ماذا يعني وجود مصباح أمام المنزل في العهد الأندلسي

إن بلاد الأندلس هي البرتغال وإسبانيا وتم إطلاق اسم بلاد الأندلس عند قيام المسلمين بالفتوحات الإسلامية، ولكن يتساءل الكثير من الناس عن ماذا يعني وجود مصباح أمام المنزل في العهد الأندلسي، وهذا ما سنتحدث عنه في هذا المقال بالتفصيل، ومن الجدير بالذكر أن فتوحات المسلمين لبلاد الأندلس كانت عام 711 ميلاديا و 92 هجريا، وظل المسلمين في أراضي الأندلس إلى عام 1492 ميلاديا، وخلال هذه الفترة قاموا المسلمين ببناء العديد من المساجد والمعالم الإسلامية، ومن أشهر المعالم والمساجد التي بناها المسلمين في ذلك الوقت (مسجد الأندلس، كاتدرائية جامع قرطبة، قصر الحمراء، جنة العريف، القصبات الأندلسية، قصر الجعفرية، قنطرة قرطبة، قلعة شريش، مسجد المنستر) وغيرها من المعالم الجميلة والإسلامية التي لا تعد ولا تحصى .

ماذا يعني وجود مصباح أمام المنزل في العهد الأندلسي

عندما بدأت الدعوة الإسلامية في الانتشار إلى بلاد المغرب والمشرق، تم فتح الكثير من البلاد والولايات والممالك وضمها إلى الدولة الإسلامية، ولم تكن الفتوحات الإسلامية مرتبطة فقط بنشر الدين الإسلامي أو العلم بالدين أو الثقافة الدينية الإسلامية، بل كانت الفتوحات الإسلامية تدمج الحضارات أيضا وتضم العديد من الدول التي تتحدث باللغات مختلفة عن اللغة العربية، ولذلك فإن الإسلام دين عرق أو لون أو جنس كما يقول بعض الأشخاص، ولكن هو الدين الحق الذي ينشر الحقائق لجميع الأشخاص على وجود دلائل لوحدانية الله سبحانه وتعالى .

وكان من مظاهر الإسلام وانتشاره في البلاد وجود مصباح إضاءة أمام المنازل، وكان هذا المصباح لا يتم استخدامه وكانت هذه من الأشياء الغريبة بالنسبة للعديد من الأشخاص التي لم تعلم دلالة وجود هذا المصباح الذي يشع بالإضاءة أمام المنازل، ولكن في العصر الإسلامي في بلاد الأندلس كان يشير وجود مصباح أمام المنزل على وجود امرأة أو أكثر حافظة للقرآن الكريم في هذا المنزل، وكان المصباح أمام المنزل يشير إلى تقوى من يعيشون في هذا البيت، وكان هذا شكل من أشكال الحضارة في بلاد الأندلس في ذلك الوقت بالنسبة للدين الإسلامي ومظاهره، ولهذا كان يطلق على بلاد الأندلس بأحد منارات الإسلام في زمن الفتوحات الإسلامية، والتي قد بدأها رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم وانتهت بانتهاء أخر الزعماء وهم عمر بن الخطاب وعمرو بن العاص، وغيرهم من الرموز الإسلامية في ذلك الوقت .

بلاد الأندلس

كانت الدعوة الإسلامية تنص على المساواة والعدل بين الأشخاص، كذلك كانت الدعوة الإسلامية متحفظة بشكل كبير جدا على نشر العدل والمحبة بين الناس من جميع الديانات، لهذا يعتبر الإسلام من أكثر الديانات المميزة بسبب مظاهر العدل والمساواة بين الأشخاص على عكس الديانات الأخرى الموجودة، وكانت بلاد الأندلس التي أصبحت الآن البرتغال وإسبانيا من البلاد الغير عربية والتي لا تعرف الإسلام، وعلى الرغم من ذلك توصلت الفتوحات الإسلامية إلى بلاد الأندلس وخرج منها العديد من المسلمين سواء العلماء أو أشخاص عادية أحبت الدين الإسلامي .

ومن العلماء الذين قاموا بتعليم المسلمين العلوم الإسلامية وأمور الدين الإسلامي هم (القرطبي، الطبري، أبو حسن الأشعري، أبو القاسم الرافعي، ابن تميمة، ابن ماجة، ابن داوود، الترمذي، مالك بن أنس، الشافعي، احمد بن حنبل، محمد بن يوسف الفرابي، المناوي، العجلي، القسطلاني، ابن أبي عاصم، جعفر الصادق، سليمان بن حرب)، وهناك العديد من العلماء الآخرين الذي لم يذكر أسمائهم وكانوا من كبار العلماء أيضا وقد تصدت ثقافتهم العالم بأكمله .

الإمارات الإسلامية في بلاد الأندلس

كان هناك العديد من الإمارات الإسلامية التي مرت على بلاد الأندلس، وكان هذا سبب رئيسي في حدوث ثقافات متعددة في بلاد الأندلس مما ترك المعالم والثقافات المختلفة، سواء الثقافات الإسلامية أو الأثرية المتنوعة، وكانت تلك الإمارات الإسلامية في بلاد الأندلس هي :

  1. الإمارة الأموية (والتي كان يطلق عليها إمارة قرطبة) .
  2. الإمارة الأموية (والتي كان يطلق عليها خلافة قرطبة) .
  3. عهد ملوك الطوائف .
  4. العهد المرابطي .
  5. العهد الموحدي .

وكذلك فإن بلاد الأندلس قد مرت بالعديد من الحروب والمعارك على مر العصور، ومن أشهر المعارك والحروب التي مرت على بلاد الأندلس هي :

  1. معركة إقليش .
  2. معركة افراغة .
  3. الفتح الإسلامي للبرتغال .
  4. معركة بريانة .
  5. حصار جيان .
  6. حصار حصن الديموس .
  7. حصار لشبونة .
  8. معركة الزلاقة .
  9. غزوة شنترين .
  10. معارك أربونة وبوردو .
  11. معركة تولوز ومعركة عقبة البقر .
  12. معركة قبرة .
  13. معركة قلعة المنار .
  14. معركة وادي لكه .

وكانت جميع هذه المعارك والحروب قد تسببت في إسقاط العديد من الولايات والحكم، وكانت كل معركة تنتهي ببداية عصر جديد في ظل الحكم الإسلامي، ومن الجدير بالذكر أن جميع هذه الحروب والمعارك قد أدت إلى دخول العديد من الأعراق والأجناس المختلفة إلى بلاد الأندلس، جدير بالذكر أيضا أن ذلك أدى إلى العديد من العوامل التي ساعدت على نشر الثقافات المختلفة والعلوم في مدن ومناطق عديدة من بلاد الأندلس في ذلك الوقت .

كم عدد سنوات حكم المسلمين في بلاد الأندلس

مرت بلاد الأندلس بالعديد من المراحل ما يقارب ثمانية قرون، وكان عدد سنوات حكم المسلمين في بلاد الأندلس هو :

  • عهد الولاة

كان عهد الولاة من عام 95 هجريا إلى 138 هجريا، وفي عام 92 قام طارق بن زياد بفتح بلاد الأندلس، ثم تولى قيادتها بعد الفتح عبد العزيز بن موسى بن نصير، وتولى الحكم حوالي اثنان وعشرون واليا لبلاد الأندلس، ولم يكن عهد الولاة من العصور المستقرة لبلاد الأندلس، وجدير بالذكر أن أخر من تولى هذا الحكم كان يوسف الفهري والذي استمر لتسع سنوات وتسع أشهر .

  • عهد عبد الرحمن الداخل

كان عهد عبد الرحمن الداخل والدولة الواحدة من عام 138 إلى 399 هجريا، بدأت الدولة العباسية بانتهاء الدولة الأموية عام 132 هـ، وتولى الخلافة في ذلك الوقت أبو العباس السفاح وبدأ باتباع الأمويين، وكان من ضمنهم عبد الرحمن الداخل الذي شن حرب بينه وبين يوسف الفهري وهزمه، وفر يوسف هاربا بينما تولي عبد الرحمن الداخل الحكم، وجدير بالذكر أنه قد سمي الداخل لأنه أول الحكام الأمويين الذين دخلوا إلى الأندلس، انتصر عبد الرحمن الداخل على حوالي 25 ثورة ومعركة، وتوفي عام 172 هـ، وتولى الحكم ابنه هشام إلى عام 399 هـ وافترقت بلاد الشام إلى 22 إمارة .

  • عهد ملوك الطوائف

كان عهد ملوك الطوائف من عام 400 إلى 483 هـ، وأصبحت بلاد الأندلس طوائف لهذا سميت بملوك الطوائف، حيث كانت كل عائلة تسطير على مدينة مختلفة وتحكمها وكانوا حوالي 22 طائفة، وقد استغل النصارى هذا العهد وسيطروا على ثلث بلاد الأندلس، وعاش سكان بلاد الأندلس في صراعات لا تنتهي، إلى أن قرر علماء الأندلس الاستعانة بالمرابطين لحمايتهم .
  • عهد المرابطين

استمر عهدهم من 483 إلى 541 هـ، والمرابطين هم قبائل من البربر وكان أميرهم هو يوسف بن تاشفين، وقد عرف عنه قوته البدنية والذكاء العسكري، وساعد يوسف بن تاشفين بلاد الأندلس والعلماء وقد تولى حكم بلاد الأندلس إلى أن توفى .
  • عهد الموحدين

كان من عام 541 إلى عام 635 هـ، ويعود هذا العهد إلى عبدالله المهدي بن تومرت، وقد أوصى بالأمر لأبنه عبد المؤمن قبل وفاته، وحارب عبد المؤمن المرابطين وهزمهم وسيطر على الأماكن التي كانوا يمتلكوها في بلاد الأندلس، وانتهي حكمهم في عام 635 هـ وكان أخر من تولى عهد الموحدين هو أبي يوسف بن يعقوب المريني .
  • انتهاء حكم المسلمين في بلاد الأندلس

انتهي حكم المسلمين لبلاد الأندلس في عام 897 هـ، وأصبح حكم المسلمين منحصر في مملكة غرناطة ودام من 635 إلى 897 هـ، وقد أرسل الملك أبو عبد الله أخر ملوك مملكة غرناطة رسالة إلى النصارى يطالبهم بمغادرة البلاد، إلى أن غادر البلاد واستمر الحكم الإسلامي في الأندلس لفترة دامت إلى عام 1183 .

زر الذهاب إلى الأعلى