لقد انتشرت في الآونة الأخيرة عدة مظاهر سلبية في سلوكيات الأطفال النفسية والعملية، وطرأت العديد من التساؤلات لدى الآباء منها كيف أعالج مشكلة السرقة عند الأطفال بمختلف شخصياتهم وأعمارهم، وهي من المشكلات النفسية الخطيرة جداً، والتي لا يجب التغاضي عنها أبداً والتعامل مع الأمر بسلبية ولا مبالاة؛ حيث أن هذا السلوك السلبي قد يستمر مع الطفل حتى أن يصبح شخص بالغ، وبدلاً من انتظار مستقبل باهر له نجد أنفسنا أمام حالة نفسية مرضية تحتاج للعلاج والملاحظة قبل أن تقوم بأذية نفسها أو المجتمع من حولها، مما ينعكس سلباً على حالة المصاب وذويه والبيئة الإجتماعية التي ينخرط فيها المريض وعائلته.

 مشكلة السرقة عند الأطفال
مشكلة السرقة عند الأطفال

أسباب ظهور مشكلة السرقة عند الأطفال

  • عدم يقين الطفل بماهية الملكية الخاصة للغير، وهنا يجب التأكيد على أن تفكير الطفل لا يتشابه أبداً مع تفكير الكبار وعقلياتهم، وتحدث هذه المشكلة بشكل مفرط في الخمس سنوات الأولى من عمره؛ حيث أنه لا يعترف بكون ما يفعله هو سرقة ولكنه فقط يرغب في الإستحواذ على الأشياء الخاصة بغيره بشكل تلقائي وعفوي، وهنا نجد مشكلة جهل الطفل بما يمتلكه وبما ليس هو ملكه.
  • عدم إكتراث الطفل بمظهره أمام المجتمع والمحيطين به؛ حيث أنه لا ييقن أن ما يفعله هو أمر غير صحيح وسوف يتعرض للحساب والعقاب عليه، وهنا يجب علينا أن نقوم بتوعية وإرشاد الطفل لما يفعله وبأهمية الأمانة وفضائلها، وتنمية الشعور بالحساب والعقاب والصواب في جميع سلوكياته.
  • الوالدين لهم التأثير الأكبر على الطفل وتطور هذا السلوك لديه؛ حيث أن الطفل أحيانا قد يعوض حرمانه من أحد أبويه بسلوك السرقة، وقد يكون الفقر هو السبب للسرقة فهو أمر عائد للوالدين أيضاً، والحياة الأسرية الغير مستقرة تسبب أيضاً هذا السلوك المرضي.
  • السلبية التي يمارسها الآباء في مواجهة هذا السلوك؛ حيث أنهم قد يصمتوا عند معرفة سلوك الطفل بحجة أنه لا يفعل ذلك خارج المنزل، وما دام هذا السلوك يحدث داخل جدران المنزل فليست هناك أي مشكلة، وهذا التصرف يدعم السلوك السلبي للطفل.
  • التصدع في القيم والمبادئ داخل الأسرة من شانه أن يدفع الطفل نحو السرقة، وذلك عند وجود أي سلوك إنحرافي مثل الإدمان.
  • المبالغة في عقاب الطفل على السرقة بدون تحري السبب والدافع لذلك.
التخلص من السرقة عند الأطفال
التخلص من السرقة عند الأطفال

كيف أعالج مشكلة السرقة عند الأطفال

التحري والبحث

  • البحث الدقيق عن الأسباب الدافعة للسرقة، سواء كان تصرف السرقة حدث داخل المنزل أو خارجه وبشكل سريع وفعال.

علاج الأوضاع بتأني

  • البداية الحتمية للأمر هي إقناع الطفل بل واجباره على إعادة ما سرقه لمن تمت سرقته.
  • تقديم الاعتذار العميق.
  • في حالة إنفاق ما سرقه الطفل يجب دفع ثمنه والتعويض عن السرقة.

التعامل مع الأمر بشكل جدي

  • فلابد من إظهار الحزم والشدة مع الطفل؛ حتى يعرف ما هي حدود الموقف المشين الذي وضع نفسه فيه، ومسائلته عن موقفه عند حدوث الموقف ذاته معه وسرقة أحد أغراضه أو نقوده.

تفسير دوافع الأطفال وراء السرقة

  • تحليل وتفسير دوافع الطفل للسرقة للتوصل إلى الخيط الذي يقودنا إلى الحل الأنسب في هذه الحالة.
  • فهناك مثلا الدافع المادي وهنا يجب أن يقوم الأب والأم بزيادة ما يحصل عليه الطفل من نقود.
  • والتركيز على مبدأ الإستئذان قبل الحصول على أي غرض حتى يحصل عليه الطفل في الوقت المناسب.
  • أما إذا كان الدافع معنوي فيجب التركيز على جوانبه وعلاجه والتواجد مع الطفل بالشكل الكافي لسد إحتياجاته وعدم تكرار هذا التصرف مرة أخرى.

تقديم التوضيح الكامل لسوء سلوك السرقة

  • قد يتم علاج هذا التصرف بتوضيح معنى السرقة للطفل والذي قد يكون جاهلاً به كما ذكرنا من قبل.
  • فعندما يتم توضيح هذا المفهوم ونتائجه وسلبياته للطفل بشكل بسيط ومفهوم والإشارة إلى معنى الإقتباس أو الإستعارة والسرقة.
  • توضيح الأسس التي يجب أن يلتزم بها تجاه الملكية الخاصة للآخرين.

إلتزام مبدأ الهدوء في التعامل مع الأطفال

  • عدم التصرف نهائيا بأسلوب عصبي والتعامل مع الأمر بغضب وعقاب الطفل بحزم وقسوة.
  • بل يجب التعامل مع الأمر وكأنها حالة استثنائية يجب تحليلها والتعرف على تداعياتها.
  • ودراسة طرق التعامل مع مشكلة السرقة عند الأطفال بشكل سهل وبسيط.
  • العمل على تقليل حدة الإحساس تجاه الطفل بالسوء والذنب وكأنه مجرم يجب أن يتم عقابه وإخضاعه للتجاهل، بل يكون الشعور بتفهم الموقف والوضع هو الأنسب لعدم كسب عداوة الطفل.

إتخاذ الوالدين قدوة

  • المتابعة لسلوكيات الوالدين حيث أن الطفل يعتبر نفسه مرآة للوالدين ويعتبرهم النموذج المثالي للسير على نهجهم لذا يجب توخي الحذر في تصرفات الوالدين.

تجنب الدفاع عن سلوك الطفل “السرقة”

  • عدم إتخاذ موقف الدفاع عن الطفل عند سرقة ممتلكات الغير؛ حتى لا يصبح وكأننا نوافق على ما يفعله.
  • يجب أن يكون دور الأهل هو التقويم لسلوكيات الطفل الغير سوية.

تدعيم الطفل بالقيم والعادات السليمة

  • زرع القيم والسلوكيات والعادات السليمة في نفس الطفل بمقتبل حياته.
  • توعيته بأن الحياة هي ملكاً للجميع وليست قصراً على شخص بعينه.
  • تشجيع الأطفال على المحافظة على ممتلكات الغير وذلك في كل الأحوال أثناء وجودهم أو غيابهم.
  • حيث تعتبر النشأة السليمة على أسس الأخلاق والمبادئ القويمة يمكنها أن تبني نشأ ذو خلق كريم ولديه كافة المعايير والقيم اللازمة لتجنب مثل هذه التصرفات.

تعويض إحتياجات الطفل المادية

  • تحديد مبلغ من المال كمصروف للطفل حتى يقوم بشراء ما يرغب فيه أو يحتاج إليه بما يتناسب مع الأوضاع الإقتصادية المواتية.
  • محاولة استثمار مجهود الطفل في المنزل ومنحه مقابل لهذا العمل أو المجهود البسيط الذي يبذله؛ حتى يتبادر إلى ذهن الطفل أنه بإمكانه أن يوفر النقود التي يحتاج إليها بنفسه.
معالجة داء السرقة
معالجة داء السرقة

تجنب تعرض الطفل للمغريات أثناء العلاج

  • عدم وضع أشياء كمغريات للطفل تدفعه للسرقة كالنقود أو المشغولات الذهبية الغالية الثمن.

مصادقة الأبناء أفضل علاج مشكلة السرقة عند الأطفال

  • ربط وبناء جسر صداقة بين الأهل والطفل وتوطيد العلاقات التي يشملها الألفة والصراحة والحرية؛ حتى يتمكن الطفل من إبداء رأيه وإحتياجاته.
  • متابعة الطفل بصورة مستمرة وذلك يرجع إلى حاجة الأطفال لمن يرشدهم ويوجههم، حتى لو كانت المتابعة بصورة غير مباشرة حتى يتمكن الأهل من التعامل مع أي موقف في الوقت المناسب.
  • علاج الأمور قبل أن تتفاقم وتتطور لمراحل سيئة.

القدوة الحسنة لحل مشكلة السرقة عند الأطفال

  • يجب أن يكون الأهل هم المثل الأعلى للطفل وأن يتابعوا تصرفاتهم بشكل دقيق؛ لأن الطفل يطبق ما يفعله الآباء بحذافيره.
  • الأشخاص الأكبر سنا المحيطين به يجب أن يطبقوا قواعد الأمانة والإخلاص والمصداقية في معاملتهم معه.
  • وأن يحافظوا على كل ما يمتلكه الطفل حتى يكتسب الطفل هذه التصرفات بشكل مباشر.

الحكمة في التصرف

  • التصرف بطريقة حكيمة عند الشك أو التأكد من حدوث السرقة وأن الطفل لديه هذا السلوك النفسي السلبي.
  • يجب أن لا يقوم الأهل بالإلحاح بشدة عليه حتى يعترف بالسرقة لأنه في حالة الالحاح الشديد قد نفتح للطفل باب الكذب حتى يخرج من المأزق وينجو من العقاب هنا نكون قد دفعنا الطفل للقيام بسلوكين أسوأ من بعضهما وهم الكذب والسرقة فكل مرة سيسرق فيها سوف يضطر للكذب.
  • وفي حالة اعتراف الطفل بالسرقة لا يجب التعامل معه بعنف، فسوف يترك ذلك تأثير للتمادي في السرقة.

شاركها.