علاج الاهتمام الزائد بالاخرين

على الرغم من أن الاهتمام هو غذاء الحب الذي يعمل على تقوية العلاقات، فهو أبرز علامات الحب الأساسية، إلا أن الاهتمام الزائد أمر مزعج للغاية، وقد يؤدي إلى توتر العلاقة. وبالتالي، فإن علاج الاهتمام الزائد بالآخرين هو أمر ضروري، لأنه يمثل مشكلة حقيقية وقد يكون ناجم عن مشكلة أو اضطراب نفسي.

أسباب الاهتمام الزائد بالآخرين

بالتأكيد أن زيادة أو نقص أي شيء تشير إلى حدوث خلل ما. فالاهتمام الزائد بالآخرين أو الهوس بهم والولع يشير إلى مشكلة أو اضطراب نفسي، قد بهدف تعويض الشخص لمشاعر افتقدها منذ الطفولة، مثل تعرضه للقسوة والاضطهاد أو الانتقاد الكثير أو فقدان الأب أو الأم في مرحلة الطفولة.

كما قد تتطور مشاعر الهوس بالآخرين والاهتمام الزائد بهم أيضا بسبب اضطرابات نفسية أخرى، مثل الخوف من الموت أو الوسواس القهري. فبعض الناس يخشون على الناس المقربين منهم من الموت ولا يتقبلون أبدا فكرة فقدانهم في يوم من الأيام، مما يدفعهم ذلك لمزيد من الحب والاهتمام المفرط الذي يزعزع العلاقة. والبعض الآخر لديهم مشاعر مفرطة في كل شيء، حتى في تعبيراتهم وردود أفعالهم، وكذلك طريقة اهتمامهم بالآخرين وخوفهم المستمر عليهم.

فهناك أمهات يظلون يتعاملون مع أبناءهم على أنهم أطفال صغار، وآخرون لا يقبلون أبدا بفكرة استقلال أبناءهم، ويظلون يتدخلون في أدق تفاصيلهم حد الاختناق. وهناك أيضا زوجات يقومون بهذا السلوك مع أزواجهم، حتى يشعر الزوج بالضيق كما لو كان مراقب بالضبط، مما يجعله ينفر من العلاقة.

عواقب الاهتمام الزائد بالآخرين

يمكن أن يؤدي الاهتمام الزائد بالآخرين على نتائج عكسية تماما، أهمها:

  • ابتعاد أحبتك عنك، لأنهم يشعرون بالضيق من كثرة اهتمامك.
  • عدم اكتراث أحد بك، لأنهم اعتادوا دائما اهتمامك فقط بدون مقابل.
  • نقاط ضعفك يعرفها الجميع.
  • كما قد يكون الاهتمام الزائد بالأشخاص الغرباء أيضا أمرا غير سويا، لأنهم قد يعتقدوا بأنك ضعيف الشخصية.

كيفية علاج الاهتمام الزائد بالآخرين

علاج الاهتمام الزائد بالآخرين

الاعتراف بالمشكلة

الاعتراف بالمشكلة هو أول خطوات العلاج الصحيحة، فإذا لاحظت هوسك بأي شخص حولك وتعلقك الزائد به وقلقك الشديد عليه، راقب مشاعرك جيدا وحاول استنباط رد فعل الشخص الذي أمامك، إذا وجدت أن مشاعرك مفرطة وأنك تبالغ بها (مثل بعض الآباء أو الأمهات الذين يرفضون خروج أبناءهم من المنزل على الرغم أنهم أصبحوا بالغين، أو شجارك مع زوجك لأنه لم يجيب على اتصالك كل 5 دقائق، وهكذا) فاعلم أنك تعاني من هوس الاهتمام بالآخرين وتحتاج إلى علاج.

حل المشكلة الرئيسية

إذا كنت تعاني من الوسواس القهري، أو القلق والخوف من فقدان الأشخاص، أو عدم الثقة بالنفس التي تجعلك في حالة شك مستمرة بأن الأشخاص الذين حولك سوف يبتعدون عنك، قم بمعالجة المشكلة الرئيسية عن طريق تعزيز الثقة بالنفس وواجه مشكلتك بنفسك، حتى تصبح شخصا قويا.

تحكم في مشاعرك

يجب أن تكون شخصا قادرا على السيطرة على مشاعره والتحكم بها، حتى لا تتسبب في مشاعر الضيق والاختناق للأشخاص الذين تحبهم، وذلك عن طريق الآتي:

  • اترك لهم مساحة من الحرية، ولا تقتحم حياتهم بشكل مبالغ فيه.
  • لا تكن شخصا متسلطا كثير الأسئلة والاستجوابات.
  • لا تفرض نفسك، واترك مساحة لمن أمامك لطلب التحدث معك، أو اصطحابك معه أثناء الخروج وما إلى ذلك.
  • لا تظل تعامل أبناء على أنهم أطفال، وأعلم جيدا أن الطفل لن يظل طفلا طوال حياته.
  • لا تعاملي زوجك على أنه مسئول منك وأنه طفل تتبعيه، حتى لا يختنق.
  • قم بتوسيع دائرة معارفك، حتى تترك لنفسك فرصة بالتعلق المرضي بالأشخاص.
  • تعلم مهارة جديدة، أو اهتم بمواهبك وهواياتك، واشغل نفسك بوقتك بشيء تحبه.
  • اظهر الفرحة لمن حولك عندما يقضون وقتا سعيدا حتى لو لم تكن معهم، بدلا من لومهم على السعادة بدونك.

 

زر الذهاب إلى الأعلى