أهمية علامات الترقيم للقارئ والسامع

أهمية علامات الترقيم للقارئ والسامع

لاشك أن تنظيم الكتابة العربية، ووضع علامات الترقيم في مواضعها، له فوائد عظيمة وعديدة للقارئ والسامع معاً،ولكي نحقق تلك الفائدة لابد من ذكر تلك العلامات ومواضعها ليقف عندها القارئ، فتبدو قراءته رائعة فيفيد بذلك السامع .


أولا:علامات الترقيم:

هي إشارات اصطلح عليها علماء اللغة، توضع في أثناء الكتابة أوفي آخرها؛ لتعيين مواقع: الوقف، والفصل، والابتداء، وغير ذلك، في الكلام؛ مما يكشف عن مقاصد الكاتب في تعبيره الكتابي.
وهي ما يعرف في اللغات الأوربية (Punctuation) وهي مهمة جداً؛ لأنها تكشف عن مقاصد الكاتب، وتؤدي إلى فهم أفضل.

ومع ذلك يهمل كثيرون في بلادنا هذا الأمر تعليماً وممارسة، ولك أن تقارن تعليم أبنائنا هذه العلامات بالقدر الذي يخصص لها في تعليم اللغة الفرنسية مثلا.
والعجيب أن العرب كانوا من أوائل من اهتم بعلامات الترقيم كما هو ظاهر في كتابة المصحف الشريف حيث تجد علامات مخصصة للوقف اللازم أوالراجح أوالمرجوح أوالجائز أوالممتنع … إلخ».

المرجع: (العربية الجامعية لغير المتخصصين: 114(.


وقد كان لعلمائنا العرب السبق في فكرة هذه الرموز (علامات الترقيم) واستخدامها في الكتابة؛ للتعبير الكتابي الجيد. فقد أورد العلامة المحقق عبد الفتاح أبو غدة (1336 – 1417 هـ) نماذج من مخطوطات ونصوص لعلماء من أهل الحديث وأهل اللغة والأدب- في مقدمته لكتاب «الترقيم وعلاماته في اللغة العربية» للأستاذ أحمد زكي باشا؛ اعتنى مؤلفوها بكلماتها شكلا وبنصوصها ضبطاً، وبيَّن مجهوداتهم في هذا الأمر؛ وخلص إلى أن ذلك حجة في سبق علماء المسلمين الإفرنج إلى رعاية الوقف والابتداء والفواصل وما يتصل بذلك في القراءة والكتابة من قبل نحو ألف سنة. وقد كان أسبق علمائنا العرب اهتماماً بهذه الضوابط هم قراء القرآن الكريم، حيث أُفردت مصنفات لذلك. وكذلك في تعليقاته المفيدة على الكتاب القيِّم (تصحيح الكتب العربية.. وصنع الفهارس المعجمة.. وكيفية ضبط الكتاب.. وسبق المسلمين الإفرنج في ذلك) للعلامة المحدِّث أحمد شاكر (1309 – 1377 هـ) – أدلة كثيرة وبراهين متعددة على ذلك.
يقول العلامة أحمد شاكر:«لم يكن هؤلاء الأجانب مبتكري قواعدِ التصحيح، وإنما سبقهم إليها علماء الإسلام المتقدمون، وكتبوا فيها فصولاً نفيسة، نذكر بعضها هنا، على أن يَذْكُر القارئُ أنهم ابتكروا هذه القواعدَ لتصحيح الكتب المخطوطة، إذ لم تكن المطابع وُجدت، ولو كانت لديهم لأتوا من ذلك بالعَجَب العُجَاب، ونحن وارثو مجدهم وعِزَّهم، وإلينا انتهت علومهم، فلعلنا نَحْفِزُ هِمَمَنَا لإتمام ما بدأوا به…» (تصحيح الكتب: ص 15). «وعلى هذا.. فما عرف في أيامنا باسم (علامات الترقيم)، وظُنَّ أنه من إبداع الغربيين، وأنهم سبقونا إليه- هو في أصله موجود عندنا من ابتكار المسلمين: مُحدِّثين أوقرَّاء لكتاب الله تعالى وحفظةً لكلامه الكريم…». (عبد الفتاح أبو غدة: تصحيح الكتب: ت. 2 من هامش صفحة 30).


وقد جعل الأستاذ الدكتور رمضان عبد التواب (1348 – 1422هـ) الفصل الثاني من كتابه الرائع (مناهج تحقيق التراث بين القدامى والمحدثين)- للحديث عن (جهود علماء العربية القدامى في التحقيق)، وفي المسألة السابعة من هذا الفصل ذكر جهودهم في (علامات الترقيم والرموز والاختصارات). فهذه هي الحقيقة التاريخية: «وإذا استرجعنا التاريخ.. وجدنا أن لها أصلاً في الكتابة العربية»: (عبد السلام محمد هارون: تحقيق النصوص ونشرها: ص 85).
أهمية علامات الترقيم في الكتابة:


ترجع أهمية علامات الترقيم في الكتابة إلى ما تقدمه للنص من وضوح ويسر؛ فهي تيسر عملية الفهم على القارئ أثناء قراءته، فلا يتشتت عقله في الربط بين الأحكام، ولا يتعثر لسانه في قراءة نصٍ ما: قديماً كان أو حديثاً؛ فكما تستخدم الانفعالات النفسية، والحركات اليدوية، ورفع الصوت وخفضه…إلخ؛ للتعبير الجيد أثناء التحدث- كذلك تحتاج الكتابة إلى ما يحل محل هذه الدلالات.
((وللترقيم منزلة كبيرة في تيسير فهم النصوص وتعيين معانيها، فرُبَّ فصلةٍ يؤدي فقدُها إلى عكس المعنى المراد، أو زيادتها إلى عكسه أيضا، ولكنها إذا وُضِعت موضعها.. صَحَّ المعنى واستنار، وزال ما به من الإبهام)):

المرجع: (محمد عبد السلام هارون: تحقيق النصوص ونشرها: ص 86).

فالترقيم عنصر أساسي من عناصر التعبير الكتابي:

يقول الأستاذ عبد العليم إبراهيم (توفي بعد: 1395هـ. تقريبا): «الترقيم في الكتابة هو: وضع رموز اصطلاحية معينة بين الجمل أوالكلمات؛ لتحقيق أغرض تتصل بتيسير عملية الإفهام من جانب الكاتب، وعملية الفهم على القارئ، ومن هذه الأغراض تحديد مواضع الوقف، حيث ينتهي المعنى أو جزء منه، والفصل بين أجزاء الكلام، والإشارة إلى انفعال الكاتب في سياق الاستفهام، أو التعجب، وفي معارض الابتهاج، أوالاكتئاب، أوالدهشة، أو نحو ذلك، وبيان ما يلجأ إليه الكاتب من تفصيل أمر عام، أو توضيح شيء مبهم، أوالتمثيل لحكم مطلق؛ وكذلك بيان وجوه العلاقات بين الجمل؛ فيساعد إدراكها على فهم المعنى، وتصور الأفكار.


وكما يستخدم المتحدث في أثناء كلامه بعض الحركات اليدوية، أو يعمد إلى تغيير في قسمات وجهه، أو يلجأ إلى التنويع في نبرات صوته؛ ليضيف إلى كلامه قدرة على دقة التعبير، وصدق الدلالة، وإجادة الترجمة عما يريد بيانه للسامع،  كذلك يحتاج الكاتب إلى استخدام علامات الترقيم؛ لتكون بمثابة هذه الحركات اليدوية، وتلك النبرات الصوتية، في تحقيق الغايات المرتبطة بها


ويمكن حصر هذه العلامات في مجموعات ثلاث:

 علامات الوقف: ( ، ؛ . / (
2– علامات النبرات الصوتية: ( : … ؟ ! .. ß = (.
3ـ علامات الحصر: ( «» – – () [ ] ) ( ).
مواضع علامات الترقيم:
أولاً- علامات الوقف:
1ـ (الفاصلة، أوالفصلة، أوالشولة (
توضع بين المعطوفات: مفردات، أوجملاً، وبعد المنادى، وبعد أنواع الشيء، وأقسامه، وأجزائه.
2 (– الفاصلة المنقوطة ؛).
توضع بين جملتين؛ ثانيتهما مسببة عن الأولى، أوسبباً لها، كما توضع بين الجمل الطويلة؛ لأجل التنفس.
3– النقطة، أوالوقفة (.).
توضع في آخر كل جملة تامة، وفي آخر الفقرات، وفي داخل الفقرات بعد الجمل التامة المستقلة، وفي آخر الكلام كله.
كما يستحب أن توضع بعد الرموز المختزلة، وبخاصة إذا كان بعدها كلام.
4– الشرطة المائلة (/).
توضع بين أرقام اليوم والشهر والعام في التاريخ، كما توضع بين السطور في المخطوطات المحققة؛ لتحديد بداية السطر ونهايته في الأصل.
ويستخدمها الباحثون -في توثيق النص- للفصل بين رقم الجزء ورقم الصفحة، في الكتب ذات الأجزاء.
كما تستخدم للفصل بين اسم الشخص ومسماه الوظيفي، أوالمهني، أواللقب والكنية.
ثانياً- علامات النبرات الصوتية:

1– النقطتان الرأسيتان (:).
توضع بعد ألفاظ القول، وقبل ذكر الأمثلة، وبين أقسام الشيء وأنواعه، وقبل الكلام المُبَيِّن لما سبقه.
2– علامة الحذف (…).
توضع للدلالة على أن في مكانها كلاماً محذوفاً، أومضمراً؛ لسببٍ ما.
3– علامة الاستفهام (؟)
توضع في آخر كل استفهام؛ سواء أكانت كلمة الاستفهام موجودة في الجملة أم مقدرة، وإذا خرج الاستفهام عن غرضه الأصلي.. يستحب أن يوضع بعد علامة الاستفهام علامةُ الانفعال: (!).
4– علامة الانفعال، أوالتأثر (!).
توضع بعد التعبيرات الانفعالية: كالتعجب، والفرح، والحزن، والاستنكار، والتهديد، والدعاء، والمفارقة، ونحو ذلك. وبعد الاستفهام -بعد علامته- الذي خرج عن غرضه الأصلي، هكذا: (؟!).
5– النقطتان الأفقيتان (..).
غالباً ما توضعان بين جمل الشرط والجزاء، والقسم والجواب؛ خاصة إذا طال الركن الأول.
ويمكن أن توضعا بين ركني الجملة إذا طال الركن الأول.
6– السهم (ß).
يوضع في آخر هامش الصفحة؛ ليشير إلى اتصال الكلام في الصفحة التالية، إذا كان هناك اتصال، وإلا.. فلا.
وبعضهم يستخدم علامة المساواة (=) موضع السهم.
7– علامة التابعية، أوالمساواة (=).
تستعمل استعمال السهم، فتوضع في آخر حاشية لم تتم؛ للدلالة على أن تمامها في الصفحة التالية، وتوضع أيضاً في أول الحاشية التي تتمم حاشية سابقة.
كما يستعملها بعض الكتَّاب للربط بين كلام طويل قد يُنسِي آخرُه أوَّله، مثل النقطتين الأفقيتين.
ويستخدمها بعض المعاصرين دلالة على التفسير والإيضاح بدل كلمة (يعني) أو(أيْ) ونحوهما من الألفاظ التفسيرية.
ثالثاً- علامات التنصيص:
1– علامة التنصيص («»).
يوضع بينهما كل كلام منقول بنصه وحرفه، وهي مهمة جدا في البحوث العلمية.
2– الشرطة، أوالوصلة (-).
توضع بين ركني الجملة إذا طال الركن الأول؛ لربط الكلام، مثل النقطتين الأفقيتين وعلامة المساواة.
وتوضع بين العدد ومعدوده، كما توضع لفصل كلام المتخاطبين في المحاورة.
وكذلك بين الكلمات المسرودة، والكلمات المتقطعة.
كما تستخدم بمعنى (إلى) أو(حتى)… كأن تشير إلى صفحات في مرجعٍ ما، فتقول: (ص. 5 – 10(.
3– الشرطتان (- -).
يوضع بينهما الجمل الاعتراضية، والجمل الدعائية، كما يضع البعض بينهما كل كلمة تفسيرية.
4– القوسان ( () ).
غالباً ما يوضع بينهما الكلمات والعبارات التفسيرية؛ للانتباه إليها، كما يكتب بينهما الجمل الاعتراضية، وألفاظ الاحتراس، ونحو ذلك مما يحتاج إلى الإبراز.
وأستحسن أن يُكتب بينهما توثيق النصوص في متن الصفحة، ليس في حاشيتها، بخط أصغر قليلاً من خطِّ النص.
يستخدم الباحثون ومحققو التراث قوسين صغيرين هكذا:( () )؛ لوضع الرقم المشار إليه في حاشية الصفحة.
5– القوسان المعكوفان، أوالمعقوفان ( [ ] ).
يوضع بينهما الزيادة التي ليست بالأصل؛ لتفادي الخلط، وغالباً ما يستخدمهما محققو التراث. وهي مهمة جداً.
كما يكتب بينهما بعض الباحثين المعاصرين مصدر كتابتهم (= التوثيق) في متن الصفحة.
فائدة مهمة:
التخفُّف من استخدام الهامش في ذكر المراجع، بكتابتها في متن الصفحة، بأن يُكتب المرجع بعد نقل النص مباشرة- يعود بالنفع والراحة على القارئ؛ فتسير القراءة متصلة دون أن تنتقل العين من المتن إلى الهامش عند كل توثيق، ويخلص الهامش للتعليقات الضرورية؛ حيث شرح مسألة، أوتوضيح قضية، أوفكّ نصّ، أوعرض فكرة،… وهكذا.
القوسان العزيزان، أوالمزخرفان ( ) ( ).
يوضع بينهما النص القرآني الكريم فقط.
فائدة دقيقة:
كما لكل مُعَلّم طريقته الخاصة في الدرس والإلقاء، وما يستخدمه من وسائل لإيضاح ما يقوله- كذلك لكل كاتب ذوقه وأسلوبه في استخدام تلك العلامات، في إبراز ما يكتبه؛ لكن القدر الأكبر في وسائل التعبير تلك.. متفق عليه، من الكتّاب والمتحدثين، ويبقى جزء لذوق كل واحد وفقهه، في فن التعبير الصوتي والكتابي. فلا يذهبن ذاهب إلى خرق ذلك.
يقول العلامة أحمد زكي باشا -رائد هذا الفن- (1284 – 1353هـ): «تلك هي القواعد الواجب مراعاتها في كل حال. ولكنّ للكاتب مندوحة في الإكثار أو الإقلال من وضع هذه العلامات، بحسب ما ترمي إليه نفسه من الأغراض ولفت الأنظار والتوكيد في بعض المحالّ ونحو ذلك مما يريد التأثير به على نفوس القراء. فكما يختلف الناس في أساليب الإنشاء، وكما تختلف مواضع الدلالات كما هو مقرر في علم المعاني، فكذلك الشأن في وضع هذه العلامات. ولكنّ الترقيم إذا كان يختلف باختلاف أساليب الإنشاء، فليس في ذلك دليل على جواز الخروج عن قواعده الأساسية التي شرحناها. وإنما يكون ذلك بمثابة تكثير لبيان الأحوال التي تستعمل علاماته فيها.
وملاك الأمر كله راجع لذوق الكاتب، وللوجدان الذي يريد أن يؤثر به على نفس القارئ ليشاركه في شعوره، وفي عواطفه.
والممارسة هي خير دليل، يهدي إلى سواء السبيل». (الترقيم وعلاماته في اللغة العربية: ص. 32).

2ـ الأخطاء اللغوية الشائعة في كتابة همزة الوصل

إذا أردنا أن نفرق بين همزة الوصل والقطع ، نضع قبلها فاءً أو واواً فإذا نطقناها كانت همزة قطع ، وإذا اختفت عند النطق كانت همزة وصل (مثل : فأحسنْ ؛ همزة قطع ، فاعلمْ ؛ همزة وصل (.

ما كنت سأواصل الكتابة في موضوع المقال السابق (أخطاء شائعة في الكتابة) لولا بعض الردود التي علقت عليه ، ومنها طلب مزيد من هذه الأخطاء للفائدة .

فلقد علق أحد القراء على كلمة كافة بقوله : ” إن كلمة (كافة) تقبل الإضافة واستشهد بقول لعمر بن الخطاب ” ! لكنّ ما ذكرته من عدم إضافتها هو الصواب ، وجاء في القرآن قوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ) البقرة 208 ، إذ وردت الكلمة خمس مرات في أربع آيات فقط بالنصب على الحال ولم ترد مضافة .

ومن الأخطاء الأكثر شيوعا في لغة بعض الكتاب والصحفيين ما يلي :

·         يكثر الخطأ في كتابة ونطق همزة الوصل وهمزة القطع ؛ وهمزة الوصل: هي التي يتوصل بها إلى النطق بالساكن ؛ لأن الكلمة العربية لا تبدأ بساكن ، تكتب ولا تثبت نطقا في بدء الكلام ووصله ، وسميت بذلك لأنها تسقط فيتصل ما قبلها بما بعدها . أما همزة القطع: فهي التي تثبت نطقاً في الابتداء والوصل، وسُميت همزة قطع لأن اللفظ بها يقطع ما قبلها عما بعدها. وتُرسم ألفاً عليها رأسُ عين صغيرة(ء) في حالتي الضم ” أُميمة ” والفتح ” أماني ” وتُرسم تحت الألف في حالة الكسر ” إلهام ” . أما مواضع همزة الوصل فهي :

الأسماء : اسم، ابن، ابنة، ابنم، امرؤ، امرأة (وكذلك مثنى هذه الأسماء)، واثنان ، واثنتان، وايمُنُ الله .

وأمر الفعل الثلاثي: اكتبْ، انجح ْ، ادرس ْ، وماضي الفعل الخماسي وأمره ومصدره، نحو:

ابتسم َ ، ابتسمْ ، ابتساماً . واقتصدَ ، اقتصدْ ، اقتصاداً . وماضي السداسي وأمره ومصدره ، نحو: استنتجَ ، استنتجْ ، استنتاجاً ، واستعلمَ ، استعلمْ ، استعلاماً . وهمزة (أل) إذا اتصلت بالكلمة: مثل الطالب، الذي، اللذان، الآن.

أما مواضع همزة القطع : ( قاعدة بسيطة :متى ما حفظت مواضع همزة الوصل ، فكل ما عداها همزة قطع ) : جميع الأسماء همزتها همزة قطع – عدا ما تقدم – مثل : (أب ، أبوان، أبناء، أحمد، إبراهيم، إسماعيل، أسماء، أشياء، أنواع، أقدار، أعوام ..الخ ) ، والضمائر: أنا ، أنت،أنتم،إياي ، إيانا ،إياكم ، إياكن …الخ ، وكل الحروف والأدوات ، مثل : إذا، إذ،إذن، إذما،أي، أم ، إمّا ، أو، إنّ ، إنْ ، أنّ ، إلا، إلى ، ألا ، همزة النداء ، همزة الاستفهام ، همزة التسوية . وهمزة الفعل المضارع : أكتبُ ، أسافرُ ، أسعى ، أستنجد ُ …الخ وماضي الثلاثي المهموز ومصدره فقط ؛ مثل : أخذَ أخذاً ، وأكلَ أكلاً ، وأمرَ أمراً . وماضي الرباعي وأمره ومصدره ؛ مثل : أحسنَ ، أحسنْ ، إحساناً ، وأقبلَ ، أقبلْ ، إقبالاً.

إذا أردنا أن نفرق بين همزة الوصل والقطع ، نضع قبلها فاءً أو واواً فإذا نطقناها كانت همزة قطع ، وإذا اختفت عند النطق كانت همزة وصل (مثل : فأحسنْ ؛ همزة قطع ، فاعلمْ ؛ همزة وصل ) .

·         الخلط بين تاء التأنيث والهاء سواء أكانت من أصل الكلمة أم كانت ضميراً للغائب ، فتاء التأنيث ترسم فوقها نقطتان مثل ” مدرسة ، وامرأة ، وتنطق هاء عند الوقف : ” ذهبت إلى المدرسه ” أما عند الوصل فتنطق تاء ” ذهبت من المدرستي إلى البيت ” وأرجو ملاحظة أني كتبت المثالين كما يجب أن نلفظهما ، لا كما نكتبهما . أما الهاء فهي إما أن تكون من أصل الكلمة كما في الأسماء مثل : وجه وفقه وأشباه واتجاه وشفاه وأفواه ومياه وكُره ومكروه ، وفواكه. وفي الأفعال مثل : سَفِه ونزّه ونبّه ونوّه وموّه . ولا ترسم نقطتان على الهاء ، ومثلها ضمير الغائب عند وصله بالأسماء مثل : بيته وكتابه ، أو وصله بالأفعال ؛ مثل : علمته وأكرمته ، أو بحروف الجر وظروف المكان مثل : منه وإليه ، وفوقه وتحته … فهذا ضمير المفرد الغائب ولا يجوز وضع نقطتين فوقه . إذن كيف نفرق بين تاء التأنيث والهاء ؟ إننا إذا استطعنا نطق الحرف تاءً فهو تاء مربوطة ، كما أننا إذا وصلناه بالضمير فإنه يكتب تاء لا هاء ، فتاء التأنيث في مدرسة وحقيبة ولعبة ومنزلة ، تكتب تاءً عند وصلها بالضمائر ( ياء المتكلم ، وكاف المخاطب ، وهاء الغائب ، وناء المتكلمين ) مثل : مدرستي ، وحقيبتك ، ومنزلته ، ولعبتنا ، وقس على ذلك.

·         من الأخطاء : عدم كتابة الألف بعد واو الجماعة المسندة للفعل الماضي كتبوا ، والأمر اكتبوا ، والمضارع المنصوب والمجزوم بحذف النون : لن تكتبوا ولم يكتبوا ، وهذه الألف تسمى الألف الفارقة ؛ لأنها تفرق بين واو الجماعة المسندة للأفعال ، وواو الفعل الأصلية كما في: يدعو ويرجو ويسمو ، فلا يجوز رسم الألف بعد هذه الواو ، كما لا يجوز رسمها بعد واو الجماعة في جمع المذكر السالم مثل : مهندسون ومسلمون ، إذ عند إضافة هذا الاسم تحذف نون الجمع : مهندسو المشروع ِ ، ومسلمو العالمِ ، ومن الأخطاء التي تقع هنا إضافة ألف بعد الواو :” مهندسوا المشروع ” وهذا لا يجوز.

·         الاسم المنقوص أي المنتهي بياء مكسور ما قبلها مثل ( القاضي والراعي والساعي ) ، إذا حذفت أل التعريف صار نكرة ، وعندها يجب حذف الياء في حالتي الرفع والجر، ويعوض عنها بتنوين الكسر، مثل: جاء قاض ٍ (في حالة الرفع) ، وسلمت على ساع ٍ(في حالة الجر). لكن الياء تبقى في حالة النصب ، مثل: شاهدت راعيًا . وفي القرآن : ( ولكل قوم هاد ٍ ) الرعد 7 ، و( إلا أن تكون تجارة عن تراض ٍ ) النساء 29.

·         يكثر الخطأ في كتابة ” إن شاء الله ” إذ يصلونها هكذا ” إنشاء الله ” ، والصواب فصلها ؛ لأن الجملة مكونة من إنْ الشرطية الجازمة وفعل الشرط وهو ماض هنا ، والمعنى : إن شاء الله أفعلُ كذا ، فيحذف جواب الشرط للعلم به . أما وصل إنْ بالفعل فيغير دلالة الجملة الشرطية ، إذ تصبح دالة على الإنشاء وهو الخلق ؛ كما في قوله تعالى : ( إنّا أنشأناهن إنشاء )الواقعة 35 ، ومنه الإنشاء بمعنى كتابة نص جديد .

·         ومن الأخطاء أيضا ؛ حذف الفاء من جواب أمّا ، ففي بعض القنوات يقول المذيع أمّا الآن مع النشرة الجوية ، وهذا خطأ والصواب فمع النشرة الجوية ؛ وفي القرآن الكريم : ( فأمّا اليتيم فلا تقهر) الضحى 9 و( وأمّا السفينة فكانت لمساكين ) الكهف 79 ، و( أمّا أحدكما فيسقي ربه خمرا ، وأمّا الآخر فيصلب ) يوسف 41 .

·         الخطأ في ضبط الاسم الواقع بعد إلا ؛ فإذا كان الكلام تاما مثبتا ، مثل : حضر الضيوف إلا ضيفاً ، فإن ما بعد إلا يجب نصبه على الاستثناء ، أما إذا كانت الجملة منفية والمستثنى منه غير موجود ؛ أي أن يكون الكلام ناقصا منفيا ؛ فإن إلا يبطل عملها وتكون حينئذ أداة حصر وما بعدها يعرب حسب موقعه في الجملة ؛ كقوله تعالى : ( ما المسيحُ ابن مريم إلا رسولٌ ) ، وقولنا : ما مررت إلا بخالد ٍ.

·         الخطأ في جمع مدير على مدراء ، والصواب مديرون ، إذ يقيسون مدير على سفير ووزير وأمير التي تجمع على سفراء ووزراء وأمراء ، وهو قياس خاطئ ؛ لأن وزير وسفير وأمير مشتقة من الثلاثي: وزر ، وسفر ، وأمر ، والياء فيها لبناء صيغة فعيل . بينما مدير مشتق من فعل رباعي : أدار . واسم الفاعل من الرباعي يأتي على وزن مضارعه مع إبدال يائه ميمًا مضمومة وكسر ما قبل الآخر . فيقال : أقبل يقبل مُقبِل ، على وزن مُفعِل ، ومثلها أدار يدير مُدير.

·         يخطئ كثيرون في استخدام كلمة ( حوالي ) ويريدون بها المقاربة العددية ؛ فيقولون حوالي عشرين يوما ، والصواب أن يقال : (نَحْوَ) أو (زُهاء) أو (قُرابة) ، لإعطاء معنى المقاربة العددية . وأما ( حوالي ) فتدل على (المُقارَبة المَكانية)، أي: المُقارَبة في الجهات، لأنها ظرف مكان مثل: سرتُ حوالي النهر، أي: قريباً منه، ومثله قوله عليه السلام : ( اللهم حوالينا ولا علينا … ) .

·         ومن الأخطاء الشائعة جدا استعمال حرف الترجي ( لعل ) مع الفعل الماضي ، وهو يفيد ترجي ما يمكن حدوثه مستقبلا ؛ إذ يقولون : لعله ندم على ذلك ، والصواب لعله يندم ، ولم تأتِ لعل في القرآن متلوة بالفعل الماضي أبدا ، ومن هذا قوله تعالى : ( لعل الله يحدثُ بعد ذلك أمرا) الطلاق 1 ، و( لعلي أعملُ صالحا فيما تركت ) المؤمنون 100 .

·         يقولون : هذه البلد ، والصواب هذا البلد ( ربّ اجعل هذا البلد آمناً) إبراهيم 35 ، أما هذه فيشار بها إلى البلدة ،(إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة ) النمل 91 .

·         يقولون : اضطر الضيف للسفر ، والصواب ؛ اضطُر إلى السفر، وفي القرآن (وقد فصل لكم ما حرّم عليكم إلا ما اضطررتم إليه) الأنعام 119 .

·         يخطئ بعضهم في استخدام الفعل استأذن ؛ إذ يجعله متعدياً بحرف الجر ( من ) فيقولون استأذن فلان من رئيسه ، والصواب استأذن رئيسه ؛لأنه يتعدى بنفسه ،وفي القرآن: ( ويستأذن فريق منهم النبيَ )، أي يستأذن النبيَ فريقٌ منهم .

·         يقولون لا يجب أن تفعل كذا ، وهذا خطأ ؛ فالوجوب لا ينفى لأن نفيه يعني جوازه ، والصواب أن يقال يجب ألا تفعل كذا ، بتأخير النفي عن فعل الوجوب .

تويترفيس بوكتكبيراستماع طباعة

زر الذهاب إلى الأعلى