم ويؤدي إلى الشيخوخة المبكرة. كما قد يسبب أيضا تقلبات مزاجية حادة مما يؤدي إلى الرغبة غير المبررة في البكاء.

هل الرغبة بالبكاء من علامات الحمل

تمر النساء خلال فترات الحمل بالعديد من التغيرات الجسدية والهرمونية المفاجئة، والتي بدورها قد تؤدي إلى اضطرابات وتقلبات مزاجية شديدة، فتشعر الكثير من النساء أثناء الحمل بالرغبة في البكاء أو الحزن بدون سبب، وقد تدخل الكثير من النساء في حالة اكتئاب أثناء حملهن.

الرغبة بالبكاء عند قراءة القرآن

من أفضل علامات الإيمان هو البكاء عند قراءة القرآن الكريم، فهذا دليل على الخشوع ورقة القلب عند تلاوة كلام المولى عزل وجل. فقال تعالى “لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ”.

الرغبة بالبكاء فجأة في علم النفس

الرغبة بالبكاء فجأة

لقد أشار علماء النفس إلى أن البكاء هو أحد التعبيرات الواضحة والصريحة عن الحزن. وأوضح علماء النفس بأن الإنسان بطبيعته متقلب المزاج من وقت لآخر ولكن في ضمن المعقول، ويرجع هذا التقلب في علم النفس إلى مرونة النفسية التي تسمح للشخص بالخروج من حالة الحزن إلى حالة الفرح والسعادة أو العكس.

وعادة ما تختلف سرعة البكاء من شخص إلى آخر. فيعتبر الأطفال هم أكثر ميلا للبكاء عن غيرهم من مختلف الفئات العمرية نظرا للفطرة والطبيعة الحساسة لهم، كما يأخذ بعض الأطفال أسلوب ونهجا لتلبية مطالبه.

كما يأتي كبار السن أو المسنون في المرتبة التالية بعد الأطفال ميلا للبكاء، وربما يرجع هذا إلى شعورهم بالحاجة المستمرة إلى الحنان والاحتواء من غيرهم، وذلك لأنهم يواجهوا في السن الكبير الكثير من الاضطرابات النفسية الداخلية التي لا يشعر بها سواهم، وذلك بسبب فقدانهم للكثير من الأشخاص في مثل أعمارهم أو أصغر منهم من الأهل والأقارب والأصدقاء، أو انتظارهم الموت وإدراكهم لأن موعدهم اقترب وأنهم لن يعيشوا أبدا بقدر ما فات من عمرهم، أو بعض المعتقدات الخاطئة أنهم غير مرغوب بهم بالحياة وأنهم أصبحوا عبئا على غيرهم وأن من حولهم يتمنى لهم الموت.

أما بالنسبة للرجال والنساء من مختلف الأعمار، فعادة ما تكون النساء أكثر ميلا للبكاء بسبب طبيعتها الحساسة والتقلبات الهرمونية التي تمر بها كل شهر.

كيفية السيطرة على الرغبة بالبكاء

هناك بعض الخطوات التي يمكنك اتباعها إذا كنت تشعر بالرغبة في البكاء كثيرا، والتي من ضمنها الآتي:

  • الحصول على النوم الكافي، للحفاظ على صحتم البدنية والنفسية والتخلص من هذه المشاعر السلبية.
  • التفكير في شيء جميل وأكثر حماسا إذا كنت ترغب بالبكاء.
  • ممارسة الرياضة تساعد على تحسين الحالة المزاجية بشكل كبير.
  • اليوغا وممارسات التأمل من أفضل الطرق التي تحسن المزاج وتقضى على الشعور بالحاجة إلى البكاء.
  • الانغماس في هواية أو نشاط ما لن يترك لك الفرصة للرغبة في البكاء.
  • التخلص من التوتر والضغوط النفسية وعدم التفكير في المشاكل.
  • اختر يوما في الأسبوع لتناول الطعام مع أصدقائك، أو لتحضر فيلم في السينما وما إلى ذلك، لكسر الروتين وعدم الشعور بالملل.

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى