عجائب في خلق الإبل الذي يعد من المخلوقات العجيبة التي خلقها الله تعالى و دعا عباده الى التفكر في كيفية خلقتها ، و ما بها من أسرار الخلق ، و قدرة الحكيم ، قال تعالى : ( (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ {17} وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ {18} وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ {19} وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ {20} فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ {21} لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ() (22الغاشية) .

فالله سبحانه و تعالى جعل التفكر في خلق الإبل مدخل للإيمان الخالص ، و الاقرار بقدرة الله و حكمته سبحانه و تعالى .

عجائب خلق الابل .
عجائب خلق الابل .

العجائب في خلق الإبل

تركيب الجمل الخارجي و تكوين جسمه ، جعله الله يتناسب تناسباً يأخذ بالألباب مع البيئة الصحراوية التي تعيش فيها الإبل .

أذنا الإبل

أذا نظرنا الى أذنا الإبل نجد أن الأذنان صغيرتان ، و بهما الكثير من الشعر لحجب الرمال من الدخول الى داخل الأذن ، كما ان الجمل له القدرة على ثني الأذنان و اغلاق فتحاتهما عند هبوب العواصف الرملية .

أنف الإبل

من إعجاز الله سبحانه و تعالى في خلق الإبل أن أنف الإبل ضيقة ، كما أنها مغطاة بالشعر الرقبق لمنع دخول الرمال فيهما ، و أنفا الجمل فيهما زوائد جلدية تمكنه من اغلاق فتحات الانف عند هبوب العواصف و الرياح المحملة بالرمال.

عينا الإبل

الناظر و المتامل في عينا الإبل يجد أمرا عجيباً من بديع خلق الله سبحانه و تعالى ، فالإبل يمتلك رموش طويلة و كثيفة يستطيع بها حماية عينه من الرمال و الرياح العاصفة ، كما أن جفون الإبل جفون سميكة اذا قام بغلق عينيه تحميهما من الرمال ، و سبحان الله في هذه العجيبة حيث يمتلك الجمل جفن ثاني غير الجفن الخارجي ، و هذا الجفن الثاني جفن رقيق شفاف ، بحيث لو اغلقه الجمل فوق عينيه فانه يستطيع مع ذلك الرؤية ، و هذا يستخدمه الجمل في العواصف الرملية التي تستمر لفترة طويلة ، فلا يستطيع اغلاق عينيه بالكامل طوال هذه الفترة و الا لن يستطيع المشي في الصحراء ، فخلق الله له هذا الجفن الشفاف ليكون حماية للعين من الرمال ، مع قدرته على الإبصار و المشي وسط العواصف الرملية .

قدم الإبل

من جرب المشي فوق الرمال يشعر بصعوبة الحركة فوقها بسبب غوص القدم في الرمال الناعمة ، و المجهود في نزع الرجل و انتقال الخطوات ، لكن سبحان الله الجمل الذي خلقه الله للعيش في الصحراء لا يعاني من ذلك اطلاقاً ، فقدم الجمل عبارة عن قرص من الدهون الطرية التي تتمدد عند المشي و لا تغوص في الرمال أبداً مهما كانت درجة نعومتها ، مما يسهل على الجمل الحركة ، و يجعله خفيفاً لا يعاني مما تعانيه سائر المخلوقات عند الحركة في الصحراء .

قوائم الإبل

من بديع خلق الله في الإبل أن خلق الله لها قوائم طويلة ، حتى يتباعد جسم الجمل عن سطح الرمال الحارة ، و الأرض المرتفعة الحرارة ، فالصحراء خاصة في النهار تكون الحرارة فيها مرتفعة لعدم و جود ظل او أشجار تقلل من درجات الحرارة ، كما أن طول القوائم في الجمل جعل خطوته و اسعة ، و بالتالي يساعد في سرعة الحركة و الانتقال .

 

وسائد لحماية الإبل من الحرارة

الناظر الى جسم الجمل يلاحظ أمراً عجيباً ، و هو وجود جلد خشن مدور عند ركب الجمل و في المنطقة أسفل بطنه ، و هي الوسائد التي يبرك عليها الجمل عندما يكون جالساص على الأرض ، فهذه الوسائد الخشنة هي التي تلامس الأرض من جسم الجمل ، و بالتالي تحميه من درجات الحرارة العالية و من سخونة الأرض الصحراوية التي يجلس عليها ، و هذه الوسائد الخشنة يولد بها الجمل منذ صغره ، فالله منذ خلق الجمل أعده للعيش في الصحراء و البيئات القاسية .

عنق الإبل

من عجائب خلق الله سبحانه و تعالى في خلق الإبل ان جعل لها عنق طويل ، و ذلك يحقق لها العديد من الوظائف ، فطول العنق يمكن الجمل من تناول الطعام و الحشائش من على الأرض ، و كذلك من فوق الشجر ، كما أن الجمل من الحيوانات المرتفعة ، و التي لا يمكن وضع الاحمال و الامتعة عليها إلا و هي باركة على الأرض ، فالعنق الطويل يحقق لها التوازن عندما تريد القيام بما عليها من أثقال و احمال .

جلد الإبل

تمتاز الإبل بوجود جلد سميك مغطى بالشعر ، و هذا الشعر يساعد في تدفأة الجمل في الليل ، و حمايته من أشعة الشمس الحارقة بالنهار .

سنام الإبل

تتميز الإبل بوجود سنام فوق الظهر ، و هذا السنام هو عبارة عن مخزن من الدهون ، حيث تستطيع الإبل تخزين ما يزيد عن 100 كيلوجرام من الدهون في هذا السنام ، و و يمكنها تحويله الى طاقة تمدها بالحياة ، لذلك الجمل يمكنه الصبر على قلة الطعام لشهور و اسابيع عديدة ، كما انه يستطيع الصبر عن شرب الماء لأسابيع ، حيث ييقوم بتحويل جزء من هذه الدهون الى ماء يمد خلاياه بالطاقة و الحياة .

معدة الإبل

تتميز معدة الإبل بقدرتها الفائقة على هضم أي شئ مهما كان هذا الشئ قاسياً ، فهي تستطيع هضم النباتات الشوكية القاسية ، و تستطيع هضم فروع الشجر الجافة ، وذلك بسبب قلة الطعام الاخضر في البيئة الصحراوية .

الحفاظ على الماء

من المزايا التي حبى الله بها الجمل أنها تستطيع الحفاظ على الماء الذي في جسمها ، و استغلاله أحسن استغلال ، فالإبل لا تعرق ، و لا يوجد لديها غدد عرقية حتى تحافظ على الماء في جسمها ، كما انها لا تتنفس أبداً من فمها حتى لا يخرج منه بخار الماء فيقلل من كمية الماء ، كما ان الجمل يستطيع تغيير حرارة جسمه لتتوافق مع الوسط الخارجي و البيئة المحيطة .

عجائب خلق الابل
عجائب خلق الابل

شرب الإبل للماء

الجمل له كلية قوية للغاية ، لذلك الجمل يستطيع شرب أي نوع من المياه حتى لو كانت مياه مرتفعة الملوحة ، فانه لا يتضرر بها بل تستطيع كليته التعامل معها و فصل الاملاح و طردها من الجسم و الاستفادة من الماء الباقي ، لذلك الجمل يمكنه الشرب من المستنقعات و الماء المتغيرو الشيد الملوحة .

خلق الإبل من عجائب الخلق ، فالله سبحانه و تعالى حباها بكل ما يعينها في حياتها و بيئتها ، فسبحان الله الخالق العظيم الحكيم العليم  .

شاركها.