نصائح للتعامل مع الشخص المقبل على الانتحار

تؤكد الاحصائيات الجنائية على مستوى أغلب دول العالم أن ظاهرة الانتحار تأخذ منحى خطر للغاية وتتزايد بشكل مخيف، حيث أن بزيادة مستوى تعقيدات الحياة وحدة الصراعات الإنسانية والاجتماعية تتزايد نسب الانتحار، والانتحار هو الموت القصدي حيث يقدم المُنتحر على هذا الفعل المتعمد الذي يعرف جيدا بأنه سوف يودي بحياته وينهيها، وسوف نوضح نصائح للتعامل مع الشخص المقبل على الانتحار ونشير إلى معنى ومفهوم الانتحار وما هي أسبابه وعوامله وكيفية الوقاية منه قدر الإمكان، ولا يجب أن نغفل بأن الانتحار يعتبر ظاهرة تهدد حياة الإنسان، وينتج من دوافع عدوانية من الفرد تجاه ذاته، وترى بعض النظريات النفسية المفسرة لهذه الظاهرة أنها حالة من الاكتئاب الذي يزيد من مشاعر اليأس والإحساس المتضخم بالسلبيات والنزوع لتدمير النفس والهلاك.

نصائح للتعامل مع الشخص المقبل على الانتحار ونشير إلى معنى ومفهوم الانتحار وما هي أسبابه وعوامله وكيفية الوقاية منه قدر الإمكان

تعريف الانتحار

الانتحار هو تدمير الذات والموت القصدي المتعمد ويعتبر من الظواهر الاجتماعية التي ترتبط بأغلب المجتمعات، وهو أيضا كل حالة وفاة تنتج بشكل مباشر أو غير مباشر عن أي أفعال سواء كانت إيجابية أو سلبية يقوم بها المنتحر وهو على يقين بما سوف ينتج عن هذا الفعل.

والانتحار أيضا هو حالة من حالات الخروج عن أسس السلوكيات التي يضعها المجتمع لينظم حياة أفراده بها، لأن المجتمع وعاداته وقواعده هي ما تتحدد على أساسها التصرفات المنحرفة والسوية، ولا يعتبر في حد ذاته مرض لكنه فعل معقد ينتج من السلوكيات التدميرية الكامنة داخل نفس الإنسان والتي تدفعه للرغبة في الموت.

نصائح للتعامل مع الشخص المقبل على الانتحار ونشير إلى معنى ومفهوم الانتحار وما هي أسبابه وعوامله وكيفية الوقاية منه قدر الإمكان

الإشارات التي تنذر بالانتحار

غالبا ما تحدث حالات الانتحار سواء كانت ناجحة أو فاشلة بدون أي سابق انذار أو دلائل على إقدام الشخص عليها، وغالبا ما تكون تلك المحاولات هي ناتج من اليأس والاكتئاب، والمرضى الذين يصمموا على التخلص من حياتهم هم أكثير الأشخاص الذين يحاولوا الانتحار، لذا يقوموا باختيار الوقت والطريقة المناسبة للانتحار، وبالرغم من سرعة حالات الانتحار وعدم وجود تفسيرات لها إلا أنه هناك بعض البوادر التي تنبأ بها وهي كالآتي:

  • وجود تاريخ مرضي للانتحار في العائلة.
  • توعد الضحية بالانتحار أو محاولة الانتحار بشكل جزئي سواء كان ذلك في الحاضر أو في وقت سابق لمحاولة الانتحار.
  • شعور المريض الدائم بعدم وجود أي جدوى من وجوده في الحياة، وإحساسه الشديد برغبة ملحة في الموت.
  • إحساس الضحية المتضخم بالذنب وشعور بمسئولية تجاه كل شيء سواء كان مسئولا عنه أم لا.
  • شعور الضحية بمخاوف تلح على عقله وفكره وتصرفاته وتجعله في حالة من عدم السيطرة على الذات.
  • قيامه ببعض التصرفات الاندفاعية أو العنيفة.
  • تعاطي الضحية أدوية أو مضادات للاكتئاب أو منومات أو مواد كحولية بجرعات كبيرة.
  • عندما يعيش الضحية بمفرده أو يعيش في بيئة لا تتناسب معه ولا يشعر بها.
  • عدم وجود وازع ديني سليم لدى الضحية يؤكد في نفسه حرمانية الانتحار يكون لديه استعداد لقبول الانتحار والإقدام عليه.
  • فقد أحد الأشياء أو الأشخاص الغالية أو التعرض لخسارة كبيرة وهنا يعتبر الانتحار رد فعل عن المشاعر القاسية التي يتعرض لها الضحية.

نصائح للتعامل مع الشخص المقبل على الانتحار ونشير إلى معنى ومفهوم الانتحار وما هي أسبابه وعوامله وكيفية الوقاية منه قدر الإمكان

نصائح للتعامل مع الشخص المقبل على الانتحار

هناك العديد من الوسائل والطرق التي يتم استخدامها للوقاية من ظاهرة الانتحار كما وضحت بعض الدراسات والأبحاث العلمية، وهذه الطرق تعتبر سدا واقيا من الانتحار، وملخص هذه الخطوات التي يجب اتباعها لمنع أحد الأشخاص من الانتحار وحمايته من إنهاء حياته الآتي:

  • أفضل الخطوات وأولها هو عندما يتبادر إلى أذهاننا الشك بوجود ميول انتحارية لدى أحدهم يجب سؤاله بشكل مباشر إذا كان يفكر جديا في الانتحار والتخلص من حياته، وسؤاله على سبيل المثال “هل فكرت في يوم من الأيام أن تؤذي نفسك أو تتخلص من حياتك؟”، فعندما تكون إجابة الشخص بالإيجاب يجب أن نترف أولا إذا ما كان يفكر في تخطيط ما للانتحار يدور في ذهنه ولا يجب أن يكون هناك أي حالة من التردد في الحديث والتحليل مع الشخص.
  • الأشخاص الذين يفكرون في الانتحار ولديهم ميول انتحارية دائما ما يكون لديهم إحساس بالانطواء والعزلة وأنهم يعيشون مأساتهم بمفردهم، لذا يجب تقديم المساعدة المناسبة والتعاطف مهم في المرحلة الحالية التي يعيشون فيها، حيث أن التعبير عن التعاطف والمواساة ولكن بجدية تترك لدى هؤلاء الأشخاص أثرا إيجابيا يمكن أن يدفعهم إلى القيام بإجراءات إيجابية مختلفة تماما عن الأفكار التي تدور في خاطرهم.
  • يشعر أغلب الضحايا المقبلين على الانتحار بمشاعر القهر والذعن والاستبداد من المحيطين بهم ومن الحياة عموما، والتعامل معهم بإيجابية وتحليل جوانب المشكلة التي يعيشونها والتوصل مع الضحية لإمكانية حل المشكلة وأنه لا يجب أن يدعها تأخذ أكبر من حجمها يمكن أن يخرجه من الحالة التي يعيشها.
  • يعاني الشخص الذي يميل للانتحار من ضيق في الأفق والتطلع لما هو بعد مشكلته الحالية لذا يجب مساعدته للخروج من هذا التفكير.
  • البقاء قدر الإمكان مع الأشخاص الذين يميلون للانتحار ومنعهم من هذه الخطو بقدر الإمكان.

حقائق هامة جدا عن الانتحار

  • على حسب ما توصلت إليه منظمة الأمم المتحدة هو أننا عند نحلل سكان العالم من حيث الأمراض النفسية نجد أن 450 مليون شخص يعاني من مشاكل نفسية وعصبية، و90% من الأشخاص الذين يقبلون على الانتحار لديهم اضطرابات نفسية وبالأخص اكتئاب.
  • يعتبر الانتحار سبب رئيسي في حالات الموت على مستوى دول كبرى من العالم.
  • الرجال الذين يقدموا على الانتحار أكثر من النساء المقدمات على الانتحار.
  • يتم استخدام الأسلحة النارية في أغلب حالات الانتحار.
  • يزيد الاستعداد لدى الشخص وقابليته للانتحار كلما تقدم السن، لذلك نجد أعدادا كبيرة بين الضحايا لظاهرة الانتحار تزيد أعمارهم عن 65 عام وأغلبهم من الرجال.
  • تكرار محاولة الانتحار يدفع الضحية لتنفيذه في النهاية.
  • سابقا اتجهت الاعتقادات نحو فئة محددة هي التي تقبل على الانتحار ولكن الدراسات الحديثة تؤكد على أن كل شخص له القدرة على الانتحار عندما تتوافر لديه الإمكانيات والظروف المناسبة، وأن الحوار مع الشخص الذي يقبل على الانتحار يدفعه ويحفزه على الانتحار أكثر، ولكن تؤكد الدراسات الحديثة أن الحديث عن نتائج الانتحار وآلامه قد تمنع الضحية من الانتحار نهائيا.

وفي النهاية لا يمكننا إلا أن نشير إلى ما أقره ديننا الإسلامي عن هذه الظاهرة حيث وجه الإنسان وأكد عليه بكل وضوح وصراحة وأهاب بالحفاظ على الأنفس وعدم قتلها في الآية الكريمة يقول تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ) [النساء: 29]، حيث كان النهي واضحا ولا يمكن مخالفته تحت أي ظرف.

ولم يكتفي بذلك فقط بل أكدت الدراسات والأبحاث الطبية على أهمية نشر الأمل والرحمة في قلب اليائسين المقبلين على الانتحار، ومعاملتهم بكل رحمة وتعاطف، وقد كان قول الله تعالى بعد النهي الأول هو يقول تعالى: (إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) [النساء: 29]، وهو في نفس الآية الأولى حيث يبعث الله للناس رسالة مفعمة بالرحمة والبشرى والأمل الذي قد يكون انتهى من قلوب أي شخص قد أقدم على الانتحار وهانت عليه حياته وذاته.

زر الذهاب إلى الأعلى