لماذا يصوم المسلمون شهر رمضان وما الهدف من فرض الصيام

لماذا يصوم المسلمون شهر رمضان وما الهدف من فرض الصيام Ramadan، شهر رمضان هو واحد من أشهر السنة الهجرية، وهو أعظم شهر عند المسلمين كونه شهر الصيام، حيث أن شهر رمضان متعلق بالصوم والعبادة والفريضة التي فرضها الله على المسلمين، وكونه هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن، قال الله تعالى : ” شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ” .

لماذا يصوم المسلمون شهر رمضان وما الهدف من فرض الصيام

لماذا يصوم المسلمون شهر رمضان وما الهدف من فرض الصيام :

  • سمي العرب رمضان بهذا الاسم من رمضاء الحر، بسبب شدة حرارة الشمس فيه وقت تسميته .
  • الصوم في اللغة جاء من الجذر صوم، ويدل على الإمساك والركود، ولا يعني الصوم عن الطعام فقط، بل هو الإمساك عن العديد من الأشياء، منها الكلام، كما جاء في قوله تعالى لمريم عليها السلام : ” فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا ” .
  • أما في الاصطلاح فالصوم هو : الإمساك عن الطعام والشراب وسائر المفطرات من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس، وفي قوله تعالى في سورة البقرة : ” وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ” .

الحكمة من صوم رمضان

  • فرض الصيام على كل مسلم ومسلمة عاقل بالغ قادر، وقد ذكر الله تعالى وأكد هذه الفرضية في العديد من النصوص القرآنية، وأكد عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة .
  • الصيام ركن من أركان الإسلام الخمسة، فقد جاء عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال : ” بُنِي الإسلامُ على خمسٍ : شَهادةِ أن لا إلهَ إلّا اللهُ، وأنَّ محمداً رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، والحجِّ، وصومِ رمضانَ ” .
  • وبما أن الأمة كلها مجمعة على فرضية الصيام فإن نكران فرضيته كفر بين، لأن هذا إنكار لجزء ثابت ومعلوم من الدين .
  • ترجع الحكمة إلى فرض صوم رمضان والامتناع عن الأكل والشرب والمتاع لنهار كامل لمدة شهر كامل إلى عدد من الحكم الشرعية الجليلة، ومن أهم هذه الحكم :

  1. صيام شهر رمضان يعزز تقوى الله تعالى في القلوب، وهذا ما يؤكده كلام الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، حيث قال تعالى أن الصيام يحقق التقوى في القلوب، فقال : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ “، وبالتالي فإن تقوى الله في القلوب ستتحقق بالصيام لأنه وسيلة كبيرة لتحقيقها كما أخبرنا الله عز وجل .
  2. صيام شهر رمضان فيه معنى الشكر لله سبحانه وتعالى على النعم التي رزقنا بها، والتي ألفناها لدرجة أننا لا نشعر الآن بمدى أهميتها، لذا فإن صيام شهر رمضان يجعلنا نتذكر هذه النعم ونشكر الله سبحانه وتعالى عليها .
  3. الصيام تهذيب للنفوس، فهو يحسن من طباعها، ويساعد في تعزيز الأخلاق الحسنة .
  4. الصيام يساعد في تعزيز الشعور بالرحمة في القلوب، يجعلنا نشعر بشعور الفقراء الذين لا مأوى ولا طعام لهم، وأن شعورنا بالجوع في هذا الوقت القصير هو شعورهم الدائم وبالتالي نعطف عليهم ونتصدق عليهم .
  5. الصيام يساعد في الحصول على أجر كبير من الله تعالى، وثواب هائل، فمن صام رمضان وهو يخلص نيته لله سبحانه وتعالى يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، حيث يروي أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال : ” مَن صامَ رمضانَ إيماناً واحتساباً، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ، ومَن قامَ ليلةَ القدرِ إيماناً واحتِساباً غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ ” .
  6. الصيام سبب في دخول الجنة، حيث أن الله أعد باب مخصوص للجنة لا يدخله إلا الصائمون، وهذا تكريم لهم، فقد روى سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال : ” إنَّ في الجنَّةِ باباً يُقالُ له : الرَّيَّانُ، يَدخُلُ مِنه الصَّائمونَ يومَ القيامَةِ، لا يَدخُلُ مِنه أَحدٌ غيرُهُم، يُقالُ: أينَ الصَّائمونَ؟ فيَقومونَ لا يَدخُلُ مِنه أَحدٌ غيرُهُم، فإذا دَخَلوا أُغلِقَ، فلن يَدخُلَ مِنه أَحدٌ ” .

لماذا يصوم المسلمون

  • يصوم المسلمون رمضان لأن الله سبحانه وتعالى أمرنا بذلك، قال الله تعالى : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ” البقرة آية 183، لذا فنحن نتعبد لله بهذه العبادة التي يحبها والتي أمرنا بها .
  • يبادر المؤمن الحق إلى الامتثال لأوامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وذلك عملا بما يقوله الله تعالى : ” إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ” النور آية 51، وقول الله سبحانه وتعالى : ” وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً ” الأحزاب آية 36 .
  • الله سبحانه وتعالى حكيم، ومن حكمته الجلية أنه نوع في العبادات والتكليف، لكي يختبر المسلمين كيف يكون امتثالهم لأنواع مختلفة من العبادات،فإذا نظرنا للخمس عبادات : الشهادة، والصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، نجد أن بعض العبادات بدني فقط، وبعضها مالي فقط، وبعضها مركب، وذلك حتى يبين الله الكريم من البخيل، فربما يكون الشخص متقبلا لأن يصلي ألف ركعة لكنه لا ينفق درهما في سبيل الله، وربما يتقبل شخص أن يبذل ألف درهم ولا يصلي ركعة واحدة لله سبحانه وتعالى، لذا جاءت الشريعة الإسلامية بالتنويع والتقسيم حتى يعرف الله سبحانه وتعالى من يمتثل لعبادته ومن يتبع هواه، فإذا نظرنا مثلا إلى :

  1. الصلاة : نجد أنها عبادة بدنية محضة، لا تحتاج فيها إلى إنفاق لمال حتى تقوم بها .
  2. الزكاة : نجد أنها مالية محضة، ولا تحتاج فيها إلى عمل بدني لمي تقوم بالتصدق .
  3. الحج : عمل مركب من مال ينفق في الحج وبدن ومجهود للقيام بأداء فريضة الحج .
  4. الجهاد في سبيل الله : مركب أيضا ينقسم إلى مال وبدن .
  • التكليف بدوره ينقسم إلى أقسام هم :
  1. كف عن المحبوبات مثل : الصوم .
  2. بذل للمحبوبات مثل : الزكاة .
  • عندما سئل الشيخ ابن عثيمين عن شرعية الصيام قال : ” إذا قرأنا قول الله عز وجل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) البقرة /183 ، عرفنا ما هي الحكمة من إيجاب الصوم، وهي التقوى والتعبد لله سبحانه وتعالى، والتقوى هي ترك المحارم وهو عند الإطلاق تشمل فعل المأمور به وترك المحظور، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ ) رواه البخاري (6057) .

ويتضح من هذا أن الصيام فرض لعدد من الوجوه :

  1. امتثالا لأوامر الله تعالى ونواهيه .
  2. لما في الصيام من تهذيب للنفس .
  3. الشعور بالآخرين من الجوعى .
  4. التقرب إلى الله واختبار الله لنا في تقبل كل أوامره وعدم اتباع الهوى .

زر الذهاب إلى الأعلى